رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ريجيني جديد».. القصة الكاملة للفرنسي المقتول في مصر: الشرطة احتجزته في 2013.. وقتله سجناء وهو في حالة سكر.. ووالدته تكذب رواية الداخلية وتتهم الشرطة بقتله

جريدة الدستور

أزمة جديدة تلوح في الأفق، نحو تأزم العلاقات المصرية الفرنسية، على غرار ما تشهده الآن علاقة مصر بروما، على خلفية مقتل الطالب الإيطالي «ريجيني».

وقبيل ساعات من زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة، فرانسوا هولاند، سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على قضية الفرنسي «إريك لانج» والتي باتت تُعرف إعلاميًّا بـ«ريجيني الفرنسي»، وذلك بعد عامين من إغلاق القضية.

تعود قصة «إريك لانج» إلى عام 2013، عندما تم إلقاء القبض عليه بتهمة حظر التجوال عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وعدم حيازته جواز سفر، ليتم احتجازه بقسم شرطة قصر النيل.

وأعلنت أجهزة الأمن فيما بعد، عن قتل «لانج» في الحجز، من قبل 6 من المتهمين الجنائيين تعدوا بالضرب عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة؛ لأنه كان في حالة سكر شديد، وتم تقديمهم للمحاكمة في أبريل 2014 وتم غلق القضية.

كان «ريجيني الفرنسي» 49 عامًا، من مدينة نانت، يعمل في المركز الفرنسي بالقاهرة، بالإضافة إلى كونه مدرسًا للغة الفرنسية، وباحثاً مهتم بكتابة تقارير خاصة عن الوضع في مصر والسياسة العامة، وينشر بعضها علي صفحته الخاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

ووفق رواية والدته، فإن القضاء المصري حكم ببراءة ابنها ومع ذلك استمر في حبسه دون أي سبب، وأنها قدمت دعوى قضائية تتهم فيها وزير الداخلية وضابط السجن بعدم توفير الحماية والمساعدة لابنها أثناء حجزه.

وتكذب والدة «لانج» رواية الداخلية باعتداء 6 سجناء عليه داخل غرفة الحجز، وتؤكد أن هناك حقيقة أخرى غائبة في القضية. وناشدت الرئيس الفرنسي، بضرورة إعادة فتح القضية من جديد حتى يتم معرفة سبب اعتقاله ومن قتله وتتم محاكمة عادلة في تلك القضية.

وصرح المتحدث باسم القنصل العام بالقاهرة، بأنه تتم متابعة القضية منذ عام 2014، وهي الآن مؤجلة إلى 15 مايو القادم.
وستكون قضية «لانج» على مائدة المباحثات بين الرئيسين المصري والفرنسي، فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن الرئيس الفرنسي سيناقش مع السيسي قضية مقتل الشاب الفرنسي، مؤكدًا أن باريس تهتم بتسليط الضوء على هذه المأساة، ولن تتردد في مطالبة السلطات المصرية بضمان تقديم المسئولين عن مقتل «إريك لانج» إلى العدالة.

ورغم مرور ما يقارب الثلاثة أعوام على واقعة الوفاة، إلا أن وسائل الإعلام الفرنسية ربطت بين مقتل مواطنها الفرنسي، وبين مقتل الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني»، الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة تسببت في أزمة دبلوماسية بين مصر وإيطاليا.

ونشرت صحيفة «ويست فرانس» الفرنسية، على لسان نيكول بروست، والدة لارنج، أنها دأبت في مخاطبة وزارة الخارجية الفرنسية، إلا أنها لم تستجب لنداءاتها ومطالباتها بكشف ظروف وملابسات مقتل ابنها التي تقول أنه تعرض للتعذيب في قسم شرطة قصر النيل حتى وفاته.

وذكرت الصحيفة أن والدة لارنج ومحاميه، يشككون في رواية أجهزة الأمن المصرية، وقولها أنه تعرض للضرب من قبل ستة سجناء، مؤكدين أنه تعرض للضرب مثل الطالب الإيطالي، على حد زعم الصحيفة.
وزعمت الصحيفة أن «لانج» قتل بالطريقة ذاتها التي قتل بها الطالب الإيطالي، لينضم إلى لائحة مطولة من ضحايا التعذيب في مراكز الاحتجاز المصرية.

واعترف مصدر دبلوماسي رفيع، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن فرنسا حريصة على معرفة آخر تطورات التحقيق في القضية، وكشف هوية المتهمين الحقيقيين، مشيرًا إلى أن إعادة فتح القضية بعد أكثر من عامين ونصف تأتي استجابة لمطالب أسرته التي تقدمت بطلب رسمي للسفارة الفرنسية والحكومة، لمطالبة القاهرة بإعادة فتح التحقيقات لكشف حقيقة مقتله.

من جانبها، نفت السلطات المصرية تورط رجال الشرطة في الحادث، واعتبرت إعادة فتح القضية مؤامرة خارجية ضد البلاد.