رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كروتة الحكومة!


وأنا أتابع بيان الحكومة أمام مجلس النواب تذكرت مقالى السابق «ثقافة الكروتة»...هذه الثقافة والآفة المنتشرة فى المجتمع المصرى.. الجميع «بيكروت على كله»... الأسباب الصغيرة لها نتائج كبيرة، ففقدان المسمار أضاع الحدوة، وفقدان الحدوة أضاع الحصان، وفقدان الحصان أضاع الفارس.... الإهمال والفساد والكروتة يكمنان فى التفاصيل....الصانع، المدرس، الطالب، العامل، الموظف، التاجر، الفلاح، الإعلامى، الفنان، رجل القانون، رجل الدين، الأستاذ الجامعى، الوزير المسئول.. الجميع بيكروت... حتى بيان الحكومة «مكروت»!!! لا تعرف أوله من آخره ولا تفهمه «ما يجب أن يتحقق، وليس ما يمكن أن يتحقق» ده إنجليزى ده !!! وحتى شعاره أمريكانى!!! شعار حملة أوباما الانتخابية «نعم نستطيع»!!!.. بيان لا له لون ولا طعم ولا رائحة.. بيان لزوم الشىء !!! كلام عام دون تحديد آليات التنفيذ... لم يتطرق إلى كثير من المشاكل والأزمات التى تواجهها مصر مثل ملف العدالة الاجتماعية، التأمين الصحى، الدعم، سد النهضة، الدولار بيان ملىء بشعارات وعبارات إنشائية.. دون إعلان حلول الحكومة للأزمات أو طرق علاجها لعجز الموازنة ومشكلة البطالة. لم يعلن عن وسائل تمويل مشروعات التعليم والصحة... يحمل الفقير وحده فاتورة ارتفاع الأسعار دون التطرق إلى ملف الضريبة التصاعدية..!!!! للأسف... كل منتجاتنا «مكروتة» بدءاً من بيان الحكومة حتى أصغر تقرير على مكتب رئيس الوحدة المحلية!! لن تجد عملاً أو صناعة متقنة لأن «الجميع بيكروت على كله». لقد فقدنا عمالة ومصنعية وجمال وإتقان التفاصيل وإجادة مثل زمان... «ثقافة الكروتة» آفة منتشرة فى جميع «مفاصل» الدولة ومؤسساتها إلا أننى لا أقبل أو أتحمل أن تصل الكروتة إلى قصر الرئاسة! إلا قصر الرئاسة!!!! فإذا وصلت «الكروتة» إلى قصر الرئاسة فلن ننجح فى حربنا ضد الفساد، الإهمال، إعادة هيبة الدولة... والمصيبة الكبرى أن تصل «الكروتة» إلى الحكومة الحالية!!! أن تسرع الحكومة فى اتهام برىء بخطف الطائرة ثم الإعلان بعد ساعات بأنهم أخطأوا فى الاتهام هو نموذج آخر لتخبط ولتسرع وكروتة الحكومة! إن تشويه سمعة الأبرياء، وصول الحزام الناسف لداخل الطائرة، ضرب السياحة مرة أخرى قبل عودة السياحة الروسية إلى مصر فى الأسبوع المقبل، بيان الداخلية، بيان وزارة السياحة كلها قرارات وبيانات تتسم بالتسرع وعدم الحرفية و«بالكروتة»!!!

سيدى الرئيس... أطالبك للمرة الثالثة بإعلان الحرب على ثقافة الكروتة فى جميع مؤسساتنا.. فعلينا الاهتمام بجودة وإتقان التفاصيل، بالتنفيذ، بالمتابعة.... عليك.. بإعادة «ثقافة» الإتقان، هذه الثقافة التى أقامت حضارة مصر، الأهرامات، السد العالى، قناة السويس..

ولتكن الحكومة هى القدوة ولتبدأ بنفسها وتبدأ فى إتقان خطتها، أهدافها، قراراتها، بيانها... دون خطب رنانة، كلمات جوفاء، مطاطة، بلا معنى!!!! اللهم... أبدل حالنا من ثقافة الكروتة الى ثقافة الإتقان.. اللهم اجعلنا من الذين وصفتهم بإذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه... اللهم باعد بين الحكومة وبين الكروتة حتى تنجح مصر فى معركة القضاء على الإرهاب والفساد اللهم باعد بيننا وبينخيبة الأمل من هذه الحكومة ومن آدائها... آمين يارب العالمين... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.

وللحديث بقية