رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب ضروس على الصحافة لإدخالها «بيت الطاعة».. «صاحبة الجلالة» تستميت للدفاع عن حريتها.. وسياسيون: مخاوف من بلوغ مرحلة «اللا عودة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حرب شعواء ضد حرية الصحافة في مصر، انطلقت طلقتها الأولى من خطة وزارة الداخلية للتصعيد ضد الصحفيين ونقابتهم لإفقادهم ثقة الرأي العام؛ على خلفية الانتفاضة التي قادتها النقابة ضد التجاوزات التي تمارسها الوزارة في حق صحفييها وكان آخرها اقتحام حصن الحريات للقبض على اثنين من الصحفيين.

الحرب أيضًا ينفخ أبواقها منظومة من المنتفعين وأصحاب المصالح والفاسدين الذين يهمهم كثيراً إفقاد الصحافة لدورها الرائد في كشف الفساد وأطرافها ومحاكمة المخطئين شعبيًا.

الآكلين على كافة المواد استغلوا الصراع بين الدولة، من جهة والصحفيين من جهة للظهور في المشهد وتغليب كافة أصحاب المصالح الذين يقاتلون من أجل كتم الأصوات الحرة،سعياً لإنهاء عصر المصارحة والمكاشفة والذي يعد مكتسبًا إنسانياً للمواطنين بنص الدستور والثورة التي خاضها الشعب ضد الفساد.

خالد البلشي، عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الحريات، أكد أن حراك النقابة ضد الحملة الموجهة ضد الصحافة في مصر، لم ولن يتوقف وأن النقابة مازالت متمسكة بموقفها المقاوم للانتهاكات والتجاوزات في حق الصحفيين.

وأوضح، أن لقاء وفد النقابة مع ممثلي البرلمان لم يخلص لجديد، وأن أعضاء مجلس النواب استمعوا لوجهة نظر الصحفيين.

وشدد البلشي على أن ما توجهه الصحافة في مصر من اعتداءات وهجوم في الإعلام يأتي في إطار حملة ممنهجة، مدللاً على ذلك بالتقرير الذي أرسلته وزارة الداخلية بالخطأ إلى الصحفيين والذي يحتوي على خطتها للتصعيد ضد الصحافة والنقابة أمام الرأي العام.

وكذلك، أكد الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الصحافة تتعرض لهجوم يأتي في سياق حملة منظمة، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم يأتي في سياق ممنهج تلجأ له النظم غير الديمقراطية.

وأردف أن هذه النظم، عندما تواجه أزمة ما تسعى لحشد أتباعها والمنتفعين وأصحاب المصالح، لشن حملات تواجه فئات معينة من المجتمع والعمل على تشويهها، مضيفاً أن الحملة باتت واضحة للعيان ولا تحتاج لبحث أو استفسار.

وأضاف أن الضغوط التي تمارس على الصحافة في مصر، لا يمكن اعتبارها مؤامرة سرية وخفية، وإنما حملة ممنهجة معلنة وواضحة أكثر من وضوح الشمس.

ولفت إلى أن واقعة نقابة الصحفيين والخلاف مع وزارة الداخلية، تعد "جزءا من كل الأزمة" ولا تعتبر قضية في ذاتها، بينما القضية الحقيقية هي إسكات كل الأصوات المختلفة وليس فقط الأصوات التي تسعى إلى دولة حقيقية لا شبه دولة.

واختتم عبد المجيد: «في التاريخ الحديث لم يعرف أنه تم بناء دولة حقيقية بدون الديمقراطية والحرية والتعددية وحفظ حقوق الإنسان».

من جانبه قال أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن منظومة الفساد، هي المستفيد الأول من الحملة التي تقاد ضد حرية الصحافة في مصر كما استفادت من الحملات ضد الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين والرموز التي شاركت في ثورة 25 يناير.

وأضاف أن منظومة الفساد تلك تعادي طموح الشعب وتكره هامش الحرية الذي انتزعه بعد ثورة 25 يناير، لذا تواصل مؤامراتها لإسكات كافة الأصوات الحرة ووجهات النظر النقدية بحيث لا يبقى في المشهد سوى الآكلين على كل الموائد والمصفقين لأي حاكم.

وأشار إلى أن البيئة التي ستتوافر جراء تقييد الصحافة وإفقاد المواطن الثقة بها ستكون مناسبة لاحتضان ورعاية الفساد وتعزيز انتشاره وتغلغله في أركان المجتمع.

وتابع أن أول من يتضرر ويدفع ثمن هذه الحرب ضد الصحافة هو النظام الحالي، مضيفاً أن نقد الأخطاء ومواجهة السلبيات والتجاوزات يمنح النظام مناعة ضد الانهيار ويكسبه الثقة ويمكنها من معالجة أي خلل قبل أن تنفجر الأوضاع وصولاً إلى نقطة اللا عودة.