رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايزة أحمد "الكروان الحزين" .. رسبت في اختبار الإذاعة ببداية مشوارها.. تربعت على عرش الطرب الأصيل عبر ألحان الموجي .. ومرض خبيث أنهي مسيرتها

جريدة الدستور

صوت عذب ينطوي علي شجن غريب، لا تملك أمامه إلا أن ترى فيه قصص حب حالمة وأحادیث عاطفية مرهفة، لا يخلو من أنغام الهجر والوصال، جعل منها ملكة متربعه علي عرش الطرب الأصيل.. إنها كروان الشرق فايزة أحمد، التي تحل اليوم ذكري وفاتها الـ33.

من مدينة صيدا بلبنان وتحديدًا في 5 ديسمبر 1930، كان العالم العربي علي موعد مع ميلاد موهبة من طراز فريد، من أب سوري وأم لبنانية ولدت "فايزة أحمد بيكو الرواس"، ثم أنتقلت مع أبيها إلي دمشق وهي لا زالت طفلة صغيرة لم تبلغ الحادية عشر من عمرها.

خاضت أولي محطات رحلتها الفنية، من العاصمة دمشق، وتحديدًا الإذاعة السورية إذاعة دمشق، حيث تقدمت إلى لجنة لاختيار المطربين لكنها لم توفق في البداية، ثم تقدمت لإذاعة حلب ونجحت وغنت وذاع صيتها فطلبتها إذاعة دمشق وعادت لتكمل مسيرة نجاحها.

وفي عام 1956، بدأت مسيرتها من قلب الإذاعة المصرية في القاهرة حينما قدمها الإذاعي صلاح زكي في أغنية من ألحان محمد محسن، وكانت اغنية " أنا قلبى اليك ميال" التى لحنها الموسيقار الكبير محمد الموجى، بمثابة شهادة بمولد فنانة كبيرة فى عالم الطرب.

ثم أعقبتها أغنية "يامه القمر على الباب" التى دعمت بها نجاحها الفنى ولتواصل مسيرتها من نجاح إلى نجاح فى عالم الغناء والطرب ، واعقبها أغانى "تمر حنة" و"بيت العز" و"حيران" و"ليه يا قلبى ليه".

التقت بعدها بالموسيقار الراحل محمد الموجي فشكلا خطا غنائيا يميزها عن غيرها من خلال عدة أغاني والتي أحدثت ضجة كبيرة، ولحن لها أيضا كمال الطويل وبليغ حمدي أغنيات عديدة، وغنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "هان الود".

كما لحن لها الموسيقار محمد سلطان وغنت له العديد من الألحان وكانت أغنية " ايوه تعبنى هواك"هى آخر أغنية قدمتها لمحمد سلطان، وغنت للأمومة أغنيتها " ست الحبايب" التى نادرا ما تجد أحدا لا يعرفها، أما أغنية حبيبي يا متغرب للملحن بليغ حمدى فهي آخر ما غنت فايزة أحمد.

شهدت حقبة السبعينيات فترة تألق شديدة لفايزة أحمد بمجموعة كبيرة من الأغنيات الكلاسيكية الطويلة منها "غريب يا زمان ولقيتك فين ويا ما أنت واحشني ورسالة من امرأة وأحلي طريق في دنيتي وخلينا ننسي ونقطة الضعف وعلمتني الدنيا"، وكلها من ألحان زوجها محمد سلطان.

وبمرور الوقت أخذ بريق السينما يجذبها، حتي شاركت في ستة أفلام وكان انجح حضور سينمائي لها في فيلم " أنا وبناتي" أما آخر أفلامها فكان " منتهى الفرح"، كما قدمت "فايزة" عدة اعمال سينمائية اخرى هى "تمر حنة 1957 و امسك حرامي 1958 و المليونير الفقير 1959 وليلى بنت الشاطيء 1959 وعريس مراتي 1959".

تزوجت كراون الشرق خمس مرات، أشهرهم زواجها من الموسيقار محمد سلطان الذي استمر 17 عاما ، بعد قصة حب بينهما، وانجبت منه ولديها التوأمان "طارق وعمرو"، وانفصلت عنه عام 1981 ، ثم تزوجت زوجها الخامس.

حصلت على عدة جوائز وأوسمة منها: درع الجيش الثاني في 1 مايو 1974، كما حصلت على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

أصيبت الفنانة بمرض خطير وسافرت فى رحلة علاج من ورم خبيث في الثدي إلى الولايات المتحدة ثم عادت منها لتستأنف العلاج فى مصر، وتدهورت صحتها ودخلت على إثرها العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى الى أن رحلت عن عالمنا يوم 21 سبتمبر 1983، عن عمر يناهز 52 عام.