رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة حب .. معركةالوزير والمحافظ "2"


هدأت معركة الوزير أحمد زكي بدر وزير التنميه المحليه والمحافظ محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندريه تمهيدا لدخولها مرحلة النسيان ، وفي هذا الإطار تم تجميد حركة المحافظين حتي ينسي الناس هذه المعركه أو يتناسوها .

لا شك أن هذه المعركه التي شغلت الرأي العام خلال الفتره الماضيه وضعت النظام في مأزق لثلاثة أسباب..  أولها أن طرفي المعركه من الشخصيات الثقيله..  فالوزير من الشخصيات القويه في الحكومه لكونه وزير سابق عاد ليتولي حقيبة التنميه المحليه بعد أن كان وزيرا للتعليم في حكومة نظيف..  فضلا عن كونه نجل المرحوم زكي بدر وزير الداخليه الأسبق والذي ملأ الدنيا صخبا وضجيجا أثناء فترة توليه الوزاره ،أما المحافظ فهو من القيادات المتميزه الحريصه علي المال العام وبدأت بصماته تظهر خاصة انه جاء بعد محافظ مارس المسئوليه علي سبيل الهوايه والمنظره ..

أما السبب الثاني فهو يتعلق بموضوع المعركه وهي أرض كارفور التي شغلت الرأي العام السكندري منذ عهود طويله وتعاقب عليها كثير من المحافظين تصدوا بكل قوه لمحاولة السطو عليها .. كما أن التفريط فيها يهدر علي الدوله مليار جنيه وهو رقم يمكن ان يساهم في حل مشكلة العشوائيات بالمحافظه أويدعم مشروع الإسكان الإجتماعي لتوفير مسكن ملائم لمحدودي الدخل ..

أما السبب الثالث فهو تزامن هذه المعركه مع إعداد حركة المحافظين التي ينتظرها الرأي العام في عدد من المحافظات خاصه محافظتي القاهره العاصمه والإسكندريه العاصمه الثانيه .

وإذا عدنا للسبب الأول وهو طرفي المعركه فإن الأزمه ستظل قائمه حتي ولو هدأت قليلا لأن الوزير زكي بدر مدعوم من داخل الحكومه ويسانده بقوه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء .. صحيح أن هذه المسانده ربما لا تتعلق بشخص الوزير زكي بدر وإنما تتعلق بخلاف مع المحافظ بسبب ردوده الغير دبلوماسيه علي رئيس الوزراء في إجتماعات مجلس المحافظين ..خاصه فيما يتعلق ببعض المشاكل والقرارات في الإسكندريه..  إلا أن تحالف الوزير ورئيس الوزراء يمثل قوه تستطيع إزاحة المحافظ في أي لحظه .. أما المحافظ فهو يتسلح بالرأي العام الذي يسانده في معركة الأرض التي يدافع عنها وعن حق الدوله بكل قوه حتي لو كلفه ذلك منصبه .. هنا يشتد الصراع ولن تفلح معه أي تهدئه ..

صحيح أن الرأي العام يمكن تجاهله خاصة إذا دخلت المعركه دائرة النسيان كما هو حاصل حاليا .. إلا أن تحالف رئيس الوزراء والوزير وانتصارهما علي المحافظ سيظل عالقا في الأذهان وستظل تبعات هذا التحالف أو نتائجه كابوس أو لعنه تطارد الإثنين حتي بعد خروجهما من المنصب..  لأن انتصارهما علي المحافظ سيكون انتصار مؤقت .. أما الرأي لعام فدائما يكون انتصاره أبدي .. وفي انتظار من تكون له الجوله الأولي .