رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«موسى ومحمد».. حكاية اثنين منايفة من شهامة المصريين إلى غدر الطليان في «بلاد ريجيني».. جهات أجنبية تدبر «سيناريو الوقيعة» بين مصر ودول أوروبا

جريدة الدستور

ثلاث قصص متلاحقة، حدثت في 3 أشهر متقاربة من مطلع العام الجاري، إذا تناولتها بمعزلٍ عن بعضها ستمر أمامك مرور الكرام، لكن خيطًا رفيعًا يربط بينها، ويؤكد وجهة النظر الرامية إلى افتعال أزمة لإفساد العلاقات بين مصر وإيطاليا، فما فعله موسى المنوفي، هو طابع المصريين الأصيل، وما فُعل بمواطنه وابن محافظته، محمد، بعد 10 سنوات من الغربة، وعقب شهر من مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، لا يمكن أن يكون منفصلا، لكنهما قُتلا بنفس الطريقة الوحشية، وهو طرف الخيط الذي يؤكد مساعى جهات خارجية للوقيعة بين الدولتين، كبداية سيناريو الوقيعة الأكبر لإضعاف مصر، بإدخالها في مشكلات دولية كبرى.

يناير 2016
وقع سطو مسلح، في مركز تجاري بمدينة «تورينو» بشمال غرب إيطاليا، بينما كان «موسى» واقفًا في صف المتوجهين لدفع ثمن ما اشتروه، قبل أن ينقض على الملثم ويطرحه أرضًا، ويحبط عملية كادت أن تكلفه حياته، إلى أن جاءت دورية شرطة وتسيطر على الموقف.

لم يكن يعرف «موسى» البالغ من العمر 29 عاما، ابن قرية «ميت أم صالح»، التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، أن شجاعته ستجعل منه بطلًا وستجعل القدر يبتسم له، ويكون حديث صحف العالم، لم يخش أن يتم القبض عليه لإقامته بصورة غير شرعية، أو أن تذهب حياته هدرًا، لكنه فكّر فقط بشهامة «منوفى شجاع»، والغريب أن الإيطاليين أنفسهم من رواد المتجر، ظلوا واقفين لا يقومون بأي حركة وغير آبهين بما يحدث.

3 فبراير 2016
عثر على الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مقتولا بعد اختفائه في 25 يناير، وكشف تشريح جثته أن الوفاة ناجمة عن ضربة عنيفة أسفل الجمجمة، فضلا عن وجود كسور متفرقة في أنحاء الجسم، لتكيل إيطاليا بعدها الاتهامات بتعذيبه حتى القتل.
وتعددت روايات مقتل الباحث الإيطالي، من مصرعه في حادث سير، إلى تحميل المسؤولية لعصابة ينتحل أفرادها صفة رجال الأمن، لكن ذلك لم يرو ظمأ الإيطاليين لمعرفة الحقيقة، بشأن طالب ذهب لجمع معلومات لبحث يُعدّه، فأصبح جثة هامدة عليها كثير من آثار التعذيب.

30 إبريل 2016
لم يمض سوى شهر واحد، حتى عثر على جثة ملقاة فوق شريط سكة حديد، وعليها آثار ضربٍ وحشية، بمدينة نابولي الإيطالية، على بُعد 250 كيلو مترًا من العاصمة روما، لتكتب نهاية 10 سنوات من الغربة، قضاها «المنوفي» محمد باهر صبحى إبراهيم، على أمل مستقبل مشرق في بلاد السحر والجمال، التي منحه أهلها فنجان قهوةٍ أخير خرج يحتسيه ولم يعد.

لا يعلم تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة القتيل سوى هو، وقاتلوه، لكن الأب يؤكد أن الابن الراحل ظل على مدى السنوات العشر «جنب الحيط» لا عداء له مع أحد، ولا خلافات، لكن الغدر كان بطل القصة الذي ظهر في آخر لحظة ليسدل الستار على حياة الشاب الطموح.

ومن جانبه، قال السفير عمرو حلمى سفير مصر فى روما، إن السفارة المصرية فى إيطاليا تتابع مع وزارتى الخارجية والداخلية الإيطاليتين حادث مقتل الشاب المصرى للكشف عن ملابسات الحادث وأن السفارة تتابع مع أحد أقارب المتوفى الإجراءات اللازمة حتى تسلم الجثمان.

جهات خارجية
كشف رجل الأعمال محمد أبو العينين، كواليس حواره مع النائبين الإيطاليين اللذين استبعدا الشائعات التى تتردد حول مقتل ريجينى، وقال: حين أدركت أن العلاقة بين الشعبين المصرى والإيطالى على المحك، اتصلت بالنواب، الذين أكدوا أهمية العلاقة بين البلدين.
وأضاف، فى تصريحات تليفزيونية، أن النواب أكدوا رغبتهم فى الاستثمار بمصر، وتقوية العلاقات، وزيادتها، مشيرا إلى أنهم طالبوا بالتهدئة للحفاظ على العلاقات، وأنهم لا يصدقون الشائعات.
وأوضح أن النواب استبعدوا صحة القصة التى أرسلها أحدهم عبر البريد الإلكترونى، لافتا إلى أن الصوت العاقل داخل البرلمان يمثل الأغلبية، والذى استنتج وجود مخططات لقوى الشر لإفساد العلاقة بين البلدين.

وقال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن هناك أطرافًا ترغب فى إفساد العلاقات بين مصر وروما بإحداث أزمة في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، مؤكدا أن قاتل ريجيني جهة ما تريد تشويه علاقة البلدين.
وطالب بكري، وزير الخارجية بالحضور لمجلس النواب لسؤاله عن خطوات متابعة حادث مقتل الشاب المصري في نابولي، وآخر التطورات في قضية مقتل ريجيني.

وأكد بكري، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير الخارجية لمعرفة ملابسات مقتل الشاب المصري في إيطاليا، خاصة أن هناك معلومات تؤكد تعرضه لضربة على رأسه أدت لوفاته.