رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحف بريطانية تهاجم ممارسات أردوغان الانتقامية

جريدة الدستور

واصلت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الاثنين، اهتمامها بمتابعة أصداء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا الجمعة في صفحاتها الأول وافتتاحياتها ومقالات الرأي فيها.

واهتمت معظم الصحف بحملة الاعتقالات التي شنتها السلطات التركية في أوساط الجيش والسلطة القضائية، وما وصفه بعضها بمحاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إحكام قبضته على السلطة بعد هذه المحاولة الانقلابية.

كما هي الحال مع صحيفة التايمز التي جاء عنوانها الرئيسي في صفحتها الأولى في هذا الصدد وتابعت تطورات الأوضاع في تركيا بعد الانقلاب، مشيرة الى أن الرئيس أردوغان بدأ حملة تطهير غير مسبوقة في الجيش والقضاء إثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي فتحت أمامه طريقا واضحا إلى السلطة المطلقة، ظل يُتهم لوقت طويل بأنه يتوق إليه.

وأشارت الصحيفة إلى اعتقال نحو 6000 شخص منذ فشل انقلاب الجمعة، بينهم، على الاقل، 2840 من الجيش و 2745 من القضاة، كما أغلقت السلطات خمسة مواقع إخبارية، مدشنة حملة قمع جديدة على حرية وسائل الإعلام في دولة يزداد تأسلمها ، بحسب الصحيفة.

وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان "أفضل من الشيطان"، قالت التايمز إن انقلابا عسكريا ناجحا ضد الرئيس التركي كان سيشكل كارثة لكن على اردوغان الآن أن يحترس من غواية ممارسة سلطة مستبدة.

ورأت الصحيفة أن حزب العدالة والتنمية قد نحى جانبا الحرية وحقوق الانسان، إذ طهّر اردوغان القوات المسلحة والسلطة القضائية ووسائل الإعلام للقضاء على عدد من المؤامرات المزعومة.

وفي مقال تحليلي في الصحيفة ذاتها يكتب إدوارد لوكاس إن فشل الانقلاب في تركيا لم يحم الديمقراطية بل دفنها ، مبررا خلاصته تلك بأن الرئيس اردوغان مصمم على تدمير دور القانون وحقوق الإنسان والصحافة الحرة والقضاء المستقل.

ورأى لوكاس أن ادوغان يصف كل من يقف في طريقه بأنه عدو له، فضلا عن كونه دائم الشك بالأجانب، لذا فإن تعامل الغرب معه سيكون أشبه بكابوس.

وفي تحليل آخر كتبت الصحيفة عما تسميه السقوط الدرامي للجيش مشيرة إلى أن قادة الجيش التركي كانوا في السابق لا يحتاجون سوى كتابة مذكرة صغيرة للإطاحة بالحكومة، ويتصرفون مع السياسيين أشبه بالمعلمين الذين يراقبون الطلاب في ساحة المدرسة، إذ اطاحوا بالحكومات التركية المختلفة أربع مرات بين 1960 و 1997.

بيد أن الفشل الكبير لانقلاب الجمعة يعكس، بنظر الصحيفة، تحولا جذريا في بؤرة تمركز السلطة في تركيا خلال العقود الماضية .