رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الظواهري" يدعو لخطف الرعايا الغربيين ويتهم التنظيمات المغالية بتكفير شقيقه !! ..خبراء ..التنظيم سقط و يسعى لإحياء نفسه من جديد

جريدة الدستور

في تحريض جديد لزعزعة أمن واستقرار الدول، وتعميم نشر الفوضى والعنف والإرهاب بين سكانها وأرجائها، خرج علينا أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، بتسجيل صوتي، يحرض فيه الجهاديين من اتباع التنظيم والمسلمين بشكل عام، بخطف أكبر عدد ممكن من رعايا الدول الغربية المشاركة في التحالف الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، لمبادلتهم بأسرى جهاديين في السجون الغربية؛ وذلك تعقيبًا على إدانة محكمة أمريكية لـ"جوهر تسارناييف" الجهادي بالقاعدة وبالتالي تعرضه للسجن مدى الحياة .

زعيم تنظيم القاعدة، في تسجيل صوتي بثه احد المواقع الجهادية بعنوان" احمل سلاح الشهيد " جدد دعوته إلى فروع التنظيم في سوريا، والمغرب الإسلامي، وشبه القارة الهندية بخطف رهائن غربيين ومفاداتهم بمعتقلين مسلمين ، مؤكدا على مشروعية خطف الغربيين وإن كانوا مدنيين، وذلك في سبيل مبادلتهم بالمعتقلين المسلمين في دول الغرب.

وأفرد الظواهري الجزء الأكبر من التسجيل للثناء على رفيقه مرجان سالم مرجان الذي توفي قبل قرابة العام في سجن العقرب ، وألمح الظواهري إلى أن سالم الذي أفرج عنه في عهد مرسي، وأعيد اعتقاله قبل عام ، استغل فترة حكم مرسي للدعوة إلى "الجهاد"، وأشار إلى أنه كان يرسل بنصائح إلى الرئيس محمد مرسي، ما عرّضه لحملة شرسة من قبل "الغلاة" وصلت إلى حد تكفيره هو ومحمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة.

وعاد الظواهري للحديث عن مسألة "فك الأسرى"، فبعد شكره جبهة النصرة على مبادلتها لأسرى الجيش اللبناني بمعتقلات سنيّات، قال: "أعيد وأكرر تحريض إخواني الكرام في جبهة النصرة وفي سائر فروع القاعدة وسائر جماعات المجاهدين في الدنيا، بل وأحرض كل مسلم وكل مجاهد بألا يدخر وسعا حتى يحرر آخر أسير مسلم وأسيرة مسلمة في سجون الصليبيين والمرتدين وأعداء الإسلام"- بحسب ما جاء في التسجيل الصوتي .

الظواهري وبعد نعيه أمراء جماعات جهادية موالية لـ"القاعدة"، في القوقاز، الصومال، مصر، قال: "أنا أنقل لكم خبرة العمر، فلو كنا قد استطعنا تحقيق الوحدة بين المجاهدين في مصر، فلربما كنا قد استطعنا تغيير مسار الأحداث، ولكننا لم ننجح في تحقيق الوحدة لظروف شرحت بعضها سابقا".

وأضاف: "فكانت النتيجة استفراد المتراجعين بقيادة تجمع معين، فقدموا خدمة عظمى للحكومة، مما كان له أسوأ الأثر على مسيرة الجهاد في مصر"، وفي نهاية كلمته، دعا الظواهري من أسماهم بـ"المجاهدين" في ليبيا إلى "التكاتف مع إخوانهم في مصر والمغرب الإسلامي.

وأستنكر خبراء أمنين وأساتذة فقه، دعوات الظواهري التحريضية لشعوب أصبحت على درجة كافية من الوعي لتجاهل مثل هذه الدعوات التي لا هدف منها سوى زعزعة أمن واستقرار البلدان.

وأكدوا في تصريحات لـ"الدستور"، أن تطور أفكار التنظيم الإجرامية ما هي إلا محاولات لإعلاء قيمة التنظيم الذي سقط ارضًا ولم يصبح له أي قيمة أو تأثير.

قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إن دعوة الظواهري تعد دعوة إجرامية لا منطق لها سوى محاولات فاشلة يعتقدون نجاحها لتحرير مجرمين ومعتقلين محكوم عليهم، مشيرًا إلى أن الدعوة لا تستحق أن نهتم بها أو نعبث عليها فهي مجرد محاولات لاستمرار أعمال العنف.

وأضاف مسلم، أن تنظيم القاعدة ضعف مركزيًا، وبالرغم من أن التنظيم له العديد من الأجنحة في مختلف البلدان، إلا أن كل جناح أخذ يتعامل كما يشاء وفقًا لرؤيته دون الرجوع إلى القاعدة المركزية التنظيمية، الأمر الذي أدى إلى إضعاف تكتلها.

وأكد الخبير الاستراتيجي، أن طريقة تفكيرهم الإجرامية أمر أعتدنا عليه، فهم يعتقدون أنهم دائمًا على حق، مشيرًا إلى أن تسجيله المحرض أمر غير شرعي، ولا يجوز تبادل الأسرى إلا في الحروب فقط.

وأشار مسلم، إلى أن هذه الدعوة ليس مستبعد تنفيذها على مصر سواء كان من تنظيم القاعدة أو غيرها من التنظيمات، مؤكدًا أن تعاون الشعب مع الجيش والشرطة سيسد عليهم أي ثغره يحاولون تهديدنا من خلالها، مطالبًا قوات الجيش والشرطة بتوخي الحذر وتكثيف تواجدهم أمام المنشات الحيوية، فضلًا على تأمين الشخصيات المهمة التي يمكن تهديدها.

وأضاف اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، أن كلمة الظواهري لم يكن لها أي تأثير مثل سابقتها، سواء كان على مستوى أنصاره أو على مستوى الشعوب، مشيرًا إلى أن الشعوب أصبح لديها الوعي الكافي لتجاهل مثل هذه التهديدات والتي كانت تبث الرعب والخوف في قلوبهم .

وأكد سويلم، أن دعوات الظواهري التحريضية المتكررة تثبت ضعف التنظيم، وأن استخدامه آيات قرآنية وأحاديث دينيه خلال أحاديثه، ما هي إلا محاولات لاستقطاب المواطنين، مشيرًا إلى أن وحدة شعب مصر بجيشها وشرطيتها قادرة على مواجهة مثل هذه الدعوات التخريبية.


وفي ذات السياق، قال الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن التسجيل الصوتي للظواهري يدل على أن القاعدة تبحث عن إعادة دورها المؤثر في المجتمع الدولي بعد أن فقدت شعبية أنصارها.

وأضاف كريمه، أن الظواهري يحاول استرجاع زعامة تنظيم الجهاد لفرد أجنحته ليكون لتنظيم القاعدة دور على مسرح العمليات في أوروبا الفترة القادمة.

وأشار أستاذ الفقه المقارن، إلى أن أجهزة الأمن المصرية قادرة على ردع هذه الدعوات بوحدة صفها، فضلًا على أن القضاء المصري عادل ولا يصدر أحكام ضد شخص إلا وإذا أثبتت عليه الجريمة، فمن المؤكد لا يوجد معتقل إلا ومذنب.