رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماسبيرو وإنقاذ الإعلام «1-2»


لا خلاف على أن إصلاح ماسبيرو هو المدخل للخروج من حالة الفوضى والانفلات الإعلامى السائدة فى مجتمعنا وتصبح القاعدة التى يجب أن نعمل من أجل تنفيذها إذا صلح إعلام ماسبيرو صلح حال الإعلام ككل وهنا نتساءل لماذا؟

فى تصورى أن ماسبيرو رغم كل ما يقال عليه مازال يتمسك بتقاليد تربطه بإطار يحمى الأخلاق العامة، ولهذا ليس غريبا أن يصبح إعلام الشعب، ومن المعروف أن عملية الإصلاح تشمل جوانب أخرى مالية وإدارية ليس هنا المجال للتعرض لها، لأن ما يعنينا فى هذا المقام هو كيفية الإصلاح المهنى إذا جاز التعبير وحتى أقترب أكثر من المشكلة أسوق مثلا لبرنامج يقال إنه إخبارى وإن كان لا يتبع قطاع الأخبار وهو المعنى بكل ما يقدم من مادة إخبارية على شاشات التليفزيون المصرى.

وأطرح سؤالا ثانيا.. هل عجز القائمون على قطاع الأخبار حتى يأتى قطاع آخر وينتج برنامجا هو من صميم عمل الأخبار؟ لا أعتقد فمازالت فى قطاع الأخبار كفاءات قادرة على أن تبدع وتقدم بمهنية عالية برامج إخبارية بشرط أن تعطى الفرصة، ودائما أقول إن هذا القطاع لديه من الخبرات المتراكمة التى تمكنه من تقديم التغطيات فى الأحداث الطارئة لا سيما عندما تتم من خلال الإذاعات الخارجية. نعود إلى المثل المذكور فقد قادتنى الصدفة لمشاهدة هذا البرنامج الذى يحمل اسم «اقرأ الخبر» ويذاع على القناة الأولى وتقدمه مذيعة تمرست لفترة كبيرة فى قطاع الأخبار وهى جيهان فوزى، لكن للأسف من حيث الشكل شاهدت شيئا «ليس اسما على مسمى» لأنه بعيد كل البعد عن مفهوم البرنامج الإخبارى أو نشرة الأخبار، والطريف أنه يذاع عقب موجز الأنباء الذى من المفترض أنه يقدم آخر الأخبار حتى لحظة إذاعته وعليه ليس من المهنية أن يعقبه برنامج إخبارى.

وننتقل إلى المحتوى ومن المعروف أنه يكون الحدث خبراً إذا كان جديداً وغير عادى وتلك من المعايير المتفق عليها دوليا فى مدارس الإعلام المختلفة، وبناء عليه عندما تطل المذيعة على الشاشة وتقرأ على الهواء أخبارا « بايتة» أو تستعرض أخبارا من جرائد الأمس فى الساعات الأولى من اليوم الجديد نصبح أمام صورة غير مهنية بل قل صورة عبثية. ومن أغرب الأشياء أن البرنامج عندما يتناول أحداثا خارجية، فإنه يستعين بتقارير مصورة وهذا فى حد ذاته أمر محمود لكن سرعان ما تجد نفسك أمام موقف صادم، لأن التقارير سرعان ما تكتشف أنها منقولة من محطة تليفزيون أجنبية وهى «يورونيوز» وبصوت معلق غير مصرى يعطش حرف «الجيم»، وكارثة الكوارث هنا أن محتوى التقرير يخضع لسياسة تحريرية بالطبع مختلفة عن السياسة التحريرية للمحطة المذاع منها، وهنا هى القناة الأولى بالتليفزيون المصرى فضلا عن أن الحدث نفسه أصبح قديما مر على وقوعه أكثر من 24 ساعة مثل خبر بيان الحكومة وخبر تفجيرات باكستان، ومن وجهة نظرى نراه يمثل خطرا، لأن بعض الوكالات والقنوات الأجنبية تبث رسائل ومن خلالها تبث السم فى العسل، فإذا حدث وتمت الاستعانة بها دون مراجعة تحريرية من قبل فريق الإعداد – من باب الاستسهال – سنجد أنفسنا أمام موقف قد يضر بالأمن القومى المصرى.. وللحديث بقية فى المقال المقبل!!