من «المدارس» إلى «الجامعات».. الغش بالامتحانات «لا يتوقف في رمضان».. جامعة الإسكندرية: «معدلاته ارتفعت هذا العام».. والأزهر: «تقلصت والطلاب استجابوا للتحذيرات».. وفتاوى إباحة الغش «عرض مستمر»
«التسريب والغش» سمتان أساسيتان، تميزت بهما امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، والتي جاءت متزامنة مع شهر رمضان المبارك، فلم تمنع قدسية الشهر الكريم الطلاب من البحث عن الوسيلة الأسهل للنجاح وهي الغش، تعاونًا مع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تخصصت في تسريب الامتحانات بأجوباتها الكاملة قبل بداية الامتحانات.
وإزاء هذه الخروقات الكثيرة، لم تستطع وزاة التعليم إيقاف حالات التسريب المتكررة والغش الجماعي، ووقفت مكتوفة الأيدي صباح كل يوم للامتحانات، معلنة النصر لأشهر صفحات الغش وهي «شاومينج بيغشش ثانوية عامة».
جامعة الأسكندرية: «حالات الغش تزاديت هذا العام»
ولم يقف الأمر عن حد طلاب الثانوية والمدارس فقط، ولكن وصل إلى الجامعات التي شهدت حالات للغش الجماعي رغم التشديدات الأمنية، وكانت من بينهم جامعة الأسكندرية، حيث أحال عمداء كليات «الآداب والعلوم والحقوق والتجارة» 176 طالبًا وطالبة، «انتظام وانتساب» إلى مجالس تأديب ابتدائية بالكليات.
جاء ذلك بسبب الغش نتيجة ورود محاضر غش من قبل مراقبي اللجان تفيد بتورطهم في أعمال غش أثناء أداء امتحانات نهاية العام.
وهو الأمر الذي أكده الدكتور رشدي زهران، رئيس الجامعة جامعة الأسكندرية، بأن معدلات الغش قد ارتفعت هذا العام عما قبله.
وأشار في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه من تم ضبطهم، لافتًا إلى أن جميع الحالات التي تم ضبطها هي حالات فردية ولا صحة لما تردد حول انتشار حالات الغش الجماعي.
وأوضح أنه تم ضبط 94 حالة غش من خلال الوسائل التقليدية، بينما كانت هناك 52 حالة غش من خلال الهواتف المحمولة، والوسائل الإلكترونية.
جامعة الأزهر: «حالات الغش تقلصت هذا العام»
وعلى النقيض، أكد الدكتور عبدالمنعم زمزم، وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب بجامعة القاهرة، أن حالات الغش قد تقلصت هذا العام، بعد أن استجاب الطلاب لتحذيرات الإدارة من اتخاذ إجراءات قانونية تجاه من يثبت ممارسته الغش بأي وسيلة.
ولفت في تصريحات لـ«الدستور» إلى أنه لم يتم ضبط حالات غش كثيرة؛ بسبب هذه الإجراءات التي اتخذتها الجامعة، مشيرًا إلى أنه تم ضبط حالة غش وحيدة عبر الأجهزة الإلكترونية الحديثة، بعدما تمكن المراقبون من كشفها وتحرير محضر بها، حيث ارتدى الطالب «باروكة» للشعر كي يداري سماعة «البلوتوث» أسفلها.
وتابع، أن باقي الحالات التي تم ضبطها كانت من خلال الكتابة على اليدين أو الملابس، وجميعها تم إحالتها للتحقيق لاتخاذ الاجراءات القانونية حيالها.
«فتاوى إباحة الغش لا تنتهي»
وفي ظل ارتفاع معدلات الغش الجماعي بالمدارس والجامعات، لا يلبث علماء الدين ان يطلقوا الفتاوى التي تحرض على مزيد من الغش، وتدفعهم إليه بدعوى أنه غير مُبطل للصيام، وكان آخرها ما خرج به الدكتور مبروك عطية، خلال حواره في برنامج «يحدث في مصر»، والذي أكد أن الغش لا يبطل الصيام، مشيرًا إلى أن كل من يتصرف أثناء صيامه بأساليب غير أخلاقية صيامه صحيح ولكنه معدوم البركة.
وسبقه الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذي أكد أن الغش في الامتحانات حرام، لكنه لا يفسد الصوم، مشيرًا إلى أن حرمته في الصيام مضاعفة، لكنه لا يفسد الصوم، مؤكدًا أن رفض الإسلام للغش أمر ثابت لا شك فيه، وتعظيم الجرم فى رمضان جاء بالمقابلة لتعظيم الأجر.
