رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور ... والميليشيات ... وثقب الأوزون


«جمعة الكارت الأحمر ...جاءت بعد أن سال الدم الأحمر ..لأعز .. شباب مصر ... على أبواب القصر».عن الميليشيات سألونى ..

قلت: الميليشيات هى تنظيم شبه عسكرى يتكون عادة من مواطنين متطوعين. ويكون ذلك فى مناطق التوتر أو فى إطار الحروب الأهلية ويمكن أن تكون فى عدة صور: كقوات تابعة للجيش النظامى كما الحال فى الصين أو سويسرا ...أو كمنظمات مسلحة تابعة لأحزاب أو حركات سياسية قادمة بأموال خارجية لإنزال الفتن بين الشعوب ... أو كقوات دفاعية يقع تشكيلها من طرف سلطات أو مواطنى منطقة سكنية أو جغرافية محددة فى إطار جهوى بحت.

فسألونى: طيب الميليشيات الموجودة فى مصر من أى نوع؟.

قلت: يبدو أنها ميليشيات تابعة لجماعات ذات إطار فكرى معين ...فكر تم زرعه فى عقولهم من خلال ثقافة أهل الكهف ... ومن خلال مجتمعات منغلقة.

قالوا: يعنى إيه مجتمعات منغلقة.

قلت: يقصد بالمجتمعات المغلقة أو المنغلقة ... تلك المجتمعات التى تتسم بثقافة منغلقة .. أى غير مفتوحة على الثقافات الأخرى.

قال: يعنى إيه.

قلت: يعنى أن هذه المجتمعات ذات الثقافة المنغلقة.. تجد فيها .... الكثير من الحدود والقيود والسدود للحريات السياسية والمدنية والفكرية.... وفيها تسود مفاهيم التقاليد والعادات وتكون كلمة رجل الدين نافذة وفاعلة.... وفى هذه المجتمعات تجد حرصاً عجيباً غريباً على استتباب وترسيخ هذه القيود.... وسر ذلك يكمن فى أن هذه الجماعات ترى فى هذه القيود سر وجودها وبقائها... ولذلك ينتعش فى هذه المجتمعات.. كل ما هو غيبى ... فضلاً عن انتعاش الاستبداد السياسى ورفض الرأى الآخر وغياب فضيلتى التسامح والحوار، ومن ثم يسود فى هذه المجتمعات الاكتئاب والتوتر وبروز ظاهرة العنف اللفظى «ردة، تكفير... إلخ»، وشيوع ثقافة الاستبداد الاجتماعى، حيث يعشش فى نفس كل شخص يعيش فى هذا المجتمع ذلك «المستبد الصغير»، الزوج تجاه زوجته، والأب تجاه أولاده، والرئيس تجاه مرءوسيه، وفى هذه المجتمعات يغيب العدل الاجتماعى، ويضعف العدل القانونى.

فقالوا: طيب .. لماذا لا تقبل المجتمعات المنغلقة الانفتاح..والاندماج فى المجتمع المفتوح؟

قلت: لأنهم يخافون الحرية ...ويفقدون سر بقائهم وتماسكهم.

قالوا: ما السر؟!

قلت: السر هو: مبدأ السمع والطاعة .....فلكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث فى المجتمع المنغلق لو رفض الشعب طاعة حكامه إلا طبقاً للقانون والدستور .... ورفض الأبناء هيمنة الآباء... وتحررت النساء من سطوة الرجال ... ورفض الجميع شمولية القيم الدينية.. ورفض الفاشية السياسية أو الدينية.....لذا فإن بنية التنظيم المنغلق تأبى الاندماج فى المجتمعات المفتوحة ... فالمجتمع المنغلق يجد راحته فى متحف الحياة الطبيعى.

قالوا: طيب كيف تهيمن الحكومات المنغلقة التفكير على المجتمعات المفتوحة؟

قلت: حتى تحكم الحكومات المنغلقة ذات عقلية المجتمع المنغلق ... عليها أن تطبق نظرية «سدَّ...... ثقب الأوزون».

قالوا: وما علاقة هذه النظرية بموضوعنا.

قلت: علاقة وثيقة ...طبعاً ...فثقب الأوزون فى الغلاف الجوى .... سببه – فى الغالب الأعم - سوء استخدام الإنسان لما لديه من مواد طبيعية تؤدى إلى وجود غازات معينة تسبب هذا الثقب ... لذا فيجب لتفادى ذلك منع مسببات حدوث هذا الثقب ... ومن هنا جاءت نظرية «الإخوان المسلمين والسلفيين ومن دار فى فلكهما» ... فبدلاً من أن ينفتحوا على المجتمع.. اتجهوا شطر إخضاع ... مصر .. كلها ....لمبدأ السمع ....والطاعة .... أو بالأدق إدخال المصريين جميعا .... فى بيت الطاعة الإخوانى والسلفى.

قالوا: طيب ....إزاى؟!

قلت: بمنع مايسبب عدم حدوث ثقب فى هذا المبدأ.... ولقد فكر خبراء هذه الجماعات المنغلقة فى أن أهم سببين يمكن أن يسببا تآكل مبدأ السمع والطاعة ...هما ...القضاء ....والإعلام.

قالوا: عشان كده .هم يحاصرون الإعلام والقضاء .....لمنع .....تسرب أى أحكام أو أفكار ... ورؤى ....تخالف .... المنظومة التى قاموا برسمها ... فى مجتمعاتهم المنغلقة ..لأتباعهم.

