رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس لجلج.. وفصيل أبلج!!


الإسلاميون أكثر صدقاً مع النفس ومع الغير من الأخ محمد مرسى.. الإسلاميون لا يعترفون بالديمقراطية ويعتبرونها صورة من صور الكفر والشرك بالله لأنها تمنح السيادة للشعب، بينما المفروض أن السيادة والحاكمية لله!! يتصور هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى

سوف يتخلى عن توريث الأرض للبشر ويتولى حكم هؤلاء البشر بنفسه، أو عبر وكلاء من الإخوان والسلفيين وسائر التيارات التى تتاجر بالدين وتشترى بآيات الله ثمناً رخيصاً، يتصورون أن الشعب حين يختار ممثليه لإدارة شئونه سوف يصلى ويصوم لهؤلاء الحكام بدلاً من عبادته لله.. يتصورون أن الحاكم الديمقراطى سوف ينزع من الله سبحانه وتعالى الحاكمية المطلقة ويتولى بدلاً منه تسيير الكون وحساب الناس وتصاريف القضاء والقدر والموت والحياة!.

الإسلاميون لا يعترفون بالدستور أو القانون ويقولون إنها أدوات وثنية مستوردة من بلاد الكفار، يقولون إن القرآن هو الدستور الوحيد الصالح لحكم البشر، وكأن الله قد أنزل فى القرآن قوانين الأجور والنقابات والإسكان والمرور والجامعات والمدارس والبنوك والصحافة والإعلام والهجرة والجنسية والقوى العاملة والشرطة والجيش.. إلخ.

الإسلاميون لا يعترفون بحقوق المواطنة ويقولون إن كل الناس مسلمون بالفطرة، ولكن الآباء هم الذين يمنحون أبناءهم ــ المسلمين بالفطرة ــ ديانات وأوضاعاً أخرى مثل المسيحية واليهودية والبوذية والإلحاد!! وبالتالى لا يجوز الاعتراف بحقوق هؤلاء البشر المتحولين، ولا يجوز منحهم أى امتيازات إلا لو عادوا إلى دين الفطرة ثم انضموا أيضاً إلى إحدى الفرق الإسلامية المعترف بها.

الإسلاميون لا يعترفون بالوطن، ويعتبرون مصر جزءاً من العالم الإسلامى الذى ينبغى فتحه غزواً وبالقوة ثم فرض الإسلام أو الجزية أو القتل على سكانه وهم لا يقولون هذا الكلام عن مصر فقط، ولكن عن العالم كله، حيث ينبغى أن يعدوا العدة لفتح أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا وضم الكرة الأرضية كلها إلى العالم الإسلامى الكبير.

الإسلاميون أيضاً لا يعترفون ببعضهم البعض! أهل السُنة لا يعترفون بالشيعة، والفريقان لا يعترفان بالصوفية، والفرق الثلاث لا تعترف بالمسلم العادى وتعتبره من العلمانيين الكفرة والعياذ بالله.. وفى داخل أهل السُنة لا يعترف السلفيون بالإخوان، ولا يعترف الجهاديون بالسلفيين والإخوان ولا يعترف التكفيريون بأى فريق من هذه الفرق الثلاث!.

الأخ مرسى لا يقول للناس هذا الكلام، ولكنه يعترف بالديمقراطية شكلاً وينكرها موضوعاً، ويعترف بالدستور والقانون شكلاً ويحتقرهما موضوعاً، ويعترف بحقوق المواطنة مرحلياً وإلى أن تقوى شوكته فيفرض الجزية على غير المسلم وعلى المسلم العلمانى والمسلم الأخوى ويعترف بالشعب بشرط أن ينضم كل هذا الشعب إلى جماعة الإخوان وسائر الجماعات الإسلامية الأخرى ويعترف بالمستشارين والأحزاب على الورق، ولكنه يتركهم ويتلقى الأوامر والتعليمات والقرارات من زعيمه الدينى والطائفى فى مكتب الإرشاد.

الإسلاميون تيار «أبلج» شديد الوضوح شديد التخلف شديد الحماقة، أما الأخ مرسى فهو رئيس «لجلج» لا يقوى على مصارحة الناس بحقيقة أفكاره وعقائده وتوجهاته الطائفية و«يحتاس» كلما حاول التعامل مع أى قضايا قانونية أو دستورية أو ديمقراطية لأن كل هذه المفاهيم لا توجد فى الكهف الفكرى الذى يعيش داخله الإخوان والسلفيون وجماعات الإسلام السياسى.

قضية الحاكم الطائفى وموقفه من الشعب والوطن يلخصها حديث يقول «ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه» وتلخصها أيضاً أغنية للفنانة شادية تقول فيها: «ما أقدرش أحب اتنين علشان ماليش قلبين»!! أخوكم محمد مرسى لا يستطيع أن يحب الشعب والجماعة معاً لأن له قلباً واحداً مع الجماعة، ولا يستطيع أن يفهم مطالب الشعب ومطالب الجماعة لأن له عقلاً واحداً صادرته الجماعة منذ أنضم المذكور إليها