رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة ألبان الأطفال تتفاقم . والأهالي يستغيثون: "عيالنا بتموت".. والصحة تقرر الاستعانة بـ"الكارت الذكي" للقضاء على مافيا السوق السوداء

جريدة الدستور

"أزمة ألبان الأطفال المدعمة".. عادت لتتصدرعناوين الصحف من جديد، بعدما تفاقمت مؤخرًا أزمة اختفاء الألبان من الوحدات الصحية ومنافذ بيع الشركة المصرية للأدوية بكافة المحافظات، حيث امتدت طوابير المواطنين امامها، والتي لم تخل من الإشتباكات بحثًا عن عبوة لبن.
وفي محاولة من وزارة الصحة لإحتواء الأزمة، قامت بضخ كميات إضافية عبر منافذها بعد زيادتها من 608 إلى 1005 منفذًا، إضافة إلي الوحدات الصحية والصيدليات بكافة المحافظات مؤكدةً أن المخزون من الألبان يكفي لمدة 5 أشهر.

كما أعتمدت الوزارة قرار توزيع ألبان الأطفال المدعمة عن طريق مراكز الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة، من خلال كروت ذكية للمواطنين وعدم طرح الالبان في الصيدليات ومنافذ الأمومة و الطفولة بالوزارة للقضاء على السوق السوداء، بداية من أغسطس المقبل.

وباءت كافة محاولات الحكومة في مواجهة الأزمة بالفشل، حيث نظم العشرات من الأهالي عدة وقفات احتجاجية امام معهد ناصر بالقاهرة للمطالبة بتوفير الألبان المصنعة بعد نقصها في الوحدات الصحية ومنافذ الوزارة.

وذكر الأهالي، أن الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، أمر بصرف علبتين لكل مواطن، وإلغاء الدعم عن مواليد من يوم الي سته شهور وهو ما اعتبروه "خراب بيوت" لهم وموت بطئ لأطفالهم في ظل ارتفاع الأسعار في كافة مناحي الحياة.

وإزاء تلك الأزمة، أنتقد الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، عدم لجوء الدولة إلى إنشاء مصنع الألبان بالرغم من أن تكلفته تصل إلى 100 مليون جنيهًا بالمقارنة بـ 850 مليون جنيهًا قيمة الواردات من ألبان الأطفال سنويًا، محملا الحكومات السابقة مسئولية الأزمة نظرا لإعتماداها بشكل اساسي علي الألبان المستوردة ل4.7 مليون طفل سنويًا.

وأرجع المحامي الحقوقي، محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، الأزمة إلي تخفيض عدد العلب الموردة للوزارة في المناقصة الأخيرة إلى 18 مليون عبوة فقط ، ما فتح الباب لمافيا الدواء لتسويق ألبان بديلة بسعر 60 جنيهًا.

وأوضح، في تصريح لـ" الدستور"، أن وزارة الصحة كانت تدعم 23 مليون علبة لبن، يوزع منهم 7 ملايين علبة بدعم كلي من خلال مراكز طب الأسرة والوحدات الصحية، توزع 7 ملايين علبة منها بدعم جزئي للأطفال تحت سن 6 أشهر على الصيدليات بسعر 17 جنيهًا، إلى جانب 9 ملايين علبة بدعم جزئي للأطفال أكثر من 6 أشهر في الصيدليات بسعر 18 جنيهًا،على 60 ألف صيدلية.

اما الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أكد أن أزمة نقص الأدوية تأتي في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار امام الجنيه، مشيرًا إلى أن المستوردون يعانون من توفير العملة الصعبة لفتح الاعتمادات لشركات الأدوية العالمية التي تطلب الدفع مسبقاً.

ونوه عوف، إلى أن شح ألبان الأطفال أدى إلى ظهور سوق سوداء لتداول هذه الألبان وبأسعار تخطت المائة جنيه للمنتجات المستوردة كما أنها غير متوفرة أيضاً.

وساعد علي تفاقم الأزمة انتشار ثقافة احجام السيدات عن الرضاعة الطبيعية تحت شعار: "حافظي على صحتك ومترضعيش"، ما انعكس علي زيادة استهلاك الألبان المصنعه.

وعلقت الدكتورة ملك صالح، الاستشاري بالمعهد القومي للتغذية، عن هذه المعتقدات، قائلًة:" الجهل وراء هذه المقولات ولبن الأم لا بديل عنه ولا مثيل له في العالم وآخر التوصيات العلمية شددت على ضرورة إرضاع الطفل حتى الشهر السادس من عمره من لبن الام وإلا تعرض لمشكلات صحية شديدة.

وناشدت ملك، وزارة الصحة والوزارات المعنية بضرورة تدريس مناهج التغذية بالمدارس لتعريف أجيال المستقبل النظم السليمة الغذائية لاتباعها والتوعية من الأضرار التي قد تنتج جراء الإهمال بها.

وحذرت من الاستعانة بألبان الجاموس السائبة عن الألبان المصنعة والمبسطرة إذا تعذر على الأم عملية الرضاعة لما في ذلك من أضرار كبيرة على صحة الطفل".

واتفق معها الدكتور محمد رضوان استشاري التغذية، حيث أكد أن مكونات الألبان الصناعية الخاصة بالأطفال تحتوى على نسبة من المواد الحافظة والزيوت النباتية المصنعة كمصدر للدهون، وتسبب على المدى البعيد حدوث السمنة للطفل.

وقدم رضوان، نصيحة لأمهات مصر، قائلأ:" لابد من العودة للرضاعة الطبيعية، خاصةً وأن دراسات وإحصائيات كشفت أن مصر أصبحت ضمن البلاد التى تنتشر بها نسب عالية من سمنة الأطفال".