رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مكالمة نص الليل».. و«الجراج المهجور».. و«الأكاديمية العسكرية»: 3 ألغاز جديدة في حادث «ريجيني المصري»

شريف حبيب
شريف حبيب

حالة من الغموض، لازالت تفرض نفسها بقوة على واقعة مقتل الشاب المصري شريف حبيب، الذي عثر على جثته محروقة الثلاثاء الماضي ، داخل أحد جراجات السيارات العمومية، في منطقة «ساوث هول» بالعاصمة البريطانية لندن، رغم ما بدا يتكشف من تفاصيل وملابسات قبل وأثناء وقوع الحادث.

أولى تلك الملابسات، تمثلت فيما روته شقيقه الضحية قائله: «شريف حبيب شاب مصري إنجليزي يبلغ 21 عامًا، أنهى دراسة الهندسة الميكانيكية من جامعة جرينتش في يناير الماضي».

وأضافت: «شريف كان يخطط للالتحاق بأكاديمية (ساندهيرست) العسكرية الملكية، من أجل تحقيق حلمه في أن يتخرج من الجامعة برتبة ضابط ، إلا أن المفارقة كانت في وفاته قبل ساعات من تقديم أوراق التحاقه بالأكاديمية».

ألغاز عدة، نسجت خيوط الجريمة التي شهدتها العاصمة البريطانية، بدأت تتكشف الواحدة تلو الأخرى، فكانت البداية مع تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة القتيل قبل وقوع الحادث، والتي تتعلق بآخر مكالمة أجراها «حبيب» قبل وفاته بدقائق استمرت قرابة الساعتين مع أحد أصدقائه ويدعي «توني».

وحسبما ذكرت مصادر لشبكة «سكاي نيوز»، فإن المكالمة أجريت ما بين العاشرة مساء حتى منتصف الليل بدقائق، ثم تبعها اشتعال النيران في الجراج المهجور حوالي الواحدة فجرًا.

وتدخل نحو 40 من عمال الإطفاء والإنقاذ، وبعد ذلك جاءت طائرة مروحية، وتولت نقله إلى مستشفى بادنجتون في حالة حرجة، لكنه كان حيًا، تقرر نقل عادل إلى مستشفى متخصص في علاج الحروق، إلا أنه فارق الحياة.

في السياق ذاته، أوقفت الشرطة البريطانية شخصا مشتبها به، ثم أفرجت عنه بكفالة.

وما بين الشبهات السياسية والأخرى الجنائية، تأرجحت التخمينات حول الأسباب والدوافع وراء الحادث، لكن تأكيدات منسوبة لمصطفى رجب، رئيس بيت العائلة المصرية بلندن، قال فيها: إن التحقيقات في القضية تتطلب وقتا لتفريغ الكاميرات الموجودة بمكان الحادث.

ونفى وجود أي خلفيات سياسية وراء الحادث، وأنه سوف يتم الكشف قريبا عن ملابسات ما جرى، مشيرًا إلى أن هناك من تطوع بإخراج تقارير غير صحيحة عن الحادث، ما زاد من آلام الأسرة.

الأمر نفسه، أكدته الخارجية المصرية على لسان ناصر كامل، سفير مصر في بريطانيا، الذي أوضح إن هناك شبهة جنائية، وراء مقتل المهندس المصري، شريف عادل حبيب، في لندن، مشيرًا إلى أن السلطات البريطانية، بدأت في إجراءات التحقيقات، وأكدت أنها لن تدخر جهدًا في محاولات كشف القاتل، مشددًا على أن القنصل، توجه لمنزل القتيل اليوم لمواساة أهله.

على مدار اليومين الماضيين، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، بالتنديد بالحادث، حيث دشن عدد من المغتربين المصريين ببريطانيا هاشتاج england_not_safe# ، مطالبين السلطات البريطانية بإعلان حقيقة حادث مقتل الشاب المصرى وإطلاع الرأى العام على كل مجريات التحقيقات.

وألقى الحادث الأليم بظلاله على مجلس النواب، الذي بدأ أعضاؤه في جمع توقيعات للمطالبة بعقد جلسة طارئة للبرلمان بشأن الأمر، إضافة إلى دراسة هيئة مكتب المجلس، لتشكيل وفد برلماني لزيارة بريطانيا، لمتابعة التحقيقات هناك.

وطالب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، النائب العام بسرعة تشكيل لجنة قضائية لزيارة بريطانيا، لمتابعة التحقيقات التي تجرى هناك، بشأن مقتل الشاب المصري، شريف عادل حبيب.

على الصعيد الدبلوماسي، كثفت وزارة الخارجية نشاطها لمتابعة ملابسات الحادث مع الجانب البريطاني، حيث قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إنه جار تفريغ الكاميرات، كما تم التواصل مع القنصلية المصرية لمنح أقارب الطالب شريف حبيب تصاريح الدخول إلى بريطانيا لشد أزر أسرته.

وأشار متحدث الخارجية، إلى أن التواصل جاء مراعاة منهم للناحية النفسية والاجتماعية، وسيتم الإعلان عن أي تفاصيل مدققة ومحققة، خاصة وأن هناك الكثير من المعلومات التي يتم تداولها، غير دقيقة وغير صحيحة.

بدورها أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أول تعليق لها عن حزنها، لحادث مصرع المواطن المصري شريف عادل حبيب ميخائيل الذي تم العثور على جثته محروقا في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية لندن،مضيفة"خلال أسبوع الآلام اهتز وحزن شعبنا كله بسبب خبر انتقال أحد شبابنا شريف حبيب، واتصل البابا تواضروس شخصيا ليقدم تعزياته لأسرة شريف وللمجتمع القبطي بلندن.

وأوضحت الكنيسة أن كلا من السفير المصري بالمملكة المتحدة، وناصر كامل قنصل مصر العام في لندن السفير علاء يوسف، قاموا بزيارة الأسرة لتقديم تعزياتهم، وذلك بعد أن قام أحد الآباء الكهنة بلندن بالاتصال بالجهات الرسمية بناء على طلب الأسرة، مضيفة "بسبب التحقيقات الرسمية الجارية من قبل جهاز شرطة لندن فإنه لا توجد أي تفاصيل أخرى في الوقت الحالي".