رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لاغتيال الكاتب الأردني «ناهض حتر».. أساء للإسلام فاتهمته المحكمة بـ« إثارة النعرات المذهبية».. وقُتل على يد متشدد بمسدس «9 ملم»

جريدة الدستور

أطلق مواطن أردني الرصاص، صباح اليوم، على الكاتب الصحفي الأردني ناهض الحتر، في تمام الساعة التاسعة والربع صباحًا بالتوقيت المحلي عند البوابة الخارجية لقصر العدل والمخصصة لدخول الرجال، حيث تم إطلاق النار من مسافة متر من مسدس "عيار 9 ملم".

وتلقى حتر أول رصاصة في صدره ما أدى إلى سقوطه أرضًا، قبل أن يتلقى رصاصات عدة منها في مختلف أنحاء جسمه، وحاول الجاني الفرار من خلال جراج المركبات الخاص بالمحكمة، لكن ابن الكاتب حتر ومجموعة من المواطنين بالإضافة إلى رجال الأمن طاردوه وتمكنوا من إلقاء القبض عليه.

وتم التعرف على القاتل وهو مواطن أردني من شرقي العاصمة عمان يدعى رياض. أ.ع وعمره 49عامًا، وكان خارج الأردن وعاد إليها مؤخرًا، قادمًا من الحج، وقال شهود عيان إنه كان يرتدي ثوبًا تظهر عليه علامات الالتزام الديني.

وكان الادعاء العام في عَمَّان أسند منتصف أغسطس الماضي إلى حتر تهمة إثارة النعرات المذهبية والعنصرية، بعد نشره على صفحته رسومات تسخر من الذات الإلهية.

وأصدر حتر وقتها بيانا قال فيه إن الرسم الذي نشره كان "يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروّجه الإرهابيون".

ورفض ذوو الكاتب ناهض حتر استلام جثته، وصرحوا، حسبما نقلت صحيفة "الرأي الإلكتروني" قائلين، "نرفض استلام الجثة حتى محاسبة المحرضين، والذين زرعوا خطاب الفتنة".

واستنكر النّاطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الدّولة لشؤون الإعلام محمّد المومني "جريمة اغتيال حتر.

وأبدى المومني ثقته "بالقضاء الأردنيّ، وتوعد اليد الّتي امتدّت إلى الكاتب المرحوم حتر بأنّها ستلقى القصاص العادل حتّى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة".

واستنكرت دائرة الإفتاء العامّ في الأردن اغتيال حتر، مؤكّدةً أنّ "الدّين الإسلامي بريءٌ من هذه الجريمة البشعة".

ودعت، في بيان، أبناء المجتمع الأردني جميعًا إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف قيادتهم ضد الإرهاب ومثيري الفتنة.

وأدان مجلس "الأعيان الأردني" هذه العملية في بيان قائلًا، "مثل هذه الأعمال البشعة والتصرفات المستهجنة والغريبة على المجتمع الأردني"، داعيًا الأردنيّين إلى "الحفاظ على النسيج الاجتماعي والوطني، والوقوف صفًا واحدًا في وجه مثيري الفتنة وقوى الإرهاب والتطرف".

وقال الكاتب الأردني ضرغام هلسا، إن حتر كان ملتزمًا بالذهاب إلى المحكمة والاستماع إلى ما يقوله القضاء في هذه القضية" مشيرًا إلى أن قاتل حتر كان متواجدًا منذ الساعة الثامنة إلا ربع أمام باب قصر العدل وعند دخول حتر ومحاميه وبعض أصدقائه لحق به وأطلق عليه أربع رصاصات في رأسه.

ونفى هلسا أن يكون القاتل قد قدم من الخارج مؤكدًا أنه "ذو توجه سلفي من أحد أحياء عمّان الشعبية" وأنه "خطط لجريمته بشكل مسبق".

وينظر إلى حتر باعتباره أحد أبرز الكتّاب العلمانيين في الأردن، ولطالما تبنى مواقف موالية لنظام بشار الأسد.

ويُتهم حتر أيضا بتبني مواقف عنصرية و"شوفونية" إزاء الأردنيين من ذوي الأصول الفلسطينية، وكان صرح مرارا ضد منحهم حقوق المواطنة الكاملة.

وناهض حتر هو كاتب وصحافي يساري أردني، من مواليد 1960 حاصل على ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر من جامعة "عمان".

سجن حتر مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96، كما تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، واضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98، وكان مقيمًا في عمان من دون حراسة قبل اغتياله.

كان حتر قبل وفاته كاتبًا في صحيفة "الأخبار" اللبنانية، موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ سبتمبر 2008.