رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صبح على مصر بـ 2 مليار جنيه


على مدار عشرات السنين الماضية ومسلسل إهدار المال العام فى طباعة الكتب المدرسية مازال مستمراً ، مليارات الجنيهات أنفقتها الدولة على طباعة كتب لا يستفيد بها الطلاب، شىء لا يحدث فى أغنى دول العالم...

... على الأقل 2 مليار جنيه سنوياً من دماء الفقراء لطباعة كتب مصيرها فى نهاية العام البيع على رصيف سور الأزبكية أو إلى بائعى الفول والطعمية كما هى وبعضها لم يضع فيها الطالب جرت قلم لأنه يعتمد على الكتاب الخارجى، قلنا وكتبنا كثيراً كما قال وكتب آخرون أكثر منا فى هذا الموضوع ولكن لم يتغير من الأمر شيئاً لأن مصالح بعض المؤسسات والأشخاص أكبر من مصلحة البلد. اقترحنا ألا يتم طباعة الكتب كل عام والتنبيه على الطلاب بالحفاظ على كتبهم وتسليمها للمدرسة فى نهاية العام حتى يستفيد بها طلاب السنة التالية ونوفر مليارات الجنيهات بالإضافة إلى تعليمهم كيفية الحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية واحترام قدسية الكتاب ويمكن تحفيزهم بإعفائهم من المصروفات المدرسية فى حالة تسليمهم كتبهم بحالة جيدة، وهذا الاقتراح الذى طرحناه نحن وغيرنا هو ليس اختراعاً جديداً بل معمول به فى معظم دول العالم التى تقدر قيمة أموالها فلا تنفقها لمجرد إرضاء أصحاب المصالح والمؤسسات الصحفية والمطابع الخاصة، هكذا كان الحال فى السابق وفى عهد كل وزراء التربية والتعليم السابقين فهل سوف يستمر أيضاً فى عهد د. الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم الحالى؟ أم له رأى آخر ويتخذ قراراً يخلد اسمه فى تاريخ وزارة التربية والتعليم بوقف طباعة الكتب هذا العام والاستعانة بكتب العام الماضى ووضعها على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت حتى يقضى الطالب وقته أمام الكمبيوتر فى شىء مفيد.

وأيضاً توفير 2 مليار جنيه للدولة، خاصة أن معظم الطلاب يعتمدون على الكتاب الخارجى أكثر من المدرسى، د. الهلالى أكد لى أنه مقتنع تماماً بالفكرة ولكن هناك عقبتين فى سبيل تنفيذها الأولى عدم ثبات المنهج الدراسى فهو يتغير كل عام والثانية هى عدم إتاحة الإنترنت لكل الطلاب، وأعتقد أنه يمكن التغلب على هاتين العقبتين من خلال طبع 25% فقط من الكتاب والاستفادة بجزء من المبالغ المهدرة فى الطباعة لشراء أجهزة كمبيوتر للمدراس وربطها بشبكة الإنترنت يستخدمها الطلاب الذين لا يتوافر ذلك فى منزلهم، أما تغيير المنهج كل عام فهو كارثة أكبر فهذا معناه أننا مازلنا فى حالة تخبط أو تحت رحمة أصحاب المصالح الذين يغيروا المناهج كل عام حتى تستمر مصالحهم كما يفعل بعض أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات بتغيير شكل الكتاب حتى يضمن بيعه للطلاب.

مشكلتنا أننا نحاول اختراع العجلة من جديد فى كل أمور حياتنا رغم أنه فى ثوان نستطيع أن نعرف آخر ما وصل إليه العالم ونستفيد منه، التعليم حالياً قائم على تشجيع الطلاب على البحث والتفكير وليس هناك حاجة للكتب بل ممنوع على الطلاب أخد كتبهم للمنزل وعلاقتهم بالتعليم تنتهى عند الخروج من المدرسة ولكننا فى مصر مازلت المصالح والأهواء الشخصية تعلو مصلحة الوطن والمواطن.