رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

46 مليون شخص حول العالم في «قفص العبودية».. الهند في الصدارة بـ 18 مليونًا .. والدولة الشيوعية بكوريا الشمالية الوصيف وباكستان في ذيل القائمة

جريدة الدستور

الرق أوالعبودية، امتلاك الإنسان للإنسان طوال الحياة، فباتت الحضارت القديمة وفي مقدمتها الفرعونية والصينية والهندية وبلاد الرافدين، في استخدام هذه الممارسات فعاني الإنسان القديم أشد المعاناة وذاق أشكال الظلم والقهر من قتل وتعذيب فتنوعت أنواع العبودية بين التسخير في الزراعة والأعمال المنزلية والحروب ووصلت إلى العبودية الجنسية للأطفال والنساء والشباب والشيوخ.

وكان الرقيق يباعون بأسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدي بهم مالكوهم، وترجع هذه الممارسات العبودية إلى ما قبل التاريخ حيث لجأت المجتمعات البدائية للعبيد في مصر لتأدية أعمال تخصصية في الزراعة وكانت في المقدمة الدولة الفرعونية، الصين وبلاد الرافدين والهند، فكان العبيد يؤسرون من خلال الإغارات على مواطنهم أو تسديداً لدين.

واعتقد البعض ان العبودية اندثرت في العصور الحالية فما بات الإنسان يسخر لخدمة غيره، إلا أن تقرير المؤشر العالمي للعبودية لعام 2016 أظهر وجود 45.8 مليون شخص تقريبا في أنحاء العالم يعانون من أشكال العبودية المعاصرة، حيث يجبرون على العمل بلا أجر ويباعون من أجل الجنس ويولدون في العبودية ويتم تجنيدهم وهم أطفال.

وبحسب منظمة "ووك فري" الحقوقية التي تتخذ من استراليا مقرا لها، أظهرت الدراسة التي أعدتها، أن الهند تضم أكبر عدد من هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة العبودية العصرية، بـ "18.3 مليون شخص" حيث يضطر هؤلاء للعمل في المنازل وممارسة الاعمال اليدوية القسرية والتسول ، كما يتم استغلالهم في الجنس وتجنيد الاطفال منهم.

واحتلت الدولة الشيوعية، كوريا الشمالية، على رأس القائمة بنسبة 1.25 مليون شخص، ما يمثل نحو 5 % من السكان تحت العبودية من إجمالي 25 مليون نسمة، إي ما يعادل واحد من كل 20 كوريًا شماليًا يقع تحت وطأة العبودية، فبات المواطنون معرضون للعمل القسري المفروض من قبل الحكومة ، بما في ذلك العمل القسري الذي يؤديه السجناء السياسيون والعمل القسري بعقود خارج البلاد.

وجاءت الصين في المركز الثاني بعد الهند من حيث عدد الخاضعين للعبودية المعاصرة 3.4 مليون شخص، فيما جاءت باكستان في المركز الثالث بإجمالي 2.1 مليون شخص، وكان المركز الرابع من نصيب الهند ضمن قائمة 167 دولة حسب نسبة الأشخاص الذين يعانون من العبودية، بإجمالي 1.4 % من سكان الهند تحت العبودية.

وأظهر التقرير، ارتفاع نسبة العبودية حول العالم بنسبة 10 ملايين شخص عن عام 2014 والذي أظهر وجود 35.8 مليون شخص يمارس ضدهم أشكال العبودية، حيث اعتمدت التقديرات على بيانات لدراسات شملت عينات عشوائية تمثل السكان على الصعيد الوطني لكل دولة وأجريت وجها لوجه باللغات الرئيسية المحلية في 25 دولة.

وطالب رئيس مؤسسة "ووك فري"، أندرو فورست، حكومات الدول الاقتصادية الكبرى في العالم إلى مد يد العون للشعوب التي تعاني الاضطهاد والعبودية، قائلًا:"القضاء على العبودية يفيد أخلاقيا وسياسيا ومنطقيا واقتصاديا، وأدعوا إلى سن تشريعات تكون على الأقل بقوة القانون البريطاني الصادر عام 2015 لمواجهة الرق الحديث".

وكان قطب التعدين الأسترالي أندرو فورست، قد أطلق هذه المبادرة عام 2012 بهدف رفع مستوى الوعي حول الصور الحديثة للعبودية والتي تشمل حالات مختلفة جدا من بينها الاتجار بالبشر والبغاء القسري واستخدام الأطفال كجنود في الحروب والعمل القسري واستخدام الأطفال في تجارة المخدرات الدولية، حيث وتتزايد هذه الأشكال من العبودية الحديثة اليوم إلى حد كبير بسبب الضعف الناجم عن الفقر والتمييز والاستبعاد الاجتماعي حسبما أكدت منظمة الأمم المتحدة.

وجرمت 124 دولة بالفعل الاتجار بالأشخاص وفقا لبروتوكول الأمم المتحدة عام 2003 الذي يهدف لمنع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وخاصة النساء والأطفال.