رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيطاليا تصعد إجراءاتها ضد مصر وتوقف تصدير قطع غيار مقاتلات "إف16" انتقامًا لمقتل "ريجينى".. وخبراء : التصعيد لا يراعي متانة العلاقات بين البلدين ولا قيمة له

جريدة الدستور

صادق مجلس النواب الإيطالي بشكل نهائي على قرارِ مجلس الشيوخ بوقفِ تزويد مصر بقطع غيار مقاتلات أف-16 وذلك ردا من قبل السلطات الإيطالية على تعامل السلطات المصرية مع قضية مقتل مواطنها الباحث جوليو ريجيني.

وكانت لهذه الحادثة أكبر الأثر على العلاقات المصرية الايطالية التي تأزمت بشكل كبير عقب مماطلة الحكومة المصرية فى الإعلان عن الأسباب الحقيقية عن مقتل الشاب ريجيني ، حيث وجهت وسائل الإعلام الايطالية أصابع الاتهام للسلطات المصرية في الانخراط في مقتل الطالب الايطالي وهو ما نفته السلطات المصرية .

وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية التابعة للبرلمان الايطالي فابريتسيو تشيكيتو، إن السلطات الإيطالية استدعت سفيرها لدى العاصمة المصرية فى القاهرة فى ابريل الماضي لمناقشة القضية ، كما طالبت الحكومة المصرية بتقديم الأدلة والتحقيقات اللازمة بخصوص القضية، إلا أن السلطات المصرية لم تعلن بوضوح عن أية أسباب او أدلة للقتل والتعذيب الذي تعرض له الطالب الايطالي جوليو ريجيني فى مصر.

وأعربت وزارة الخارجية، فى بيان لها، عن أسفها للقرار الصادر عن مجلس النواب الإيطالي بتأييد قرار مجلس الشيوخ بتعليق تزويد مصر بقطع غيار لطائرات حربية انتقاما لمقتل الطالب الإيطالي ريجينى، وهو الأمر الذي لا يتسق مع حجم ومستوى التعاون القائم بين سلطات التحقيق في البلدين منذ بداية الكشف عن الحادث، ويتناقض مع الهدف المشترك الخاص بمكافحة الإرهاب لتأثيره السلبي على القدرات المصرية فى هذا المجال.

واعتبرت الخارجية أن هذ القرار يؤثر بالسلب على العلاقات بين البلدين ، وعلى رأس تلك العلاقات مكافحة الهجرة الشرعية عن طريق البحر المتوسط ومحاولة حل الأزمة في ليبيا، وهو الأمر الذى حذر منه العديد من النواب الإيطاليين، آخرهم نائب رئيس مجلس الشيوخ، ماوريتسيو جاسبارى ، الذى قال «إن رئيس الحكومة اتخذ قرارات غير مسئولة إزاء الإرهاب كعادته».

ويبدو جاسبارى ، مدرك جيدا أن مصر تقدم الكثير فى مجال الهجرة الشرعية من خلال مكافحة الهجرة إلى إيطاليا وتنمع يوميا المئات من المهاجرين من العبور إلى المياه الإقليمية الإيطالية، فضلاً عن التعاون المتمثل فى مواجهة الإرهاب ومحاربة التنظيمات الإرهابية فى ليبيا والتى تمس بشكل مباشر السيادة الإيطالية وتخشى دائماً وقوع أى عمليات إرهابية مقبلة من الجحيم الليبى.

ولفتت الخارجية المصرية في البيان أن القاهرة ستظل حريصة على علاقاتها الخاصة مع روما وأنها تتطلع لأن تعكس المواقف الإيطالية نفس الاهتمام والحرص، كما انه من المقرر ان يزور وفد مصري إيطاليا قريبا لبحث تخفيف حدة التوتر بين البلدين، بعد قرار مجلس الشيوخ الإيطالي تعليق تزويد مصر بقطع غيار لطائرات حربية احتجاجا على مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

وفى هذا الصدد قال الخبير السياسي، المستشار حسني السيد فى تصريح خاص لـ"لدستور" إن إقدام مجلس النواب الإيطالي على هذه الخطوة يعتبر موقف "غريب" خاصة فى فى الوقت الذى تواجه فيه مصر حربا شرسة ضد الإرهاب قبل أن يتسلل عبر البحر الأبيض المتوسط الى الأراضي الايطالية.

وأضاف السيد، أن العلاقات المصرية الإيطالية ليست وليدة اللحظة لكنها علاقات متينة وتعود لزمن بعيد مشيرا الى تفهم الدور المصري للعلاقات الإيطالية ومساندة مصر للشعب المصري فى ثورتي 25 يناير و30 يونية .

وقال ان هذا القرار المثير للدهشة فاجئ مصر وذلك لان القاهرة لا تتوانى عن البحث عن مقتل طالب الدراسات العليا ريجيني الذى اختفى في العاصمة المصرية يوم 25 يناير الماضي، والذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب، مضيفا ان مصر لم تغلق ملف القضية وأن إجراء إيطاليا سابق لاوانه ولا يراعى متانه العلاقة بين البلدين.

ومن جانبه قال الخبير السياسي"عماد جاد" إن هذا التصعيد من الجانب الإيطالي غير مبرر حيث ان ايطاليا لديها انطباع أن مصر لا تتعاون بشكل كافى فى قضية مقتل ريجينى ، وبادرت باختيار موقف التصعيد دون انتظار نتائج التحقيق.

وتابع جاد للـ"دستور" من جانبي افضل ان تحاول مصر ان تتفادى الازمة وتستوعب الاجراء الايطالى فلا محاولة لمنع تصعيد الاجراءات التى قد تؤدى الى قطع العلاقات مع مصر.

فيما قال الخبير السياسي "حسام سويلم"، للـ"دستور" إن هذا الاجراء الايطالى بمنع توريد قطع غيار مقاتلات "إف 16" لا قيمة له، خاصة وإن إيطاليا ليس الدولة المصدرة الوحيدة لمصر كما انها لم تكن دولة مصنعة لقطع غيار المقاتلات، مضيفا إن هذا الإجراء جاء فى إطار إجراءات برلمانية وحزبية.