ماسبيرو وإنقاذ الإعلام « 2-2 »
ومن هذا النموذج المشار إليه استنتجنا أن الفكر البرامجى فى ماسبيرو يحتاج إلى وقفة حاسمة وإعادة نظر فى مسألة الحبكة المحترفة الجاذبة للمشاهد أو المستمع لأن المتلقى أضحى على وعى كامل ربما أكثر من ناقل الرسالة الإعلامية نفسه الذى يجب أن يضع فى اعتباره دائماً منظومة القيم والمعايير المهنية، وهذا لن يتأتى إلا بوجود أمرين غائبين ليس عن ماسبيرو فقط، بل أيضاً عن معظم إن لم يكن كل القنوات الفضائية الخاصة العاملة على الساحة الإعلامية فى مصر وهذان الأمران هما الـ STYLE BOOK أو كتاب السياسة التحريرية، والأمر الآخر هو دليل السياسة التحريرية أو الـ ETIDORIAL GUIDE LINES وكلاهما بحسب خبرتى يشكلان دستور أى وسيلة إعلامية بصرية أو سمعية أو مقروءة تعمل وفق القواعد المهنية بما فيها ما يعرف بـ«الإعلام الجديد أو الإلكترونى» الذى ينتشر يوماً بعد يوم فى كل أنحاء العالم وأصبحت المواقع الإخبارية تحوى كل وسائل الإعلام الأخرى سواء كانت تليفزيونية أو إذاعية أو مقروءة!!
وأشير هنا إلى أهمية التدريب والتطوير الإعلامى للقائم بالرسالة الإعلامية، وتقف على نفس مستوى أهمية التدريب للجندى فى القوات المسلحة، حيث إن هناك جديداً كل يوم تقنياً وتحريرياً فى مجال الاتصال الجماهيرى، وأعتقد أن الإعلامى الذى يقف عند حد معين من المعرفة لن يتمكن من مواصلة رسالته لأن آخرين سوف يتجاوزونه وحتماً سوف يخرج من حلبة المنافسة آجلاً أو عاجلاً، وأعتقد أن معاهد ومراكز التدريب يجب أن يكون من ضمن اختصاصاتها وضع دليل السياسة التحريرية والمساهمة أيضاً فى تقديم دراسات متعمقة فى الكتب التى تتناول هذه السياسة فمن المتفق عليه فى هذا الصدد أن التدريب يحتاج إلى خلفية مرجعية يقدمها المدرب للمتدرب ولن يستطيع تنمية مهارة الأخير فى فنون الإعلام التى هى تعتمد فى الأصل على العملية الإبداعية.
خلاصة القول يعتبر ماسبيرو الطرف الوحيد فى المشهد الإعلامى الذى عليه الاضطلاع بمهمة إنقاذ الإعلام ولن يبخل بتقديم خبراته وتقاليده المهنية للإعلام الخاص لتحجيم كم التجاوزات فى الأداء وأكرر يجب ألا ينساق ماسبيرو إلى «مسارات» تحاكى ما يحدث من انفلات فى كثير من القنوات الخاصة بسبب تدخل الوكالات الإعلانية فى السياسة التحريرية للبرامج وتلك قضية أخرى!!