رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم يضع شركة "ياهو" بين فكيه .. لتباع بأقل من 4% من قيمتها

جريدة الدستور

«بيعت شركة ياهو» يكفي جيل الثمانينيات والتسعينات فى مصر أن يتذكروا فقدان هذه الذكريات العظيمة، فى أواخر التسعينات من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، فما زال برنامج ياهو للمحادثات وغرف الدردشة التي كانت تعج بالأعضاء، و عنواين البريد الإلكتروني التي شهدت علاقات و صداقات بأفراد من مناطق عدة فى العالم، كل هذا وغيره، يكفي ليعيد موجة من الحنين لأعوام ماضية الآن في طريقها للزوال.
إذا كنت مازلت تستخدم حساب على yahoo mail فأنت واحد مما يقرب 4% من قاطني هذا العالم الذين مازالوا يستخدمون خدمات شركة ياهو التي شارفت على الإنقراض، ربما قريبًا حتي يختفي هذا الإسم التجاري من السوق.
قبل عدة ايام استحوذت شركة «فيرايزون Verizon» الأمريكية على شركة ياهو، فى صفقة وصفت بأنها واحدة من أسوأ الصفقات فى التاريخ، ففي حين كانت شركة ياهو وصلت لأعلي قيمة سوقية لها فى العام 2000 والتي وصلت لمبلغ 125 مليار دولار، لتأتي النكبة و تباع الشركة مقابل 4.83 مليار دولار ما يمثل 4% من أعلي قيمة سوقية لها.
"نوكيا كانت شركة محترمة، إنها لم تفعل شيئا خطأ في أعمالها ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة" رغم انها عبارة منسوبة للمدير التنفيذي لشركة نوكيا فى مؤتمر بيعها وهي ليست له فى الحقيقة، الا انها مازالت تعني الكثير فى صفقات بيع الشركات العملاقة التي عرفناها فى التسعينيات والتي لم تستطع الحفاظ على مواقعها، بينما ظهرت شركات أخري لتحل محلها وتجهز عليها، مثل محرك البحث جوجل والفيس بوك و نظام الأندرويد الذي أسقط نوكيا، كلها تطورات حدثت فى العالم لم يدركها بعض عمالقة القرن الماضي.

بالبحث وراء أسباب بيع ياهو ستجد ان أغلبها إن لم يكن كلها هي سوء تقدير الموقف وعدم مواكبة العصر، ففي حين أنشأها كل من التايواني «جيري يانج» والأمريكي «ديفيد فيلو» كصفحة تضم كل عنواين المواقع التي يفضلها مؤسسوها فى العام 1996 لتصبح شركة فى العام 1997، لتحتل السوق بعد ذلك بسنوات قليلة من خلال خدمات تقدمها مثل محرك بحث و برامج محادثات و مدونات وبرنامج بريد وأمور اخري متعددة، حتي ظهرت شركات مثل جوجل التي جعلت المستخدم يستطيع الوصول للمواقع مباشرة دون الحاجة الي زيارة موقع الياهو نفسه ليصل من خلاله لوجهته، وفقد محرك ياهو أهميته، ثم جاءت شركات مثل "فيس يوك" فى العام 2006 لتقتل المحادثات فى ياهو، وجاء اليوتيوب ليغطي حاجة المشاهد.
ببساطة يري المحللون أن الشركة كانت تملك العديد من الأمور الجيدة ولكنها لم تكن الأفضل فى أي منها، فكل فرع من فروع الشركة كانت هناك شركة أخري تغطيه وتكتسح السوق، فخسرت "ياهو".

فى الأخير يجب التنويه أن "ياهو" مازال لها أثر، حيث أن شركة فيرايزون لن تستحوذ على كل ما تملكه ياهو، ولكنها ستحصل علي العلامة التجارية لياهو، وخدمة البريد الاليكتروني لياهو Yahoo Mail، وكل المواقع التي تمتلكها ياهو، وأدوات وتكنولوجيا الدعاية والإعلان الرقمي، و منصة Tumblr للمدونات وموقع مشاركة الصور والفيديوهات «فليكر Flickr» وخدمات ياهو الرياضية Yahoo Sports والمالية Yahoo Financial، ويدخل ضمن صفقة الاستحواذ كذلك كل ما تمتلكه ياهو من عقارات ومن بينها المقر الرئيسي لياهو في «ساني فيل» بكاليفورنيا.

فيما سيبقي لشركة ياهو حصتها في الشركة الصينية العملاقة "علي بابا Alibaba"، والذي تمتلك ياهو 15% من أسهمه بقيمة 31 مليار دولار، كما لن تدخل حصة ياهو في ياهو اليابان Yahoo Japan ضمن الصفقة، والذي تمتلك فيه ياهو 36% من أسهم ياهو اليابان بقيمة 8.3 مليار دولار، ايضًا محفظة براءات الإختراعات الخاصة بياهو ستخرج من إطار عملية البيع، ومن المقرر أن يتم دمج تلك الحصص في شركة واحدة سيتم إطلاق اسم جديد لم يحدد بعد عليها.