رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية أصعب 4 ساعات في تاريخ تركيا .. بدأت بالسيطرة على مبنى التليفزيون وحجب الشبكات الاجتماعية و المطار.. صدامات دامية أوقعت عشرات القتلي.. مكالمة هاتفية أحبطت الانقلاب .. والانقلابيون يستسلمون عراة

جريدة الدستور

4 ساعات فاصلة عاشتها الجمهورية التركية، تحت وقع إنقلابًا عسكريًا كاد أن يطيح برأس النظام رجب أردوغان، عمت علي إثره الفوضي، وانتشرت الآليات العسكرية في الشوارع، تخللها مواجهات دامية بين عسكريين ومواطنين رافضي الإنقلاب.

- بدأت الأحداث في العاشرة وبضع دقائق من مساء أمس الجمعة، بإعلان الجيش التركي في بيان عبر التلفزيون الرسمي أنه سيطر علي السلطة في البلاد، من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفرض علي إثر ذلك الأحكام العرفية وعطل أيضًا العمل بالدستور، كما فرض حظر تجوال في الشوارع.

- عقب إذاعة البيان الأول لقادة الإنقلاب العسكري، انقطع البث عن التليفزيون التركي، ودوي صوت إنفجار ضخم في مركز تدريب القوات الخاصة للشرطة التركية في قضاء "غولباشي" بالعاصمة أنقرة وتصاعد ألسنة النار منه.

- بعد لحظات قليلة من الإعلان عن محاولة الإنقلاب، ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مداخلة هاتفية عبر فضائية "سي إن إن التركية وإحدى القنوات المحلية، ليطلق دعوة للشعب التركي بالنزول إلى الشوارع والتوجه إلى مطار أتاتورك في العاصمة القديمة لتركيا اسطنبول ومقاومة الانقلاب.

- كما توعد الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان "محاولي الإنقلاب على الديمقراطية، وأنهم سيدفعون ثمنا باهظا أمام القضاء التركي"، متهمًا الانقلابيين بتلقي الأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن من يقف وراء هذه المحاولة الانقلابية هم أنصار فتح الله غولن، المعارض التركي المقيم في الولايات المتحدة.

- الدعوة التي أطلقها الرئيس التركي "عبر الهاتف" كانت كالنار في الهشيم حيث خرج الأتراك في كل شوارع وميادين المدن التركيه، خاصة اسطنبول، ووقعت إشتباكات علي إثرها بين المواطنين ومنفذي الإنقلاب ما أسفر عن سقوط عشرات القتلي والمصابين.

- وفي محيط جسر البسفور أطلقت القوات المدبرة للانقلاب وابلا من الأعيرة النارية في اتجاه المتظاهرين الرافضين للانقلاب، الأمر نفسه تكرر في محيط مطار أتاتورك، أمام مبنى البرلمان الذي تعرض للقصف جوي من قبل إحدى الطائرات الموالية لقادة الإنقلاب وسقطت عدة قذائف على المبنى بالتزامن مع وجود عدد من النواب بداخله، وكذلك فندق يقيم به إردوغان غادره للتو.

- ثم حجبت تركيا مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب وذلك بعد إعلان الجيش التركي توليه مقاليد الحكم. وانتشرت قوات الجيش في الشوارع التركية وسط تحليق مكثف لطائرات الجيش العسكرية.

- كما فرضت الدبابات طوقا أمنيا حول كلًا من مقر رئاسة هيئة الأركان العامة في ‏أنقرة ومطار أتاتورك.

- إلا أن سيطرة قادة الانقلاب لم تدم طويلا حيث تحركت قوات الأمن بجانب الحشود الغفيرة في الشوارع التركية، لاعتقال المتورطين في الإنقلاب العسكري، وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اعتقال ما بين 130 إلى 200 من الانقلابيين.

- وبعد استعادة القوات الحكومية زمام الأمور في تركيا، ظهر الرئيس التركي من جديد ولكن هذه المرة من خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار أتاتورك في اسطنبول، موجها اتهاما مباشرا لجماعة عبد الله غولن بالوقوف وراء محاولة الإنقلاب الفاشلة، لافتًا إلي أن مدبروا المحاولة الانقلابية يتلقون أوامرهم من قادتهم في أمريكا.

- وفي الثانية من صباح اليوم، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة التركية بالإنابة، الجنرال أوميت دوندار، فشل محاولة قام بها عسكريون للانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، موضحا أن محاولة الانقلاب نفذتها قوات من سلاح الجو وبعض قوات الأمن وعناصر من القوات المدرعة.

وقال دوندار، في حديث للصحفيين، "تم إلقاء القبض على 1563 جنديا وضابطا شاركوا في عملية الانقلاب"، لافتا إلى أن مدبري محاولة الانقلاب احتجزوا الكثير من القادة العسكريين ونقلوهم إلى أماكن غير معروفه، وتم عزل 34 من قيادات الجيش التركي، من ضمنهم 5 جنرالات ، بتهمة ضلوعهم في محاولة الانقلاب.

دعا رئيس الوزراء التركي الي اجتماع طارئ للبرلمان التركي لبحث حادث الانقلاب و الوقوف علي اسبابه وتداعياته وسبل التعامل مع القائمين عليه ومن المرجح ان يناقش البرلمان عودة احكام الاعدام مرة اخري لتكون النهاية المتوقعه للقائمين علي الانقلاب .
- كما أعلن الهلال الأحمر التركي عن إصابة نحو 1000 شخص نتيجة للاشتباكات بين قوات الأمن التركي والانقلابيين، هم 800 في أنقرة و200 في اسطنبول.

- وقبل دقائق، نشرت وسائل إعلام تركية صورا تظهر عددا من العسكريين الانقلابيين وقد خلعوا لباسهم العسكري، وظهروا في مشهد وهم " شبه عراة"، بعدما أعلنوا استسلامهم للقوات الحكومية.

محاولات الانقلابيين لم تتوقف فقاموا بقصف مبني البرلمان التركي و مبني الاستخبارات عبر طائرات تم الاستيلاء عليها ، وقد طالبت الحكومة التركية من الطارئات الهبوط و انه سوف يتم استهداف اي طائرة لا تستجيب و بالفعل تم اسقاط طائرتين و طائرة اخري هبطت في اليونان و طالب طاقمها اللجوء السياسي عقب القاء الحكومة اليونانية القبض عليهم.