رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محمد رشدي» ريجيني مصري في أمريكا.. ومراقبون يختلفون: مصر تتحرك على استحياء.. وآخرون: الخارجية تعلمت من الموقف الإيطالي

حبيب المصري و ريجينى
حبيب المصري و ريجينى

«عاملوا ابني كما يعاملوا المصريين» كلمات مؤسفة خرجت بها والدة الباحث الإيطالي ريجيني على خلفية قتله، عكست الصورة الذهنية التي نسجت في أذهان الدول الخارجية، عن استباحة كرامة المواطن المصري.

وطوال أعوام مضت شهدت سقوط عشرات المصريين سواء في دول عربية أو أوروبية، لم تحرك مصر ساكنا في الدفاع عن رعاياها فكانت تمر حوادث القتل والتعذيب مرور الكرام.

وتغير الوضع في الفترة الأخيرة فبدأت الخارجية المصرية تتخذ خطوات جدية نوعا ما في تغيير الصورة الذهنية والدفاع عن المصريين في الخارج، وهو ما يشهد عليه حوادث قتل «حبيب المصري» بلندن، «ومحمد رشدي» بأمريكا، الأمر الذي شهد انقسام خبراء الشأن السياسي والدبلوماسي حوله.

وأصدر النائب العام، المستشار نبيل صادق، قرارا بإجراء التحقيق بشأن مقتل المواطن المصرى بأمريكا، ووفاة شريف ميخائيل ببريطانيا.

السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق، استنكر العمليات المتتالية لقتل المصريين في الخارج، وهو ما يستوجب من الدولة التحرك بشكل إيجابي في مقتل هؤلاء المواطنين.

وتابع، أنه للأسف العالم تعود على أن تحرك مصر بعد مقتل مواطنيها محدود، وهناك مواطنون كثيرون قد قتلوا ولم تأخذ الدولة حقهم، مشيرًا إلى أن تحرك إيطاليا بعد مقتل ريجيني في مصر، كان مثاليا وعلى مصر أن تحذو حذوهم في تحركاتها.

ووصف الصفتي، تحركات الخارجية بعد مقتل «شريف حبيب» في لندن و«محمد عادل» في أمريكا، بأنها تتم على استحياء، ومن المفترض أن يكون التحرك أقوي وأسرع مما يتم الآن للتأكيد على احترامها وتقديرها لمواطنيها.

وشدد على ضرورة أن تضغط مصر على الدول الخارجية، في سبيل إظهار الحقيقة، والسبب وراء مقتل المصريين في لندن وأمريكا، من خلال تواصل البرلمان المصري مع البرلمان العالمي، بالتزامن مع تحركات الحكومة والخارجية، لكي يعرف العالم بأن المصري له قيمة.

قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن الدور الذي تنتهجه مصر تقوم به كل دولة تحترم رعاياها وتدافع عن أبنائها، ففي السابق كانت قيمة المواطن المصري متدنية للغاية، وسقط العشرات من المصريين في الخارج، دون أن تقوم وزارة الخارجية بواجب الدولة الحقيقي تجاههم.

وأضاف أن كل مواطن يخرج من مصر، كان يشعر بأنه ظهره مشكوف إذا تعرض لأى أزمة، لأن الأجهزة المصرية في الخارج لا تحميه، مشيرا إلى أنه في الفترة الأخيرة فقط تحركت مصر بعض التحركات التي تشير إلى منهج جديد، خاصة بعد تدخل القوات المصرية، لحماية مجموعة من العمال المصريين في ليبيا وإعادتهم للبلاد.

ولفت إلى أنه الآن الخارجية المصرية في اختبار مهم، وقد تعلمنا من درس الطالب الإيطالي «ريجيني»، كيف تدافع الدول عن ابنائها، وتضغط بكل قوة من أجل حماية مصائر رعاياها.

وأبدى تخوفه من أن تكون الصحوة المصرية مجرد ردة فعل لقضية الشاب الإيطالي، خاصة أن الضحية الأولى «حبيب المصري» قتل بصورة وحشية في إنجلترا التى تلعب دورا سلبيا في مواجهة مصر منذ 30 يونيو، والحالة الثانية قتل «رشدي» بأمريكا في ظروف مشابهة، بالتالى من الواجب أن تضغط بكل قواها لاستجلاء حقيقة قتل الشابين وتعقب المجرمين.

وشدد على ضرورة أن تستخدم مصر كل سلطاتها للضغط على الأجهزة البريطانية والأمريكية لإعلان نتائح التحقيق، والمشاركة الفاعلة في مجريات التحقيق مثلما حدث للشاب الإيطالى، حتى يدرك العالم أن الإنسان المصري له ثمن، وأن قيمة المصري لا تقل عن قيمة أى مواطن في العالم، وهذا الأمر يتوقف على سلوك الأجهزة في الداخل والخارج، لأن قيمة المواطن تستمد من احترام أدميته في الداخل.

السفير رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عبر عن أمله بألا يكون مقتل «محمد عادل» في أمريكا، ومن قبلها مقتل «شريف حبيب» في بريطانيا، حادثا مدبرا وانتقاميا من المصريين في الخارج.

وأضاف أن الصورة حول مقتلهم غير واضحة حتى الآن، وعلى وزارة الخارجية الاستمرار في المتابعة، ومن الممكن أن نبعث بلجنة للتحقيق المشترك حول مقتلهم، موضحًا أن هذا يتم بالاتفاق بين مصر والدولة الأخرى وسلطتها القضائية.

وتساءل حسين، إلى أي مدى يمكن أن تكون هناك علاقة بين مقتل « شريف» و«محمد»، وبين مقتل الشاب الإيطالي «ريجيني» في مصر، خاصة وأن قتلهم جاء بعد أن تم تعذيبهم، فواحد وجدوا جثته محروقة والآخر داخل صندوق قمامة.

وقال يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن مصر تتعامل مع هذه الحوادث بمنتهى الجدية، ولابد أن تكون ممثلة في كل إجراءات التحقيق، وغير ذلك أمر غير مقبول، مؤكدا أن المصريين دمهم عزيز على بلدهم، ومن ثم لن نترك أى حادث دون أن نهتم ونتعقب وصولا للجناة الذين ارتكبوا الحادث.

وعن تزامن الإعلان عن حادثة ميخائيل مع رشدي، لفت إلى أنها من الأمور التي يمكن أن تكون غير سياسية وجنائية مثلها مثل ريجينى، ومن ثم لا يجب أن نصعد هذه الأحداث بنفس الشكل الذي تم مع ريجينى.

وأكد أهمية عدم ربط الحوادث ببعضها البعض، حتى لا يقال بأن ذلك بهدف محاولة طمس أحداث قضية ريجينى وأن الشرطة عاجزة عن التوصل للقاتل، فلابد أن ننظر للمسألة نظرة عقلانية.

وطالب الإعلام بألا يعطي للأحداث أكبر من حجمها، باعتبار أن كل دول العالم تشهد حوادث من هذا القبيل، والخارجية المصرية بدأت تتحرك بشكل مختلف عما كان يتم في السابق.