مخاطر الظاهرة الفيسبوكية «٢-٢»
وبالتالى ليس غريباً أن نجد دولاً تعتمد فى استيقاء معلوماتها الاستخباراتية من عملية تحليل المضمون للرسائل والمداخلات المنشورة على الفيسبوك، ولهذا من الضرورى أن نعطى اهتماما لأمن المعلومات المنشورة فى مواقع التواصل الاجتماعى، وما يعنينا هنا أننا نرى أنه من الأخطاء المهنية أن يعتمد الإعلاميون فى القنوات الفضائية على الفيسبوك كمصدر من مصادر الأخبار لأنه ليس مصدراً موثوقاً فيه ولا يستند إلى أسس احترافية .
وتتفق معظم مدارس الأخبار على أن المراسل فى الوقت الحالى هو المصدر الرئيسى للأخبار الذى يصنع الانفراد للخدمة الإخبارية فى أى وسيلة إعلامية من ثم لا مجال هنا للحديث عن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وغيرها ضمن مصادر الأخبار، ولكن من الملاحظ أن بعض البرامج الإعلامية تعمل كرد فعل لما يثار فى هذه المواقع بل نجد القائمين على إعداد وتقديم هذه البرامج يتجهون إلى تجهيز محتوى برامجهم من رؤى معينة وأخبار - بالصح أو الخطأ– يتناولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يبقى السؤال المطروح هل وسائل الإعلام هى رد فعل لمواقع التواصل أم العكس؟
المنطق يقول إن مواقع التواصل الاجتماعى يجب أن تكون رد الفعل لما يثار فى الإعلام إنما عندما يصبح العكس، فإننا نصبح أمام حالة من الفوضى الإعلامية وعدم القدرة على تشكيل الرأى العام.