رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو والصور.. منطقة تجهيز "كسوة" الكعبة بـ"الحسين".. "الخيامية" تواجه خطر الانقراض.. تزدهر فى رمضان فقط.. وأهل الصنعة: نطالب بتنشيطها

جريدة الدستور

يرتبط شهر رمضان الكريم بالكثير من العادات والتقاليد التى لم تجدها فى أي بلد أخر، حيث تتزين أيدى الاطفال ب"الفانوس"، والشوارع بالمصابيح والالوان، والمنازل بالذكر والقراءن، أبتهاجاً بحلول الشهر الكريم، ليبقى التراث هو المسيطر والمهيمن على الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بنا.

ومن هذة العادات والتقاليد التى توراثنها من الاجداد عبر الازمان هو زينة "الخيامية"، او فن صناعة الخيام، حيث يعتبر من أوائل الحرف اليدوية التي عرفها الانسان عبر العصور.

كما تأتى مشغولات "الخيامية" على رأس الأولويات لـ"السياح" القادمين لمصر، حيث يتهافت الاجانب على شراء هذه المنتجات والتى تعبر عن الثقافة العربية الاصيلة، لتبقي ذكرى مميزة أثناء زيارتهم لمصر.

وتأثرت هذه المهنة بشكل كبير بعد اضطراب حركة السياحة بمصر، بعد الاحداث الاخيرة التى شهدتها البلاد فى الاوانة الاخيرة، ليبقى شهر رمضان هو "طوق النجاه" لصناع هذه المهنة العريقة والاصيلة، حيث تزدهر هذة المنتجات بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم من العام.

ونري هذا الفن الاصيل فى الكثير من مستلزمات حياتنا اليومية، كالملابس، الاحذية، والحقائب، ومفروشات الاسرة، وملصقات لتزين جدران المنازل، حيث يتم أدخل بعد الرسوم والزخارف المعبرة عن ثقافتنا سواء كانت مساجد او المعابد الفرعونية.

ويعد شارع "الخيامية" بمنطقة الحسين، قبلة صناع هذه المهنة التى تواجه شبح الاختفاء، فبمجرد دخولك الى هذا الشارع تشتم رائحة العراقة والاصالة، تشعر كأنك عودت للخلف أكثر من مائة عام.
وتم تسقيف الشارع بسقف خشبى يدل على عبق التاريخ، وفى الاسفل تتراص "الدكاكين" ذات الابواب الخشبية، التى يعود تاريخها الى العصر الفاطمي، يجلس أمام كل "دكان" صاحبه حيث يقوم بفرش أصحابها منتجاتهم ومشغولاتهم اليدوية امام المحال.

وبداخل كل "دكان" تجد ماكينة خياطة، يجلس عليها رجل يقوم بتفصيل الأقمشة والمفروشات، ومعلقات الحوائط وحقائب السيدات.

وكانت منطقة "الخيامية" ترتبط قديماً بصنع كسوة الكعبة، والتى كانت تتزين بخيوط الذهب والفضة، والتي كانت تقوم مصر بتصممها وارسالها الى مكه المكرمة بموكب كبير ومهيب.

وموقع شارع "الخيامية" بمنطقة الحسين، بالاضافة الى جامع الازهر وخان الخليلى والذي يعتبر أهم الاسواق الاثرية بالقاهرة، يعطى للمنطقة اسلوباً فريداً يختلف عن أى مكان اخر.

ويعتبر شهر رمضان موسم الازدهار لشارع "الخيامية"، بعد سوء حالة السياحة والاقتصاد بالبلاد، حيث تجولت كاميرا "الدستور" داخل الشارع الاثري بمنطقة الحسين، حيث يعد شارع "الخيامية" المكان المثالى لشراء ديكورات شهر رمضان الكريم، حيث يباع القماش المطرزة بنقوش قديمة لها اثر فى حياتنا القديمة.

ويقوم صناع هذه المهنة العريقة بتصميم خيام رمضان بكافة احجامها، بالإضافة الى تصميم "ماكتات" صغيرة لعربة الفول، والترمس، وذلك لاحياء الجو الرمضانى القديم، الذي على وشك الاختفاء.

وعن هذه المهنة التى تواجه شبح الانقراض، تحدث يحيى محمد، الشهير بـ"يحيي بوتيك"، قال أن مهنة "الخيامية" على وشك ان تنقرض، بسبب عدم توريث الاباء للابناء مثل هذه المهنة.

سبب اخر لاندثار هذه المهنة هو قلة "الصنايعية"، وذلك بسبب عدم وجود عائد مادى يتناسب مع ارتفاع المعيشة، مما ادي ترك الكثير من عمال هذه المهنة "الصنايعية قلت..والمهنة بتنقرض".

وبنظرة تملئها الحنين للماضي، قال يحيي، أنه يحاول استرجاع الجو القديم لشهر رمضان الكريم، من خلال إنتاج "دمى" على شكل شخصيات رمضانية قديمة مثل "بوجي وطمطم، سمورة" وغيرها من الشخصيات المرتبطة بالشهر الكريم، قائلا:"شغلتنا نرجع رمضان بتاع زمان".

وأضاف يحيي، ان سوء الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، أثرت بشكل كبير على هذه الصناعة التى يعتبر شهر رمضان موسم الازدهار بالنسبة لها، قائلا "كنا زمان بنحس برمضان والمهنة".

ويبدء عم يحيي، يومه بشهر رمضان، بفتح المحل ويقوم بعرض بضائعة، وتجهيز بضاعة اخري من اطواب القماش، ويقوم بغلق المحل للافطار مع لعائلة، ويعود مرة اخري لفتحه من اجل "لقمة العيش".
وقال أن الاقبال على مثل هذه المنتجات قل بشكل يثير الشفقة علينا، مؤكداً أن تدنى المستوى المعيشي للمواطن المصري سبب رئيسى لضعف الاقبال، حيث تعتبر هذة المنتجات عبارة عن ديكورات منزلية إلا فى شهر رمضان الذى ننتظره من العام للعام.

وتترواح اسعار متر "الزينة الخيامية" ما بين ثلاثة جنيهات والخمسة جنيهات، حسب خامة القماش، والجديد برمضان هذا العام، هو طبع صور شخصية بوجى وطمطم على "وسائد" النوم، بالاضافة الى تحويلها الى دمى من القطن، حيث تسجل سعر الواحدة 100 جنيه.

ووضع عم يحيي الشهير بـ"بوتيك"، حل لمنع هذه المهنة التى ترتبط ارتباط وثيق بعادتنا وتقاليدنا، هو أنشاء جمعيات ومؤسسات لتعليم الشباب هذه المهنة، وذلك لحمايتها من خطر الانقراض فى السنوات القادمة قائلاً " لازم الحكومة تتدخل..عشان ما تنقرضش المهنة دي".

كما طالب يحيى، وجود برامج لتنشيط السياحة بمنطقة الخيامية والمناطق المجاورة، التى تعتبر ملاذاً لـ"الأجانب" والمصريين.