قلت: صحيح ذلك ....فهم حاصروا القضاء ....فى الدستور ....فقاموا بتحجيم ... دور المحكمة الدستورية العليا ...ثالث محكمة دستورية فى العالم .... وبالمرة قاموا بتصفية حساباتهم مع هذه المحكمة كفكرة وكأعضاء .... فالإخوان المسلمون والسلفيون هم الذين تسببوا فى الحكم ببطلان مجلس الشعب غير المأسوف على شبابه .....وده أدى لعرقلة تنفيذ مشروعهم فى أخونة الدولة ....فهم الذين وضعوا قانون انتخابات على مقاسهم ....فتم الحكم بانعدام مجلس الشعب ... فقاموا بوضع نفس النص غير الدستورى ... فى الدستور العار ... حتى يتفادوا الحكم ببطلان مجلس الشعب المقبل ...الذى يريدون أيضا تفصيله على مقاس هذه المجتمعات المنغلقة التى تريد أن ترتد بمصر .... آلاف السنين إلى الوراء .... كما قاموا بتحجيم عدد قضاة المحكمة الدستورية العليا ... حتى يتخلصوا من بعض الأعضاء بعينهم ومنهم المستشارة الجليلة تهانى الجبالى.

قالوا: هو ده بس اللى عملوه فى القضاء.

قلت: لأ ... طبعا ...هم شالوا النائب العام «الدكتور عبد المجيد محمود» ....لأنه لم يكن يسايرهم فيما هم ....يريدونه ...من أخونة الدولة ...من خلال التدخل فى سير العدالة ....على مزاجهم .... فجاءوا بنائب عام جديد ..... أراد أن يتدخل فى التحقيقات ... لتكون على هوى الإخوان .... فتم التصدى له من رجال النيابة العامة الشرفاء ......كما قام الإخوان بتفصيل باب القضاء فى الدستور العار....على مقاس الإخوان ....الذين ينوون تخفيض سن القضاة ......حتى يتخلصوا من خمس دفعات من رجال القضاء مرة واحدة .... ليحل محلهم فى الدرجات العليا فى القضاء والنيابة والهيئات القضائية .... مَنْ ينتمى للإخوان ....فعلاً .... أو حكماً....بحكم أن تكون ميوله إخوانية أو يريد عدم التصادم مع مشروعهم فى الهيمنة على مفاصل البلاد .... وعلى رقاب العباد ......كما يمكن أن تتم الهيمنة بالسماح لبعض المحامين من الإخوان بالدخول للسلك القضائى.

قالوا: طيب بالنسبة للهيمنة على الإعلام ...إيه مظاهرها؟!

قلت: خد عندكم ....تعيين أكثر من 50 رئيس تحرير على مقاس الفكر الإخوانى ....ومن يثبت عليه عكس ذلك ...مصيره الإقالة .. وليس الأستاذ جمال عبد الرحيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية هو آخر ضحايا هذه الهيمنة... ناهيك عن منع المقالات ... وإغلاق القنوات الفضائية .. ومصادرة الجرائد .. كما هو الحال بالنسبة لجريدة «الدستور».

قالوا: ومحاصرة مدينة الإعلام.

قلت: نعم .. ومحاصرة مدينة الإعلام ...لإرهاب الإعلاميين وضيوفهم ....حتى يمر ... دستور العار .... دستور التخلف .... دستور عصور الظلام.

قالوا: هو ده بس ... المتعلق بمحاصرة الإعلام.

قلت: لأ.. طبعا...الإعلامى فى القنوات ...الإخوانية الهوى ... يقوم بتجزئة الحوارات .... بشكل فظ .... ويهاجم مَنْ يخالفهم فى الرأى هجوما شرسا بألفاظ لا تليق بأهل الإعلام.. ولا بالإسلام ... ده غيرالاعتداء على رجال السياسة..أمثال: أبو العز الحريرى ومحمد أبوحامد ....والمخرج الكبير خالد يوسف.. وقتل الصحفى الحسينى أبو ضيف مع سبق الإصرار والترصد .... والاستيلاء على كاميرته.

قالوا: اللهم لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه.

قلت: اللهم نسألك ... منع تمرير دستور ... التخلف والعار .... والهمجية ... والردة الحضارية.

وتبقى كلمة:

1- هناك أربع خطوات لفرض إرادتك السياسية :1- تصدر قرار ..... بغض النظر عن اتفاقه مع صحيح القانون أو الدستور أو هوية الوطن …. 2- لو طُعن فيه أمام القضاء تحاصر القضاء بميليشياتك ... لإرهاب القضاة مع الدفع بمجموعة محامين لتعطيل القضية بدفوع أى كلام يا عبد السلام .....3- لو هوجم قرارك إعلامياً ...تحاصر الإعلام... وتشكك فى نزاهته ....4-تهدد بقتل أو خطف معارضيك أو ذويهم أو حرق مؤسساتهم .. ومفيش مانع تفعل ذلك مع بعضهم ... حتى يخشى غيرهم من المارقين عن مشروعك الفكرى..

2-ما الفرق بين لص يضع المسدس فى رأسك لتعطيه نقودك...وميليشيات تحاصرك ..لسرقة «وطنك» من خلال استفتاء صورى على دستور باطل.

4- اللهم نسألك منع الانشقاق ... فى وطن نحيا فيه .... اللهم نسألك منع الاستفتاء ....على دستور لا خير فيه.

5-نخشى – بعد الاستفتاء -.. أن يصرخ البعض ... ويقول ....فين كانت الـــ «لا» ... لما قلت «نعم» ...أو يقول ... كنت فين يا «لأ» لما قلت أنا «آه»

..... «آه » ...«آه » ....«آه» ..... أهـ .. يانى ... من دستور الغريانى ...أهـ يانى ...من تأسيسية الغريانى.

6- جمعة الكارت الأحمر ... جاءت بعد أن سال الدم الأحمر ..لأعز شباب مصر ....على أبواب القصر