رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزنازين "درجات".. دورة حياة السجين خلال فترة العقوبة.. مزايا خاصة لـ"الجنائي".. و"السياسي" ممنوع من الزيارات.. و"العقرب" و"أبو زعبل" بين أبرز 5 سجون تشديدًا على "معتقلي الرأي"

جريدة الدستور

أسوار شاهقة، تتوسطها بوابات حديدية ضخمة، تفصل بين الحرية والقيد، وربما أيضًا بين الحياة والموت، يقبع خلفها الآلاف من المساجين، داخل غياهب الزنازين، بين سجين جنائي وآخر سياسي، يقضون عقوبات متفاوتة نتيجة لجرائم مختلفة، لكن يظل مكانًا واحدًا يجمعهم وهو السجن.

الحياة خلف القضبان "شاقة"، تسلب السجناء حريتهم وحقوقهم وكرامتهم.. إلا أن هناك ثمة تباين يبقي في المعاملة بين السجين السياسي "المتهم في قضايا تتعلق بحرية الرأي أو التظاهر".. ونظيره الجنائي، نستعرض أبرزها في التقرير التالي.

* "عنابر المسجون السياسي"..

تعد العنابر أول اختلاف بين النوعين من السجناء، حيث تخصص إدارة السجن أحد عنابرها للنشطاء السياسيين، والمتهمين في قضايا حرية الرأي، فلا تتوافر داخلها أغطية أو مفروشات، وينام النزلاء على الأرض؛ مما يؤثر على الحالة الصحية لهم.

أما دورة المياه فهي عبارة عن حائط مكشوف السطح؛ ونظرًا لعدم الاعتناء بنظافته؛ فإنه يولد الروائح الكريهة؛ مما تكون سببًا لانتشار الأمراض- بحسب رواية نشطاء سبق حبسهم.

* "طعام المساجين"..

عندما يحين وقت الغذاء؛ يتجمع أفراد عنبر المساجين "جنائيًا" في حلقات.. يتناولون الطعام سويًا سواء الوجبات التي يعدها مطعم السجن، أو التي تصل إليهم من ذويهم.

أما "السياسيون" فهم يعانون أشد المعاناة؛ حيث يؤدي الإهمال في النظام الغذائي دائمًا لانتشار العديد من حالات سوء التغذية والتسمم الغذائي والضعف العام؛ فيتم الاعتماد على الفول والعدس والجبن والحلاوة والخضار والأرز، كما يقدم لهم في بعض الأحيان اللحوم أو البيض مرةً واحدة في الأسبوع، ويتم إعداد الطعام عبر "سلقه" في المياه بدون إضافة أي زيوت أو ملح.

* "الزيارات"..

الوقت خلف القضبان بالنسبة للسجين، يكون أضعاف مدته، قياسًا بمن يعيشون في الخارج.. فهو محبوس بين جدران أربعة لا يخرج منها، ولا يكسر روتينها سوى الزيارات التي تقوم بها بعض أسر السجناء، لكن الأمر مختلف بالنسبة للسجين السياسي.

فالمنع من الزيارة هو أحد المشاكل الكبرى داخل عنابر السياسيين- كأحد الأساليب العقابية- وهو ما لا يعاني منه السجين الجنائي.

ويؤدي هذا المنع من الزيارة إلى سوء الحالة النفسية للنزلاء وأسرهم، الأمر الذي دفع أهالي نزلاء سجن العقرب- في فترة سابقة- إلى تدشين هاشتاج على موقع "تويتر"، تحت عنوان: "افتحوا الزيارة"؛ للمطالبة بفتح الزيارة لذويهم والمغلقة منذ أشهر عدة.

* "أساليب العقاب"..

كثيرًا ما يشكوي أسر المحبوسين سياسيًا من تعرض ذويهم للإعتداء البدني والنفسي داخل محبسهم، أو في عنابر التأديب كما يطلق عليها، والتي تضم غرفًا مظلمة ضيقة لا تتسع سوى لنزيل واحد، يتوسطها ممر ضيق ينتهي بسياج حديدي محكم الغلق، تتم فيه "حفلات التعذيب".

يخضع تحت إدارة مصلحة السجون 42 سجنًا، والاختلاف بين أنواعها؛ يتم تحديده من خلال الشخصيات المتواجدة بها، ممن يقضون عقوبات متفاوتة، كما يحدد نوعية معاملتهم، رغم تأكيدات مسئولي وزارة الداخلية ومصلحة السجون أنه لا توجد تفرقة بين المساجين، سواء سياسي أو جنائي؛ لأنه في النهاية مواطن مصري ويجب مساعدته وتأهيله.

وتشير التصريحات الرسمية إلي أن أعداد السجناء في مصر تتراوح بين 80 إلى 90 ألف سجين، تابعين لمصلحة السجون، وذلك بخلاف السجناء بمدريات الأمن ومراكز الشرطة الفرعية، التي تضم 10% منهم سجناء رأي- بحسب تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي-.

وبسبب هذا الاختلاف في المعاملة، ومكان الإقامة بين المسجون سياسيًا وجنائيًا؛ فإن هناك عددًا من السجون تشتهر باختصاصها بالمسجونين سياسيًا فقط.. وأبرزها ما يلي:

1- "سجن العقرب"..

يعد سجن العقرب أو طرة المكان الأشهر للمسجونين سياسيًا؛ بسبب شدة الحراسة عليه، حيث يقع علي بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية، ومُحاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج.

ويتكون سجن العقرب من 320 زنزانة مقسمة علي 4 عنابر أفقية، تستخدم 20 زنزانة كعنابر تأديب خاصة بالمعتقلين السياسيين يمنع عنهم فيها الإضاءة وتبادل الحديث.

2- "سجن الوادي الجديد"..

أما سجن الوادي الجديد، فيقع في صحراء مصر الغربية، وهو أحد أكثر السجون تأمينًا؛ لبعده عن مناطق العمران.

تم افتتاحه عام 1995، ويبعد عن القاهرة بمسافة 630 كم، ويضم 216 زنزانة مقسمة على 12 عنبرًا منها أحد عشر عنبرًا للسياسيين.. وعنبر واحد للسجناء الجنائيين، ويضم كل عنبر ثمانية عشرة زنزانة.

3- "سجن أبو زعبل"..

من السجون المغلقة التي تمنع فيها الزيارة.. هو سجن ليمان أبي زعبل، الذي يقع في منطقة سجون أبي زعبل.

ةيبعد عن القاهرة بنحو 30 كم تقريبًا، وتقع البوابة الرئيسية للسجن على الطريق مباشرة، وهو من السجون المغلقة.

تُمنع عنه الزيارات، ومعظم نزلائه من المنتمين للجماعات الإسلامية المتشددة، ويعتبر سجن سياسي، لكنه يأتي في الأهمية بعد سجن طره.

4- "سجن برج العرب"..

يقع سجن برج العرب بمدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، وهو أحد السجون التي تضم مساجين سياسيين.

تم بناؤه عام 2004، ويعد من السجون الشديدة الحراسة، لاسيما وأنه من أهم السجون التي كانت تستقبل المعتقلين السياسيين، فضلًا عن المتهمين في الجرائم الجنائية.

5- "سجن دمنهور"..

سجن دمنهور العمومي ويقع في منطقة الأبعادية بمحافظة البحيرة، ويضم 12 عنبرًا، 5 منها للمساجين السياسيين، وثلاثة للسجناء الجنائيين، وعنبر للتأديب، وثلاث عنابر للنساء.