رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحيل بريطانيا يهدد بانفراط العقد الأوروبي.. الانفصال ينخر في عظام اتحاد القارة العجوز وينذر بتداعيات اقتصادية خطيرة.. هل يستقيل كاميرون وتنفصل اسكتلندا بعد الخروج؟

الاتحاد الأوروبى
الاتحاد الأوروبى و كاميرون و بريطانيا

إذا اختار البريطانيون اليوم بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي، فإنه لا جديد قد يطرأ على المستوى السياسي أو الاقتصادي، لكن الصورة قد تتغير تمامًا إذا كانت كفة الرحيل هى الأرجح، ذلك أن هناك مجموعة من التداعيات المترتبة على ذلك.

مفاوضات الخروج:
أول خطوة بعد التصويت لصالح الخروج، تدخل بريطانيا في مفاوضات مع دول الاتحاد الأوروبي لمدة سنتين، لتوفيق أوضاعها قبل الانفصال، مع بقاء الوضع القانوني لها كما هو أثناء فترة المفاوضات، أي تبقى جزءا من الاتحاد وملزمة طيلة فترة المفاوضات بقوانينه، وفي حالة عدم توصل الطرفين المتفاوضين إلى اتفاق بينهما في غضون عامين، فإن بريطانيا بامكانها أن تلجأ للاعتماد على قوانين المنظمة العالمية للتجارة، لكن وزير العدل البريطاني مايكل جوف والوجه الأبرز في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد، يقول إنه من المحتمل تمديد طلب تمديد مهلة السنتين، إذا وافقت دول الاتحاد على ذلك والبالغ عددها 27 دولة.

استقالة كاميرون:
رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون قد يستقيل من منصبه كرئيس للحكومة وللحزب المحافظ، ومن المحتمل أن يخلفه الرئيس السابق لبلدية لندن بوريس جونسون، الذي يقود حملة مؤيدي الخروج، إذ يعتبر المرشح الأوفر حظا في أن يحل محله، والذي طالما اتهمه كاميرون بتأييد الخروج سعيًا وراء السلطة.
وقال السياسي المحافظ كينيث كلارك إن كاميرون "لن يصمد 30 ثانية" في حال صوت البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن كاميرون أكد أنه الأنسب لقيادة مفاوضات بريطانيا للخروج من الاتحاد لعلاقته الجيدة بمعظم زعماء دوله.

انفراط العقد الأوروبي:
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قد يتبعه خروج فرنسا وإيطاليا، لأن الاتحاد يواجه انقساما بالفعل، ولفت موقع "ديلي بيست" الأمريكي، إلى أن قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبى، ربما سيعنى أن الكثير من الدول الأخرى تحذو حذو بريطانيا فدول مثل السويد تفكر بالفعل فى استفتاء خاص بها لو صوت البريطانيون للخروج ويمكن أن نتصور أن يكون هناك حملات لخروج السويد وفرنسا وإيطاليا، مع دراسة هذه الدول لقيمة البقاء فى اتحاد منكسر ولكن هذا التأثير للخروج ما زال قيد التوقعات وليس هنالك دليل أكيد على حدوثه.

استقلال اسكتلندا:
قد تقرر رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورغون، المتمسكة بالبقاء في الاتحاد، تنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال عن المملكة المتحدة، لتنشق عن بلد اختار الخروج من البناء الأوروبي، فيما يقول معسكر مؤيدي الخروج إن احتمال حصول اسكتلندا على الاستقلال لا علاقة له بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

ركود اقتصادي:
قد تشهد بريطانيا بلبلة في الأسواق وفي حي المال والأعمال في لندن يمكن أن تؤدي إلى هبوط سعر الجنيه الاسترليني بنسبة 15 إلى 20 في المئة، وإلى تضخم بنسبة خمسة في المئة، وزيادة في كلفة العمل، فيما سيتراجع النمو واحد الى 1,5 في المئة إذا اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب مصرف اتش إس بي سي، سيتم نقل آلاف الوظائف من حي المال والأعمال الى مركزي فرانكفورت وباريس الماليين.