ليست "شارلي إيبدو" وحدها.. 6 وقائع أساءت فيها مجلات أوروبا للإسلام.. من "جريمة شرف إسلامية" إلى "غضبة المسلمين"
رغم أن الهجوم دومًا ما يُسلط على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية بسبب تكرار وقائع سخريتها من المسلمين، ألا أنها لم تكن المجلة الأوروبية الوحيدة التي سخرت أعدادها للتهكم على الإسلام برسوم الكاريكاتير، فقد حفل تاريخ الإعلام الغربي وتحديدًا المجلات برسوم مُشابه، حتى بات كأنها حملة مُمنهجة للإساءة للإسلام بدأت منذ عام 2005 على يد الدنمارك.
"شارلي إيبدو"
عبر رسم " كاريكاتيري" لمسلمين عراة على شاطيء فرنسا، جددت مجلة "شارلي إيبدو" تاريخها الحافل في التهكم على الإسلام، حيث سخرت المجلة في عددها الذي صدر أمس الثلاثاء، من ارتداء النساء المسلمات "للمايوه" الشرعي على شواطئ فرنسا.
"إصلاح الإسلام.. المسلمون".. بتلك الكلمات عنونت المجلة غلافها الذي حوى رسمًا "كاريكاتوريًا" لرجل مُلتح وزوجته المُحجبة يجريان على شواطيء فرسنل دون ارتداء ملابس، سوى عورتهما، لتثير من بعدها عاصفة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
"وقائع سابقة"
كثفت المجلة الفرنسية من رسوماتها المسيئة منذ عام 2011، حينما نشرت رسمًا كاريكاتيرًا أرادت من خلاله الإشارة إلى العنف والتطرف والغلو في الدين الإسلامي، حيث أظهرت فيه الرسول محمد وكأنه يعضّ فم أحد صحفي المجلة.
وعبر عدد خاص عن سيرة الرسول حوى عدة صور ساخرة، خلال عام 2012، آثارت "شارلي إيبدو" الجدل حولها من جديد، وتلقت من بعده تهديدات كثيرة بالهجوم والتفجير، ورغم ذلك لم تهدأ حدة الهجوم على المسلمين، والتي تكررت عام 2013، من خلال كتاب مصور أصدرته المجلة كمُلحق مع عددها عن حياة الرسول وسيرته النبوية.
"الديلي ميل"
وعلى نفس الإيقاع سارت مجلة "الديلي ميل" البريطانية، التي نشرت إحدى القصص المصورة لها في يونيو الماضي، أساءت به للمسلمين بسبب العنوان الذي حمل كلمات :"جريمة شرف إسلامية"، تحدثت فيه عن قصة وفاة أم لأربعة أطفال في مقاطعة "لوتون" البريطانية.
ودافعت وقتها الصحيفة البريطانية عن اختيارها لعبارة إسلامية في العنوان بإنها إشارة مختصرة لديانة الأفراد المتورطين في حادث مقتل السيدة البريطانية، مؤكدة أن احتمالية مقتل المرأة في جريمة شرف لم يكن محلاً للنقاش، وأن هذا النوع من الحوادث ينتشر بشكل خاص في البلدان الإسلامية.
ولكن تقدم شاب عربي يُدعى "مقداد فرسي" بشكوى إلى منظمة معايير الصحافة المستقلة التي حكمت لصالحه، بسبب عدم وجود أساس أساس يشير لتورط الدين في حادثة القتل كما أوحى استخدام عبارة إسلامية في العنوان، الذي هدف إلى السخرية أكثر من تناول الحادث، وقامت بعدها الصحيفة بإزالة عبارة "إسلامية".
"فورين بوليسي"
أما مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية فقد تخصصت منذ عام 2014، في السخرية من فتاوى علماء المسلمين حول العالم وتحديدًا العرب منهم، حيث وصفتهم في أكثر من عدد بأنهم دجالين ومُنجمين، كما تقوم بنقل الفتاوى كما هي أو بتحويرها للإساءة إلى المسلمين.
وخصصت المجلة ركنًا ثابتًا للاستهزاء بالمسلمين، ومع نهاية كل عام تختار ما تسميه بـ"أغبى" فتوى خلال العام، وكانت في العام الماضي قد اختارت فتوى للداعية السعودي الشيخ علي الربيعي الذي أفتى بحرمة أن تخلع الزوجة ثيابها بالكامل أثناء مجامعة زوجها لها .
وهو ما حولته الصحيفة الأمريكية إلى موضوع الساعة، وأدارت لأجله عدة ندوات، خاض فيها رجالها وممثلو الأفلام الإباحية والنفسانيون وعلماء الاجتماع حروبًا للاستهزاء بالفتوى، وليس الرد بالمنطق عليها.
"نيوزويك"
"غضبة المسلمين" بهذا العنوان خرج غلاف إحد أعداد مجلة "نيوزويك" الأمريكية خلال عام 2012، والذي آثار حفيظة المسلمين وقتها، حيث حوى صور لإحد المظاهرات يبدو فيها أشخاصًا ملتحين بملامح وجه تحمل العصبية والغضب، في إشارة منها إلى العنف في الدين.
ولم تكتف المجلة بذلك، بل قامت بتدشين هاشتاج "غضبة المسلمين" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسرعان ما انهالت التعليقات والتغريدات الساخرة من المسلمين حول العالم، تتحدث عن كيف يكون الغضب الإسلامي في كثير من المواقف الحياتية البسيطة أو المعقدة، وتجيب عن سؤال: "ما الذي يغضب المسلمين بشدة؟".
"تيتانيك"
وفي نفس العام، خصصت مجلة "تيتانيك" الألمانية الساخرة، عددًا لها لنشر صور كاريكاتيرية تسيء للإسلام، ظهر فيها فارسًا عربيًا مُلتحيًا على رأسه عمامة وبيده سيف، وهو يحتضن قرينة الرئيس الألماني السابق، وقالت وقتها المجلة أن الصور هي رد حقيقي على الاحتجاجات غير المسبوقة في العالم الإسلامي ضد الفيلم المسيء للرسول، مضيفة أن السخرية مشروعة وبلاد حدود.
"يولاندس بوستن"
وكانت الواقعة الأكثر عنفًا في تاريخ حملات الدول الأوروبية ضد الإسلام، ما خرجت به صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية خلال عام 2005، وأحدثت ضجة كبيرة وصلت إلى حد قطع بعض الدول الإسلامية تعاملها التجاري مع الدنمارك.
وتحت عنوان "وجه محمد" خط الصحفي الدنماركي "كاره بلوتجين" البريطاني مقاله عن المراقبة الذاتية وحرية التعبير، سخر فيه من الرسول محمد بـ12 صورة كاريكاتورية، أظهرت عمامته على أنها قنبلة بفتيل، منتقدًا فيها فكرة أن رسم الرسول محرم في الإسلام، بعدما دعت الصحيفة أعضاء من اتحاد رسامي الكارتون الدانماركية لرسم الرسول كما يروه.
وبعد أقل من أسبوعين قامت صحف أوروبا بإعادة نشر تلك الصور الكاريكاتيرية، التي قوبلت بموجة عارمة من الغضب على الصعيدين الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي، وأخذت الاحتجاجات طابعًا عنيفًا في تونس حيث أضرمت النيران في المبنى الذي يضم سفارتي الدانمارك والنرويج، وتم إحراق القنصلية الدانماركية في بيروت.