رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقديرات عسكرية إسرائيلية تتوقع تصاعد العنف بالضفة


وفي هذا السياق، تطرقت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى أحداث الأسبوع الأخير، موضحة أنها بدأت برشق الحجارة نحو جنود الجيش الإسرائيلي وانتهت بإشهار مسدس في وجه جندي من حرس الحدود في الخليل أمس، تبين لاحقاً أنه بلاستيكي.

وربطت أوساط بالجيش الإسرائيلي بين تصاعد أحداث العنف ونتائج حملة "عمود السحاب" ضد قطاع غزة، موضحة أن التقدير في الجيش هو أن محاولات العمليات وأحداث العنف ستستمر.

ونقلت يديعوت عن مصادر عسكرية قلقها من أن الفلسطينيين يكثرون من توثيق الأحداث، ولا سيما تلك التي تحرج الجيش الإسرائيلي، ومن إصدار الصورة في الشبكة.

ورغم أن الأحداث الأخيرة انتهت دون إصابات، إلا أن ضباطا في قيادة المنطقة الوسطى يحذر من الضرر الإستراتيجي الذي لحق بالجيش، وأن نشر الصور قد يرفع دافعية الفلسطينيين للمبادرة إلى مزيد من الأحداث وقد يؤدي إلى توسيع الانتفاضة.

وتخلص الصحيفة إلى أن "صبر الشباب آخذ في النفاد، ويبدو أن الأجواء في المناطق، ولا سيما منذ خطاب أبو مازن ودعوته إلى تصعيد الكفاح الشعبي، هي أجواء التحريض على استئناف أعمال العنف ضد إسرائيل".

من جهته يقول عمير ربابورت في (معاريف) تحت عنوان "السلطة تفقد السيطرة"، إن السبيل الذي انتهت إليه حملة "عمود السحاب" عزز المنظمة الإسلامية وأضعف "فتح"، وأدى إلى ضغط شديد من الشارع على رجال قوات الأمن الفلسطينية لعدم التعاون مع إسرائيل و"ليكونوا مثل حماس".

في السياق نفسه يعتبر يسرائيل هرئيل في (هآرتس) أن روح الضعف والاستسلام التي يبثها قادة الجيش الإسرائيلي الكبار في نفوس المقاتلين الصغار هي التي ستشجع الفلسطينيين على انتفاضة ثالثة، مضيفا أن "الهرب من رُماة حجارة كابوس يهودي؛ فهو صدمة شعورية مُذلة".

لكن درور إيدار يعتقد في مقال له بصحيفة (إسرائيل اليوم) أن الفلسطينيين غير معنيين بانتفاضة ثالثة، والعالم غير معني بالقضية الفلسطينية، لكن فئة قليلة في المجتمع الإسرائيلي تريد تهييج الفلسطينيين والعالم على إسرائيل.

ويضيف تحت عنوان "كفوا عن سياسة التهييج" قائلا: ليس العالم ولا الفلسطينيون، بل نحن، وأصح من ذلك أن نقول إن جهات بيننا تحاول إعادة القضية الفلسطينية بالقوة إلى مركز جدول العمل برغم أن العالم لا يهتم بها حقا.

من جهته يرى جدعون ليفي، في (هآرتس) أن صور جنود الجيش الإسرائيلي وهم يلوذون بالفرار في الخليل من رُماة الحجارة الفلسطينيين ويمتنعون عن إطلاق النار هي صور يجب أن يفخر بها الجيش الإسرائيلي والإسرائيليون.

وفي سياق متصل يقول "يونتان يفين" في (يديعوت احرونوت) إن هذا العصر هو عصر عدسة التصوير التي أصبحت أشد تأثيرا من السلاح، ولهذا أصبح على إسرائيل أن تأخذ في حسابها هذا السلاح الجديد فتقلل من استعمال السلاح في المناطق المحتلة.

وأضاف تحت عنوان "حروب وعدسات تصوير" أن البديل عن "التراجع المخزي" كان "إطلاقا هستيريا للنار بصورة غير واعية على الجمع مع عملية عسكرية كانت ستؤدي بنا إلى قبر يوسف2 على الأقل، أو ربما إلى انتفاضة ثالثة".

وأضاف: انسحاب الجنود -وإن لم يعجبكم في اليوتيوب- كان قرارا جيدا بالنسبة للظروف الميدانية وللوضع. ربما لم يكن القرار الأفضل لكنه ليس قرارًا سيئًا أيضًا.

كان القرار الأسوأ هو وضعهم هناك منذ البداية من غير دعم مناسب.