رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاطر الظاهرة الفيسبوكية «٢-٢»


نواصل الحديث عن الآثار السلبية للظاهرة الفيسبوكية، حيث نجد فى مواقع التواصل الاجتماعى مهما كان الخبر الكاذب بسيطاً أو تافهاً فإن نتائجه السلببية قد تؤثر بصورة أو بأخرى على تكوين العقل الجمعى للرأى العام، حيث تنطبق هنا مقولة «إن معظم النار من مستصغر الشرر» ولكن فيما يتعلق بتداول الآراء المغلوطة نرى أن الخطورة تصبح أكبر وأعمق لأن التأثير يصل هنا إلى مستوى تشكيل الوعى وفى ظل عوامل كثيرة منها عدم الدقة والأمية الإعلامية وشح المعلومات وعدم الإحساس بالمسئولية المجتمعية وعدم ضبط المصطلح المستخدم يصبح هنا الرأى كالرصاصة القاتلة الموجهة إلى المتلقى، وهنا نقول إن مجتمع المتلقين يصبح المجنى عليه فى هذه الحالة.

وبالتالى ليس غريباً أن نجد دولاً تعتمد فى استيقاء معلوماتها الاستخباراتية من عملية تحليل المضمون للرسائل والمداخلات المنشورة على الفيسبوك، ولهذا من الضرورى أن نعطى اهتماما لأمن المعلومات المنشورة فى مواقع التواصل الاجتماعى، وما يعنينا هنا أننا نرى أنه من الأخطاء المهنية أن يعتمد الإعلاميون فى القنوات الفضائية على الفيسبوك كمصدر من مصادر الأخبار لأنه ليس مصدراً موثوقاً فيه ولا يستند إلى أسس احترافية .

وتتفق معظم مدارس الأخبار على أن المراسل فى الوقت الحالى هو المصدر الرئيسى للأخبار الذى يصنع الانفراد للخدمة الإخبارية فى أى وسيلة إعلامية من ثم لا مجال هنا للحديث عن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وغيرها ضمن مصادر الأخبار، ولكن من الملاحظ أن بعض البرامج الإعلامية تعمل كرد فعل لما يثار فى هذه المواقع بل نجد القائمين على إعداد وتقديم هذه البرامج يتجهون إلى تجهيز محتوى برامجهم من رؤى معينة وأخبار - بالصح أو الخطأ– يتناولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يبقى السؤال المطروح هل وسائل الإعلام هى رد فعل لمواقع التواصل أم العكس؟

المنطق يقول إن مواقع التواصل الاجتماعى يجب أن تكون رد الفعل لما يثار فى الإعلام إنما عندما يصبح العكس، فإننا نصبح أمام حالة من الفوضى الإعلامية وعدم القدرة على تشكيل الرأى العام.