رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ترامب» أو «هيلارى» السياسة واحدة!! «١»


يقترب السباق إلى البيت الأبيض من نهايته وينتظر الشعب الأمريكى لحظة الاختيار الأخيرة بين أحد مرشحى الرئاسة إما مرشح الحزب الجمهورى «دونالد ترامب» أو مرشحة الحزب الديمقراطى «هيلارى كلينتون» وسواء هذا أو تلك كلنا يعلم أن اهتمام المواطن الامريكى ينصب على قضاياه الداخلية فى المقام الاول من خفض فى الضرائب وزيادة فى الخدمات والاستفادة من المساعدات الاجتماعية الحكومية، وبالتالى يظل هدف أى أمريكى هو الحصول على اكبر جزء من كعكة المرشح الرئاسى سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا.

وما يعنينا نحن العرب والمسلمين فى هذا الصدد كيفية التعاطى مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط التى فى ظل الإدارات المتعاقبة مهما تعددت أشكالها، إلا أن مضمونها ظل واحدا، حيث فى الأغلب كانت تأخذ موقفا معاديا للقضايا العربية على مدى عقود طويلة ومن ثم يصبح منطقيا ألا نجد على رأس أولويات أى رئيس أمريكى الهموم العربية ولم يكن هناك اقتراب من شئوننا إلا إذا تقاطعت مع المصالح الامريكية مع الأخذ فى الاعتبار ضعف اللوبى العربى والإسلامى فى الولايات المتحدة رغم وجود عدد كبير من العرب والمسلمين يعيشون على الأراضى الأمريكية حيث لا تشكل جماعات الضغط المنتمية للعالم العربىى – إذا وجدت - تأثيرا فى صنع القرار الأمريكى تجاه مشكلات وقضايا الشرق الأوسط.

ومن هنا أعتقد أن الرئيس الأمريكى لن يختلف عن سابقيه فى التعاطى مع الشأن العربى لكن نقطة الاختلاف فى تقديرى بين هذا الرئيس القادم ومن سبقه فى البيت الأبيض الظرف الآنى للمنطقة العربية أو دعونا نقول طبيعة خريطة الشرق الأوسط الحالية التى أصبحت تتسم بالسخونة والتوتر بعد وقوع ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربى» قبل خمس سنوات فى المنطقة وقد تمخض هذا الوضع عن انهيار نظم تقليدية وقيام نظم جديدة مازال بعضها يتلمس الخطى والبعض الثانى يعانى من عدم الاستقرار، فيما حافظ البعض الثالث على توازنه فى ظل أنواء وتحديات تعصف بالعالم العربى وتستهدف تفتيته وتحويل دوله الى دويلات تحت مسميات مختلفة مثل «الشرق الأوسط الجديد» الذى تنبأ به فى التسعينيات من القرن الماضى السياسى الإسرائيلى شيمون بيريز.

كما أن هيلارى كلينتون نفسها قد أوضحت موقفها من خلال كتابها الأخير «الاختيارات الصعبة» HARD CHOISES الذى لخص توجهات مرشحة الرئاسة الأمريكية وتنبأ بالربيع العربى فى الفصل الخامس من الكتاب الذى يعتبر مذكرات كلينتون خلال توليها وزارة الخارجية الأمريكية وصدر عام 2014 وأوضح وما سمى فى أدبيات السياسة فى السنوات الأخيرة بـ «الفوضى الخلاقة» وهكذا نجد أنه لم يعد خافيا على أحد أن أمتنا تواجه إصرارا من بعض الأطراف الدولية وفى مقدمتها الولايات المتحدة وإيران على إعادة صياغة الخريطة العربية.. وللحديث بقية.