رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضعوا لمقالى اليوم أى عنوان يا «إخوان»


يا فضيلة المرشد.. مصر الآن تحترق وأنت وحدك بعد الله ورسوله تستطيع إنقاذها، فلماذا لا تعجل بوقف هذه المذبحة؟!.. وهل يرضى فضيلتكم أن يقتل شبابنا من الإخوان المسلمين والثوار أو حتى ممن سميتموهم «بلطجية» بسبب فرض رأيكم وسياستكم وتحقيق أهدافكم على شعب يرفض أغلب مواطنيه ما تريدون؟!

«تركت فيكم ما إن تمسكتم به.. لن تضلوا بعدى أبدًا.. كتاب الله وسنتى» أليس هذا الحديث الشريف هو كلام الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -!! بالتأكيد نعم.. فإذا كان الأمر كذلك.. فعلام الاختلاف يا «إخوان» بينكم وبين باقى المسلمين ممن لا ينتمون إليكم وفكركم؟! وهل تطبقون وحدكم كتاب الله وسنة نبيه.. وغيركم من المسلمين ينقصه تطبيق ركن من أركان الإسلام الخمسة مثلاً.. أو يترك شيئًا من السنة المطهرة؟

أكتب عما يدور بداخلى لأكشف حجم وكم الحسرة والألم من تمزيق المجتمع على يد أهلنا من جماعة الإخوان المسلمين بسبب التمادى فى سيناريو الغطرسة والفوقية والتفرد الذى ظهر مؤخرًا ببتر أذرع الوطن.. نعم لقد تجاهل د. مرسى جميع القوى السياسية والمدنية فى قراراته الأخيرة.. ابتداءً من إقالة النائب العام.. مرورًا بتحصين التأسيسية والشورى.. وانتهاء بعدم الطعن على ما يقول من أى جهة كانت ولأى سبب.. باعتبار أن ما يقوله قرارات سيادية ولا لمخلوق على أرض المحروسة أن يراجعه فيها.. فهل يعلم هذا الرئيس المبجل أن ما قاله فى إعلانه قد تسبب فى معاداة أفراد الأسرة الواحدة لبعضهم البعض؟! فإن لم يكن يعلم فعليه بمتابعة المشهد الحالى وما راح فيه من ضحايا.. أو ليسأل المستشار طارق البشرى بطل استفتاء مارس 2011، والذى رفض إعلان «مرسي» وقراراته الأخيرة.. مؤكدًا عدم أحقيته فيما فعله.

لقد نادينا منذ اليوم الأول للثورة التى لم تشترك فيها الجماعة إلا بعد أن ضمنوا نصيبهم من «التورتة» بمطالب محددة أولها: السرعة فى كتابة دستور يليق بتاريخ مصر وشعبها وشهدائها حتى لا نقع فى فخ التأسيسية والدستور المسلوق.. لكن أحدًا لم يرغب ولم يخلص النية فى ذلك لأسباب أصبحت مفضوحة أمام العالم أجمع.. وتوالت المؤامرات الخارجية والداخلية على المحروسة وشعبها حتى دخلنا فى نفق مظلم لن ننجو منه إلا بتدخل إلهى لقطع الطريق على المتآمرين.

إن ما يحز فى النفس فعلاً الآن.. هو ما أراه من اتهامات بالخيانة وإلصاق التهم وسحل شبابنا ورموزنا الوطنية على يد جماعة مصرية تلقب نفسها بـ «الإخوان المسلمين».. تلك الجماعة التى احترم الكثيرون فيها ومن انشقوا عليها لاختلاف الفكر والأهداف وأطرح على المرشد العام الدكتور محمد بديع سؤلا ربما أجد فى إجابته علاجًا لحالات الاحتقان الموجودة بين عشيرته ومن يختلف معهم: هل تشككون فى إسلام ووطنية معارضيكم للدرجة التى تعتدون فيها بالضرب على أبو العز الحريرى والمهندس حمدى الفخرانى بهذه القسوة؟؟

يا فضيلة المرشد.. مصر الآن تحترق وأنت وحدك بعد الله ورسوله تستطيع إنقاذها، فلماذا لا تعجل بوقف هذه المذبحة؟!.. وهل يرضى فضيلتكم أن يقتل شبابنا من الإخوان المسلمين والثوار أو حتى ممن سميتموهم «بلطجية» بسبب فرض رأيكم وسياستكم وتحقيق أهدافكم على شعب يرفض أغلب مواطنيه ما تريدون؟!

