رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قشاش أبو هشيمة" يطيح بالوجوه الإعلامية المعارضة.. خبراء: محاولة لتكميم الأفواه لاسترضاء النظام.. وآخرون: إعادة هيكلة وتطوير طبيعي .. ومنظمة عربية تصفها بالهجمة علي الإعلام

جريدة الدستور

أحدث القرار المفاجئ بترحيل الإعلامية اللبنانية ليليان داوود بعد ساعات من إنهاء تعاقدها مع قناة "أون تي في" الفضائية أمس الإثنين، أصداء واسعة بين أوساط الإعلاميين و الحقوقيين، حيث توالت التعليقات من زملائها وعدد من الشخصيات العامة، تعبيرًا عن التخوف من تقييد الحريات ومحاولة تكميم الأفواه الإعلامية.

بدأت الواقعة حينما داهمت قوة أمنية منزل "داوود" في حي الزمالك، وأصطحبوها وتوجهوا بها إلى المطار، لترحيلها علي متن الخطوط الجوية المصرية إلي بيروت، بعد ساعات قليلة من إعلان إنهاء تعاقدها مع قناة الأون تي في والذي استمر لمدة خمس سنوات.

جاءت هذه الواقعة قبل ساعات من انهاء الإعلامي جابر القرموطي، مقدم برنامج "مانشيت" على فضائية ONTV تعاقده رسميا مع المحطة ، بعد سبع سنوات من العمل بها، وذلك طبقا لما أعلنه الصحفي محمد الجارحي، رئيس تحرير البرنامج، دون أن يذكر أسبابًا.

بين التوقيف و الترحيل، تواصل مسلسل الإطاحة بمقدمي البرامج علي فضائية الأون تي في، بعد أن نقلت ملكيتها الي رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، ما أعتبره الخبراء مذبحة للإطاحة بالوجوه المعارضه، لإرضاء أجهزة الدولة والتودد إليها.

فمن جانبه، شن الخبير الإعلامي ، الدكتور هشام قاسم، هجوما حادًا علي قرار الإطاحة بالإعلاميين المعارضين واحدًا وراء الآخر، مشيرا إلي أن هناك إصرار من جانب البعض علي تحويل الإعلام الخاص إلي جهاز دعائي لأجهزة الدولة، لا يؤدي دوره الرقابي عليه تجربة سيكون مصيرها الفشل بلاشك.

وأكد قاسم أن رجل الأعمال احمد أبو هشيمة يسعي من خلال ثروته الطائلة إلي فرض هيمنته علي وسائل الإعلام الخاص، لإستخدامها في محاباة النظام أيًا كان، والتنكيل بالوجوه الإعلامية ذات التوجهات المعارضة بإجراءات وضيعه، مقابل التمتع بمزايا إقتصادية لصالحه.

وأشار الي أن محاولة الأجهزة الأمنية عبر أذرعها من رجال الأعمال الأستحواذ علي المنابر الإعلامية تجربة تسيئ الي صورة مصر امام العالم فيما يخص حرية الإعلام، مضيفا: في العصور السابقة.

ورأت الدكتورة ليلي عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن التغييرات التي لحقت بطاقم عمل قنوات الأون تي في بداية من رحيل الإعلامي جابر القرموطي و انتهاءا بالإعلامية ليليان داوود، تأتي في إطار إعادة هيكلة القناة وتطوير عملها بعد نقل ملكيتها لإدارة جديدة.

ورجحت عبد المجيد، وجود خلافات مالية متعلقة بتجديد عقود الإعلاميين المنتهية وإدارة القناة، او سعي الإدارة الجديدة لتطوير خارطة برامج القناة والدفع بدماء شابة جديدة، مضيفه أن رغم أن ملابسات تلك الوقائع غير واضحة لكن طريقة ترحيل داوود لم تراع الإعتبارات الإنسانية عند تنفيذ القانون.

ووصف المرصد العربي لحرية الإعلام ترحيل الإعلامية ليليان داوود بالهجمة الجديدة على حرية الصحافة في مصر، لاسيما بعد إنهاء عقدها بصورة غير طبيعية في قناة أون تي في التي إنتقلت ملكيتها مؤخرا من رجل الأعمال نجيب ساويرس لرجل أعمال آخر هو أحمد أبو هشيمة.

وأكد المرصد أن هذه الهجمة الجديدة تأتي في سياق حملة واسعة لقمع حرية الصحافة في مصر ومنع أي أصوات ناقدة أو مستقلة من الظهور عليها كمقدميين او معدين أو ضيوف وكذا منع تلك الأصوات في الصحف ، والسعي لنقل ملكيات بعض المؤسسات الإعلامية إلى جهات أكثر إلتصاقا بالنظام القائم سواء كانت جهات أمنية أو تجارية.

ومن ناحيتها، أعلنت إدارة قنوات "أون تي في"، أنها بدأت مرحلة إعادة الهيكلة منذ بداية شهر رمضان الكريم، بإطلاق قناة "أون تي في بلس"، لتكون ثالت قناة في المجموعة.

وقالت القناة، إنه أثناء التفاوض مع الإعلامي جابر القرموطي حدثت خلافات حول أحد بنود العقد غير المتعلقة بالسياسة التحريرية ولم يصل الطرفان إلى اتفاق حولها، مما نتج عنه قرار عدم استكمال التعاقد بين الطرفين، مشيرة إلى استمرار برنامج "مانشيت" لعرض أبرز ما تتناوله الصحافة اليومية بكل اتجاهاتها للمشاهدين.

وأعلنت الإدارة الجديدة عن عودة الإعلامي يوسف الحسيني عقب إجازة عيد الفطر لتقديم برنامجه "السادة المحترمون"، واستقرت الإدارة على إنهاء التعاقد مع المذيعة ليليان داود، وتم ذلك بالتوافق بين الطرفين.

كانت داوود تقدم برنامج "الصورة الكاملة" الذي يناقش قضايا سياسية محلية على قناة "أون تي في" وذلك قبل أن يتوقف برنامج "الصورة الكاملة" على شاشة القناة بعد أن باعها رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس في مايو الماضي.