رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 إبريل.. الحلقة الثانية لمظاهرات «جمعة الأرض».. «الأمن» يحاول استنساخ الماضي بالقبض على «هيثم محمدين».. فهمي: القبض على الشباب يؤدي إلى غضب شعبي.. المغازي: ما يحدث يحمس على النزول للتظاهرات

جريدة الدستور

استكمالًا لجمعة «الأرض هي العرض»، انطلقت دعوة عدد من القوى الشبابية واليسارية للتظاهر في ذكري تحرير سيناء في 25 إبريل المقبل، اعتراضًا على قرار ضم جزيرتي «تيران وصنافير» إلى الحدود السعودية.

وتأتي هذه الدعوة بعد أن شهدت الجمعة الماضية عدة تظاهرات على نطاق واسع للمرة الأولى في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخروج عدد من الشباب لإعلان رفضه لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.

ومع اقتراب يوم 25 إبريل، قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على عدد من الشباب في منطقة وسط البلد، فألقت القبض على «هيثم محمدين» المتحدث الرسمي لحركة «الاشتراكيون الثوريون » من منزله، فجر اليوم الجمعة، بالإضافة إلى بعض أعضاء المكتب السياسى لحركة 6 إبريل.

وفي هذا السياق، أكد عدد من السياسيين أن الدعوة للتظاهر في 25 إبريل هي استمرار لفعاليات الجمعة الماضية، معتبرين أنه من الصعب التبؤ بشكل حجم اليوم وما يمكن أن يحمله من مفاجآت.

وأكدوا أنه لابد من التعامل معها بحكمة شديدة وتمريرها منعًا لتصعيد الموقف وزيادة الاحتقان في الشارع، خاصة وأن التعامل الأمني لن يجدي، بل علي العكس سيسيء للنظام الحالي في مصر وسيشجع على النزول للتظاهر.

طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إنه من الصعب التنبؤ بمظاهرات 25 إبريل من حيث حجمها وشكلها، معتبرًا أنها ستكون خروجا متكررا لمظاهرات الجمعة الماضية.

وأوضح أن اختيار 25 إبريل، عيد تحرير سيناء من العدو الإسرائيلي للتظاهر، هو استدعاء لدلالة رمزية تؤكد ضرورة استعادة الأرض، والمطالبة بعودة جزيرتي «تيران وصنافير» للحدود المصرية.

وأكد فهمي، أنه في ظل غياب الحكومة وعدم اتخاذها أي خطوات جادة لمعالجة الأزمة وتهدئة الشارع، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان والغضب الشعبي.

وتابع، أن الحل الأمني لن يجدي، وأن قيام قوات الأمن بعمليات استباقية للتظاهرات وإلقاء القبض على عدد من الشباب، لا يحل الأزمة بل يصعد من حدة الموقف وتصعيده.

جمال أسعد، المفكر السياسي، رأى أن السيناريو الأقرب لمظاهرات 25 إبريل والأكثر حكمة، هو ألا تتدخل القيادة السياسية لإفساد هذا اليوم، وتمريره من خلال ترك الشباب للتعبير عن رأيه.

وأكد أنه إذا حدث عكس ذلك، فإن هذا الأمر سيسيء بطبيعة الحال للنظام في مصر، وسيخسر الرئيس من شعبيته، إضافة إلي إمكانية استفزاز قطاعات أكبر من الشعب وستتفاقم الأمور وتتصاعد.

وذكر أسعد، أن مظاهرات الجمعة الماضية تمت بشكل ناجح وانتهت بنتائج مقبولة، وتمكن الشباب من التعبير عن آرائهم على أرضية وطنية، ولم يحدث ما يعكر صفوه إلا من تصرفات بعض قوات الأمن.

واعتبر أن المتظاهرين في 25 إبريل سيحاولون اثبات تواجدهم، أكثر مما كانوا عليه في الجمعة الماضية.

وأشار المفكر السياسي، إلي أن ما قامت به قوات الأمن فجر اليوم يأتي في إطار ممارساتهم التقليدية التي عفا عليها الزمن، فهو يحاول دائمًا استنساخ الماضي.

عبد الله المغازي، مساعد رئيس الوزراء الأسبق، قال إن التعامل مع الشباب لابد أن يتم بطريقة مختلفة كليًا عما يتم الآن، من خلال الحوار والحديث وتبادل الفكر.

وعلق على إلقاء قوات الأمن القبض علي عدد من الشباب: « كنت أتمنى ألا يحدث هذا»، مؤكدًا أن هذا من الممكن أن يؤدي إلي نتائج عكسية، وقد يحمس آخرين بالنزول في تظاهرات 25 إبريل المقبلة.

وأوضح المغازي، أن الوضع الحالي في مصر يشوبه الكثير من التوتر، مشيرًا إلي أن انضمام جزيرتي «تيران وصنافير» للحدود السعودية، كان يحتاج إلى مزيد من الوضوح والشفافية من قبل الحكومة.

وأشار إلي أنه لابد من وجود تحليل ودراسة لملكية الجزيرتين، وعلي البرلمان أن يتخلى عن تسرعه في إصدار القوانين، وأن يتأني بشدة في موضوع الجزيرتين.