يا فضيلة المرشد.. لقد كتبت إليكم رسالة قبل ذلك كمواطن مصرى يعشق تراب هذا البلد لأنبهكم فيه لما، وصلنا وسنصل إليه.. وكم تمنيت منكم أن تتحلوا بسلوك الفاروق العادل عمر بن الخطاب عندما اتهمه أحد الرعية بأن حجم ثوبه - كرجل ضخم الجثة - أكبر من غيره.. أتدرى ماذا فعل أمير المؤمنين وهو يخطب على المنبر؟ لقد نادى على ولده عبد الله وطلب منه الرد.. وجاء رد السلف الصالح بأنه تنازل لوالده عن حقه فى الثياب.. لكن من الواضح أن وقت فضيلتكم لا يتسع لما يكتب أو يقال.. أكتب إليكم يا فضيلة المرشد كمواطن يرفض ما تدرسونه لأهلنا ولفلذات أكبادنا.. أكتب لأرجوكم أن تنقذوا مصر من حرب أهلية لن تبقى ولن تذر.. فأنت وحدك يا د. بديع تستطيع دحضها وأذكركم بموقف آخر للفاروق عندما أصدر أمرًا بعزل خالد بن الوليد.. فهل تمرد خالد وتعالى على عمر بن الخطاب وهو قائد جيوش المسلمين؟؟.. لا والله.. لقد قبل سيف الله المسلول الأمر ونفذه وقال حينها «أحارب فى سبيل الله وأنا قائد جيوش المسلمين وأفعل الشىء نفسه وأنا جندى فى جيوش المسلمين».. هذا هو الصحابى الجليل الذى تربى فى المدرسة المحمدية ونهل من علم النبى واستظل بأخلاقه الكريمة.. وهذا ما يجب أن يكون عليه السلف الصالح والتابعون وفضيلتكم أيها المرشد ود. مرسى وعشيرته.

وهل يا د. بديع يمكن أن تجد كلماتى هذه صدى فى صدركم لرجل غيور على مصلحة الرعية ومن ثم تأخذون قراركم التاريخى بوأد هذه الفتنة وتتركون الحكم لشخص «وطني» يتفق عليه 80٪ من الشعب وليس 51٪؟؟ افعلها يا فضيلة المرشد وأجرك على خالقك افعلها وستكتب لك عند الله والتاريخ.. افعلها وحتى تؤمن مخاوف الشعب على أرضه ودينه وحريته منكم.. افعلها حرصًا على أبنائك وأحفادك المصريين البائسين العاطلين، المرضى والجائعين والمشردين والمطلقات واليتامى والأرامل والعوانس والطامعين فى نسمات الحرية ورغيف الخبز وشربة الماء النظيفة.. افعلها وسوف تجد الإعلاميين الذين وصفتهم بـ «سحرة فرعون» يشيدون بموقفك.. افعلها وسيغفر لك الشعب ولجماعتك وقرارات د. مرسى الاستفزازية.. افعلها يا فضيلة المرشد حتى تبعد عن 79 مليون مصرى أيضا استفزازات عدد من قادتكم فى التليفزيون والراديو والجرائد وتكفيهم طلتهم البهية.

تلخيصًا.. أعلم جيدًا أن الجماعة لها تاريخ مؤسف مع الأنظمة السابقة.. حيث شردوا وسجنوا وأسرهم.. لكن اتضح أن كل ذلك كان بسبب أهداف خاصة بالتنظيم وليس لصالح مصر.. وهذا الكلام قد شهد به عمالقة الإخوان المنشقون عنهم.. فضلاً عن أن هؤلاء قد كشفوا المستور بعد وصول الجماعة للحكم.. فعلى سبيل المثال نجد القيادى السابق د. ثروت الخرباوى يؤكد أنه كان أحد أعضاء الميلشيات المسلحة فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.. وهذه الميليشيات لمن لا يعرف هى التى خرجت قبل إعلان النتائج الرئاسية لتهدد الشعب بالويل والثبور وحرق البلاد إن لم ينجح د. مرسى.. ويحذر الكاتب الكبير د. الخرباوى جميع القوى السياسية من أن الالتحام مع الإخوان فى الفكر مصيره الدم.. لافتًا إلى أن شباب الجماعة تربوا على أن الدفاع عنها يوازى الدفاع عن الدين.. وأن كل مخالف لهؤلاء فهو فى نظرهم كافر والعياذ بالله.. فهل هذا الذى نراه اليوم هو ما يريده الإخوان المسلمون وما خطط لله قادتهم؟؟

ختامًا.. لقد سعدت بقرارات قادة الجماعة بعدم اشتراكهم فى مليونية الثلاثاء الماضى حتى لا تراق الدماء.. سواء منهم أو من المتظاهرين المطالبين بإلغاء الإعلان الدستورى «البااااطل» الذى أصدره الرئيس دون رضا السواد الأعظم من الشعب وقياداته.. وظني أن إصرار د. مرسى على موقفه سوف يشعل البلد نارًا.. والآن لم يتبق لنا سوى الدعاء لمصر ورئيسها والمرشد العام للجماعة وكل الشرفاء وحتى غير الشرفاء بأن يتحلوا بالشجاعة والجرأة ويفوتوا الفرصة على أعداء الوطن وينقذونا من إعلان مرسى حتى ينتبهوا لما يحاك لنا فى سيناء ومنابع النيل وتخريب الاقتصاد وضياع هيبتنا من أعداد الأمس واليوم الذين لا يريدون الخير لمصر.. مش كده ولا إيه؟؟

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.