السل يلاحق لاجئين بفرنسا.. و"أرجنتوي": لا يمكننا تحمل مآسي العالم

قررت السلطات الفرنسية اخلاء معسكر للاجئين يقيم فيه 1200 شخص بصورة غير شرعية داخل احدى الحدائق بالدائرة الثامنة عشر فى العاصمة باريس على ان يتم توزيعهم فى العديد من مراكز استقبال اللاجئين فى منطقة ايل-دو-فرانس (باستثناء الضاحية الشمالية سين سان دونى).

وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية ان عملية الاخلاء يجب ان تتم فى اسرع وقت ممكن خاصة وان الظروف الصحية داخل هذا المعسكر اصبحت فى وضع حرج عقب اكتشاف حالات مصابة بمرض السل مؤخرا.

وتسعى السلطات لمنع انتقال عدوى هذا المرض وذلك بعد التأكد من اصابة ثلاث حالات بالسل والاشتباه فى ثلاث حالات اخرى ومن بينها شخصان لا يتجاوز اعمارهما الـ16 عاما .. وجرى نقل هذه الحالات الى المستشفيات لتلقى العلاج اللازم والرعاية الطبية.

واكدت مؤسسة اطباء العالم انه للمرة الاولى يتم رصد حالات اصابة بمرض السل داخل معسكرات لايواء اللاجئين فى العاصمة باريس.

ومن جانبها اوضحت الطبيبة جانين روشفور الممثلة الاقليمية لمؤسسة اطباء العالم فى منطقة ايل-دو-فرانس ان المرضى كانوا من الحاملين للبكتريا النشطة المسببة للامراض لدى وصولهم الى فرنسا .. لذلك تبذل السلطات الصحية والمحلية فى باريس قصارى جهدها للحد من خطر انتقال العدوى .

واشارت روشفور الى ان الوقت قد حان كى تتدخل السلطات من اجل مواجهة هذا الخطر .. لان اى تأخير من شأنه ان يؤدى الى عواقب وخيمة .

ومن المقرر ان يتم توزيع 1200 لاجئ -معظمهم ينحدرون من دول منطقة افريقيا جنوب الصحراء الكبرى- على 65 مركزا لاستقبال المهاجرين فى مختلف انحاء ايل-دى-فرانس.

وقالت لوباريزيان ان السلطات تتجه الى الاستعانة بصالات الرياضة لاستيعاب هذا العدد الكبير فى الوقت المحدد لمدة مؤقتة قد تصل الى شهر. واثار هذا القرار التوترات بين المقاطعات والبلديات المعنية التى سبق وان اكدت ان قدراتها وصلت الى الحد الاقصى .. وفقا للصحيفة الفرنسية.

ونشر جورج موثرون رئيس بلدية ارجنتوى عددا من التغريدات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى احتجاجا على توزيع هؤلاء اللاجئين .. اذ قال ان مدينته لا يمكنها ان تتحمل مأسى العالم مستبعدا استخدام الصالات الرياضية كاماكن لايواء المهاجرين.

من جانبه ندد هوجو بورتيلى رئيس اتحاد بلديات فال دواز بهذا القرار الذى وصفه بان له اعتبارات سياسية.

وكانت آن هيدالجو عمدة باريس قد اعلنت الثلاثاء الماضى انها تعتزم انشاء مخيم للاجئين فى العاصمة .. وهو ما قد يؤدى الى قلب الامور رأسا على عقب فى فرنسا.

وقالت لا يمكننا ان نتقبل هذا الوضع الانسانى والصحى المتدهور الذى يقيم فيه هؤلاء الاشخاص .

ودافعت هيدالجو عن مشروعها مجددا الخميس الماضى قائلة ان المهاجر يعى جيدا انه لكى يحصل على مأوى عليه ان يقيم اولا فى معسكرات حتى يأتى موعد تفكيكها .. داعية الى اقامة مخيم دائم للاجئين.