رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيطان يعظ الفنانين المصريين.. اتقوا الله


ربنا سبحانه وتعالى يقيد الشياطين خلال شهر رمضان حتى لا يفسدوا على عباده أعمالهم الصالحة وفى هذا يقول رسوله الكريم «إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين» أى قيدت بالسلاسل، وإن كان المولى يقيد شياطين الجن فإن شياطين الإنس تظل حرة...

... طليقة تفسد البلاد والعباد من خلال الفن الهابط والدراما الفاسدة والبرامج والإعلانات التافهة والتى تهدم وتشجع على الانحراف بدلاً من الأخذ بيده فى مرحلة هى الأصعب فى تاريخه. الفن رسالة وهو وسيلة مهمة لغرس قيم الولاء والانتماء فى نفوس المواطنين والتعبير بصدق عن آلام الوطن وطموحاته والتحذير من المخاطر والتحديات التى تواجهه وكذلك الابتعاد عن القيم الفاسدة والسلوكيات السلبية، وبحق كان الفن المصرى يؤدى هذا الدور بإتقان وقام بالتعبير ليس فقط عن قضايا بلده ولكن أمته العربية.

وكان الفنانون سفراء مصر فى الخارج وقوتها الناعمة وبسببهم انتشرت اللهجة المصرية فى الدول العربية وكانوا نجوما وقدوة للشباب العربى بفضل أعمالهم الراقية المحترمة، والتى ساهمت فى تناول الكثير من القضايا المهمة وإيجاد حلولها،ومكتبة السينما العربية تحتفظ بأعمال فنية رائعة وثقت للأحداث التى عاشتها مصر والأمة العربية. هكذا كان زمن الفن الجميل إلى أن جاء فنانو هذا الزمان لكى يهيلوا التراب على ما سبق بل ويتسببوا فى إفساد المجتمع بأعمالهم المبتذلة، حتى يكاد يقول لهم الشيطان اتقوا الله فى بلدكم، فهى لا تستحق منكم كل هذا الكم من المسلسلات والأفلام والبرامج الهابطة والتافهة، يقول لهم إبليس حرام عليكم إنفاق مئات الملايين على تدمير بلدكم وفيها فقراء يبحثون عن طعامهم فى صناديق القمامة ويزاحمون الأموات فى مساكنهم، بلدكم فيها مرضى يموتون بسبب عدم قدرتهم على العلاج، ونساء خلف القضبان بسبب قسط ثلاجة، وشباب يبيع أعضاءه البشرية من الفقر.

ويواصل إبليس موعظته لأهل الفن قائلا بسببكم البطالة انتشرت بين زملائى الشياطين ولم نعد نجد أعمالا أو أفكارا جديدة نفسد بها حياة المصريين أنتم تفوقتم علينا، حتى إسرائيل عدوكم الاستراتيجى تشكركم على حسن تعاونكم معها ومساعدتها فى هدم بلدكم من الداخل وبفضل أعمالكم الهابطة، إسرائيل وفرت أموالها التى كانت تنفقها على التخطيط لتدميركم، هل إلى هذه الدرجة تكرهون بلدكم وهانت عليكم؟ من الواضح أنه لا أمل فى صحيان الضمير الوطنى لدى الفنانين- إذا كان لديهم ضمير أصلا- حتى يشعروا بآلام الوطن والمرحلة المهمة التى يمر بها وإلى أن يحدث ذلك فهل الدولة سوف تترك الأمور هكذا من تدهور إلى تدهور؟ لابد وأن يكون هناك انضباط فى كل شيء حتى فى الأعمال الفنية وأن تكون لخدمة المجتمع وليس لتدميره، فهل معقول أن مصر ليس فيها موضوعات ونماذج إيجابية تستحق أن يشاهدها المواطنون على الشاشة؟.

ما هى الرسالة التى يريد صناع الدراما توصيلها من خلال هذه التفاهات؟رئيس الجمهورية طالب الفنانين أكثر من مرة بأعمال جادة وهادفة ولكن للاسف ولأنهم يفضلون مصلحتهم على الوطن فخرجت الاعمال بالشكل الذى تهينه وتسئ لمواطنيه فى الداخل والخارج، أتحدى أن يعلن الفنانون المصريون عن حجم تبرعاتهم للبلد أو سدادهم للضرائب رغم الملايين التى يتقاضونها يدمرون بأعمالهم المبتذلة ويدعون للعنف وإعلاء القيم السلبية والدولة تجاملهم وتخشاهم وتدعوهم إلى لقاءات الرئيس وموائده.وإذا لم تتدخل فقد نشاهد قريبا أفلاما إباحية على شاشات الفضائيات المصرية بدعوى الحرية والإبداع وهو اسفاف وابتذال أخطر علينا من الإرهاب، اللهم احفظ مصر.