رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاهد.. "ليلة سقوط حلب".. صواريخ الطغيان تفقد "حلا" والدتها.. وطفل يتوعد "سأخبر الله بكل شيء".. وعجوز تتألم لقلة حيلتها

قذف حلب
قذف حلب

ليلة اتشحت بالسواد، وكست دمائها المتناثرة زوايا الحطام الذي لحق بها، ليتعكر صوت أجواء المدينة الهادئة بصرخات ضحاياها، ونهش الوجع في قلوب الأمهات كالوحش البائس، وبحث الأطفال عن ذويهم وسط أحشاء الدمار الكبير ليعلموا، أن الموت هو اللغة الوحيدة المتعارف عليها في هذا التوقيت، فصواريخ الغدر دكت منازلهم، كارثة إنسانية عاشها الشعب السوري بعد تبادل الهجمات بين النظام والمعارضة، لتسفر عن سقوط عشرات القتلي والجرحى من مختلف الأعمار،
 ولأول مرة في تاريخ المدينة لم يؤدي أهلها صلاة الجمعة.

مشاهد ذعر وصدمة وصراخات تستنجد وأخرى تشق عنان السماء لفقد الأحبة، وأطفال في اندهاش يتسائلون بأي ذنب نقتل، كلها تعبر عن "حلب"، وماذا بعد مباني هز القصف صمودها لتنهار آسفة على سكانها، وتتوالي عليها القذفات دون أن تبالي بمن فيها من ضحايا لم يكن لهم فيما حدث سوى أن دمائهم سورية.

إن سألوك عن العدل في بلاد المسلمين فقل لهم أن "عمر" قد مات، هذا ما سيتبادر للأذهان عندما تطالع عينك الصور التي إلتقطت أمس الجمعة، لتكون شاهد عيان على "بشار العار"، أشلاء أطفال ممزقة بين الأنقاض، ورجال يصرخون من الألم، وطفل يتعهد بأن يحكي لله ما رأي.

"الدستور" تستعرض أبرز الصور التي يغلب عليها الطابع الماساوي، والتى تم إلتقاطها بعد قصف طائرات بشار الأسد لمدينة حلب أمس الجمعة...

"سأخبر الله بكل شيء" أخر كلمات نطق بها طفل في الثالثة من عمره، قبل أن تصعد روحه لخالقها ليسترد أمانته، تاركًا بصمة ذنب تلحق بقلوب من يرى صورته.
تملكه العجز فلم يعد يملك إلا البكاء بصوت عالي، للتساقط دموعه مصحوبة بدعوة على من دمر منزله وأفقده أحبته وشتت شمل أسرته.
طفل يناجي ربه، بأنامله الصغيرة رافعاً سبابته إلى السماء، لتكون دعوة على الظالم، أو مداعبة للملائكة التي تحيط به.
اختفت معالمهم، ليتبقي منهم فقط أشلاء ممزقة وأخرى متناثرة، لاتستطيع ان تتعرف على هويتهم، الامر الذي جعل اقرب الناس اليهم، في حيرة عندما وقفوا عاجزين، مكتوفوا الايدي، امام المجهول.
اب يهرب بطفلتيه، بعيدا عن الحطام، اللتان قد تكونان اخر ماتبقي له من اسرته الصغيرة، وفى الصورة تظهر الطفلتين حافيتين القدمين، يمشون على أنقاض وطنهم بصحبة والدهم.
لم يجد أحد المسعفين حيلة سوى تهدئة طفل فقد عائلته، جراء القصف، لايعلم من هو وليس بيده شئ سوى ان يحتضنه، بعدما فارق ذويه.
بنظرات من الصدمة ونزيف من الدماء، يكسوا وجهها لم تجد مسنة حلبية سوى أثار القصف على ملابسها بعد ان نجدت بروحها، ونسف منزلها بالكامل عن بكرة أبيه.
"حلا" طفلة صغيرة لاتجد من يعزيها، في وفاة والدتها، ظلت تبكي فوق رأسها، بعدما فارقت الحياة متاثرة بجراحها، إثر سقوط برميل متفجر على منزلهم.