رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخطبة الموحدة مالها وما عليها


أثار قرار الدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف- بتشكيل لجنة علمية لإعداد خطب الجمعة على مستوى الجمهورية حالة من الحراك الإعلامى وتبارت مواقع التواصل الاجتماعى باعتبارها فضاء لا حدود له فى إبراز وجهات النظر المختلفة وإن صدرت بحماس زائد ولو تمهل المتخوفون.. لربما تغيرت الكثير من وجهات النظر. وقد يغيب عن الكثيرين بداية أن وزارة الأوقاف طبقاً للدستور والقانون هى الجهة الوحيدة المنوط بها أمر الدعوة الإسلامية فى ربوع البلاد. وبالتالى فمن حقها الإشراف الكامل على جميع المساجد والزوايا. والهدف بالتأكيد ضبط إيقاع المنابر من خلال رسم خريطة الدعوة شكلاً ومضموناً. وتوحيد الخطبة ليس بدعاً من القول فهو معمول به فى كل الدول العربية تقريبا. لاسيما فى دول الخليج العربى «الكويت وقطر والإمارات والسعودية» بل إن الأمر يمتد هناك إلى التزام الخطباء بتسجيل الخطبة وتسليمها فى شريط كاسيت أو على كارت ذاكرة صباح السبت من كل أسبوع. وتقوم لجنة فنية بمراجعتها فنيا للوقوف على مدى التزام الخطباء بالموضوع وقد يقول قائل إن قراءة الخطبة كما هو معمول به هناك من شأنه أن يؤدى إلى التكاسل عن الاطلاع والانصراف عن القراءة والوقوف على كل ما هو جديد. ونقول إن ساحة الارتجال مفتوحة فى الدروس والخطب التى تؤدى يومياً فى المساجد إضافة إلى المنتديات والمناسبات الدينية والقومية وما أكثرها. ولا يغيب عنا جميعا أن خطبة الجمعة فى الحرمين المكى والنبوى تكون مكتوبة بعد إعدادها جيداً لمعالجة أحد أهم القضايا التى تهم جموع المسلمين. والمسلمون فى أنحاء المعمورة ينتظرون الاستماع إليهما ويتحاكون ماذا قالا الإمامان فى خطبتهما ولمدة أسبوع. وربما كانت الحاجة ملحة فى وقتنا الحاضر إلى الخطبة الموحدة للم الشمل وإجهاض دعوات التفرقة والتشرذم. التى رسخ لها دعاة الفتنة. والغريب فى الأمر أن الخطباء المصريين الذين يعملون فى بلاد الخليج لم يستشعروا حرجاً فى قراءة الخطبة من الورقة بل إن منهم العشرات بل المئات من يشجعون الفكرة ويشاركون فى إعدادها ومراقبتها من خلال عملهم فى المكاتب الفنية للدعوة والتى تتواجد فى جميع الإدارات. الخطبة الموحدة إذا وجدت من يصوغها ويترجم عناصرها بما يخدم المجتمع والقضايا التى التبست على الناس. ستؤتى ثمارها المرجوة. وهذا ماننتظره؟