رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ريجيني مصري» في «لندن»: الغموض يسيطر على مقتل «شريف حبيب».. ومراقبون: يمكن أن تخفف من آثار مقتل الباحث الإيطالي في مصر.. وآخرون: «خلط للأوراق.. قد ينقلب علينا ويضر القاهرة»

جريدة الدستور

في واقعة مماثلة وسيناريو مشابه، لمقتل الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني» في القاهرة الفترة الماضية، لقي المهندس المصري «شريف حبيب» مصرعه في لندن، حيث عثرث أجهزة الأمن البريطانية علي جثته بالأمس.

ووجدت قوات الأمن في بريطانيا، جثة «شريف حبيب»، محترقة وملقاة داخل أحد الجراجات العمومية بمنطقة «ساوث هول»، إحدى ضواحي العاصمة لندن، وأثارت هذه القضية ضجة واسعة، وسط مطالبات بسرعة الكشف عن ملابسات الحادثة.

عدة أمور تربط بين مقتل «ريجيني» و«حبيب»، فكلاهما يسيطر الغموض علي أسباب وفاتهم خارج أوطانهم، بالإضافة إلي الاشتباه في وجود شبهة جنائية في كلا الحادثين، حيث قال ناصر كامل، سفير مصر في بريطانيا، إن هناك شبهة جنائية، وراء مقتل «حبيب»، في لندن.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن السفارة المصرية تتابع التحقيقات، وستتعامل مع الموقف سواء تكشفت خيوط الجريمة، أو شهدت التحقيقات عدم شفافية، مؤكدًا أن الشرطة حتى هذه اللحظة، تؤكد على جديتها في التعامل مع القضية.

يشار إلي أن إيطاليا قد انتفضت بعد مقتل الشاب الإيطالي في مصر وصعدت موقفها، وهددت باتخاذ إجراءات عقابية بحق مصر، حال لم تعثر على قتلة «ريجيني»، الأمر الذي أثر سلبيًا علي صورة مصر خارجيًا.

وفي ظل اتهامات البعض لمصر، بتورطها في مقتل «ريجيني»، يبقي السؤال هل من الممكن أن تستثمر الخارجية المصرية قضية «شريف حبيب» المتوفى في لندن للتخفيف من آثار مقتل الشاب الإيطالي، وهل تكون التحركات المصرية علي نفس المستوي الذي قامت به روما؟.

محمود جابر، المحلل السياسي، رأى أن كل المؤشرات في مقتل «شريف حبيب» في لندن تشير إلى وجود جريمة سياسية، خاصة بعد اتهام بعض دول أوروبا للداخلية في مصر بمقتل الشاب الإيطالي في القاهرة.

وتابع، أنه من الضروري للدولة المصرية، أن تستغل هذه القضية من أجل التخفيف من آثار مقتل الشاب الإيطالي، مشيرًا إلي أنه بريطانيا سوف تتراجع عن موقفها تجاه مصر بعد مقتل ريجيني الشهر الماضي، وهو ما سيتبعه تغير في الموقف الأوربي ككل.

ووصف جابر، تحركات الحكومة المصرية بالممتازة، وهناك جهود مبذولة للضغط علي بريطانيا لكشف ملابسات مقتل المواطن المصري هناك، ويتضح ذلك من تصريحات الرئاسة والخارجية والنيابة العامة، إضافة إلى سفر وزيرة الهجرة، وهو ما يؤكد على وجود اهتمام مصري بالقضية.

وأوضح، أن تحركات الحكومة، يجب أن يتبعها تحرك القوى المدنية والمؤسسات الحقوقية، بالإضافة إلى ضغط وسائل الإعلام المصرية مع تنظيم وقفات للنشطاء السياسيين أمام السفارة البريطانية في القاهرة والمطالبة بحق «حبيب».

وذكر، أنه على مصر أن تستخدم، قضية مقتل المهندس المصري في لندن عند تعاملها مع أوربا باعتبار في مواجهة استخدام إيطاليا لقضية مقتل «ريجيني»، موضحًا أن السياسة هي لعبة أوراق، فكل طرف يستخدم أوراقه لممارسة أكبر ضغط وتحقيق أكبر مكسب.

من جانبه، اعتبر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه في حالة توظيف الحكومة المصرية لمقتل المهندس المصري في لندن في قضية مقتل ريجيني، فإن هذا سيعد خلطا للأوراق، وقد تؤدي إلى تداعيات جديدة ومن الممكن أن يكون تأثيرها سلبيًا.

وتابع، أن خلط الأوراق هذا قد يؤدي إلى توسيع الصدام والفجوة بين مصر ودول أوروبا، مؤكدًا على ضرورة تحرك الحكومة في قضية مقتل «شريف حبيب» في إطار سياسي ودبلوماسي، بعد غياب المسار الأمني بعد قضية الشاب الإيطالي.

سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أكد على ضرورة أن تتعامل الدولة مع هذه القضية بعناية شديدة، وأنو تولي لها اهتمام كبير، للتأكيد علي أنها مهتمة بالشعب المصري في الداخل والخارج علي عكس ما كان يحدث.

وأوضح، أنه لابد من تحري الدقة وجمع كل المعلومات عن المهندس المصري، الذي تم قتله في لندن، ومطالبة بريطانيا بالالتزام بالشفافية في التحقيق.

ووصف السفير رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية، الحادث بالمؤسف، معتبرًا أن تحركات مصر في هذه القضية على أعلى المستويات، عكس ما كان يحدث في السابق، ومن الضروري أن يكون هناك موضوعية وشفافية في التحقيق في مقتله.