رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مدفع طنطا.. اضرب».. «عم رضا» يروي ذكريات «رمضان زمان» في الغربية

صوره من الحدث
صوره من الحدث

و"انطلق مدفع الإفطار" كلمة اعتدناها منذ زمن بعيد ورغم اختلاف الزمان والظروف إلا أن مدفع رمضان ما زال يحتفظ ولو بشئ بسيط من الذكريات الممتدة حتى الآن، فيعد "مدفع رمضان" من أهم العادات التي ارتبطت بالشهر الكريم وارتبط بها المصريون خاصة عند وقت الإفطار، حيث مازالت تلك العادة الحسنة مستمرة في بعض المدن رغم انقراضها في أماكن كثيرة.

وفي منطقة الإستاد بطنطا، يقف عم "رضا حبلص" الذي يعمل مساعد شرطة بقوات الأمن أمام مدفع رمضان منتظراً موعد الإفطار وسط حالة من البهجة والسرور بين الصغار قبل الكبار، و بشكل يومي يحرص الكثير من المواطنين على اصطحاب أطفالهم لمشاهدة المدفع بل والتقاط الصور التذكارية بجواره ثم ينصرفوا للإفطار في منازلهم القريبة، في الوقت الذي يضحى فيه عم رضا ببهجة الإفطار وسط أسرته وأولاده ليدخل البهجة والفرحة على مئات بل آلاف المواطنين من الكبار والصغار الذين اعتادوا على مشاهدة مدفع رمضان عند آذان المغرب.

يبدأ عم رضا، في تجهيز المدفع وتزويده بالبارود ووضع الفتيل داخل المدفع وتوصيله بسلك كهربائي مزود ببطارية صغيرة؛ استعداداً لإطلاقه وقت الإفطار عن بعد وقبل الإطلاق يتخذ احتياطاته ويحذر المتواجدون بجوار المدفع بعدم الاقتراب والتنبيه على قائدي السيارات بعدم الوقوف أمام المدفع خشية تعرضها للتهشم أو التحطم، وبحسب التوقيت المحلى لمدينة طنطا يطلق عم رضا المدفع الذي يهز صوته أرجاء المنطقة وينصرف الجميع متوجهين لبيوتهم لتناول وجبة الإفطار.

يقول عم رضا: إنه يعمل على هذا المدفع منذ أكثر من 15 عامًا ويضطر للإفطار خارج منزله بعيداً عن أسرته، مشيراً إلى أنه لا يوجد بديل أو احتياطي له، خاصة وأنه حاصل على تدريبات معينة لإطلاق المدفع وفى حالة غيابه لن يُطلق المدفع.

وأضاف أن هذا المدفع ليس الوحيد في محافظة الغربية، فهناك مدفعان آخران أحدهما في كفر الزيات والآخر في مدينة المحلة لتنبيه المواطنين بموعد الإفطار.

ويعد هذا المدفع ضمن مجموعة من المدافع التي وصلت إلى مصر في عهد الخديوي إسماعيل من إنجلترا حيث صنع عام 1871 من نوع كروب، نسبة إلى مصانع كروب التي كانت تنتجه في ذلك الوقت، وكان يستخدم في حروب القرن التاسع عشر.

وتتعدد الروايات حول قصة المدفع مع شهر رمضان لكن أشهرها تلك الرواية التي ترجع لعهد محمد على ويرويها الأثري مدحت مبروك مدير عام الآثار الإسلامية بالغربية، عندما قدم احد الضيوف لمصر وتم إطلاق المدفع ترحيبا به وتصادف ذلك انه كان وقت المغرب فاعتقد المصريون أن تلك هي طريقة جديدة لإخبار المواطنين بموعد الإفطار .

وربما يعتقد كثير من المواطنين أن المدفع أصبح ذكرى ولم يعد ينطلق، ويعزز من ذلك الاعتقاد عدم سماع دوى المدفع في المناطق التي تبعد عن مكانه، على العكس في الماضى حيث كان يشعر به المواطنين.

والسبب يرجع لتقليل كمية البارود المستخدمة لإطلاقه؛ مما أدى لتقليل صوته وأصبح إطلاق المدفع هو مجرد عادة فقط يستحسنها المواطنون ويعتبرونها نوعاً من أنواع الترفيه، وتمضى الأيام والسنين وتبقى الذكريات ومدفع رمضان سيظل احد أهم العادات في رمضان فتاريخه العريق خير دليل على ذلك .

وللمدفع ذكريات مختلفة عند المواطنين، منها ذكريات جميلة لن تنسى، وذكريات أخرى طريفة، حيث قال الدكتور محمود رفعت من سكان مدينة طنطا، أنه اعتاد الذهاب كل يوم لمنطقة الإستاد بطنطا لرؤية المدفع أثناء إطلاقه.

وأضاف أنه من الذكريات الطريفة أثناء مشاهدته للمدفع تعرضت سيارته للتهشم بسبب اقترابها من المدفع ولم يتم اخذ الاحتياطات اللازمة .

وأكد إبراهيم الشناوي مواطن مقيم بطنطا، انه اعتاد بشكل شبه يومي أن يصطحب أولاده لمشاهدة المدفع ثم العودة للمنزل لتناول وجبة الإفطار كعادة جميلة ارتبطت بشهر رمضان المبارك .