رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من طرق الوصول إلى الجنة «2-2»


ومن أحاديث الترغيب العظيمة «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». ومنها «إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة». وأيضا «لقد رأيت رجلاً يتقلب فى الجنة فى شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس»..

تتعدد طرق الوصول إلى الجنة، ولا يستطيع أى إنسان أن يحصرها، لأن فضل الله تعالى ورحمته، ثم حديث الغانية التى دخلت الجنة لأنها سقت الكلب بخفها، يجعلنا لا نستطيع ذلك، وإن كنا نقول الاستقامة هى الطريق. فقد وسعت رحمته كل شىء. فإذا كان الإنسان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره، ويؤدى الفرائض التى فرضها الله عليه، ولا يشرك به شيئًا فهو من أهل الجنة، مِصداقًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة». وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم «من لقى الله لا يُشرِك به شيئاً دخل الجنة». وهذه الاحاديث الصحيحة جاءت مصداقا لقول تعالى « إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ».

كما أن اجتناب الرجل الكبر والغلول، تقود صاحبها الى أن يكون من أهل الجنة، حيث جاء فى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو برىء من ثلاث: الكبر، والغلول، والدّين دخل الجنة». أما الصدق، فهو أيضا من طرق الجنة، حيث يجب على الإنسان أن يكون صادقًا مع الله عز وجل، ثم مع الناس، ومع نفسه، لأن الصدق يقود صاحبه الى الجنة، مِصداقاً لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة».

وهناك طرق أخرى لبلوغ الجنة، تتمثل فى الابتعاد عن الوقوع فى الكبائر والفواحش ومنها فاحشة الزنا، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لى ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة». وهو من الوصايا العشر فى الأديان السماوية.

أما التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض، فإنه من طرق الجنة وقد ورد فى الحديث أنه: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلى ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة». وهناك أمور بسيطة - فى نظر المخلوق - وهى من أسباب دخول الجنة ووسائل أخرى من القيم والمبادئ التى يجهلها أو يهملها الكثير من الناس ومنها إفشاء السلام بين الناس، وإطعام الطعام وقيام الليل، مِصداقًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

وقد وردت فى دخول الجنة أحاديث كثيرة تشير الى فرائض وسنن ونوافل منها: زيارة المريض، وكفالة اليتيم، والذكر مثل قول: سبحان الله العظيم وبحمده، وكما قال صلى الله عليه وسلم « لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلّ»، وطلب العلم، وصلاة 12 ركعة نافلة فى اليوم. «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ».

ومن الأعمال قد تبدو بسيطة أو هى بسيطة يمكن للمسلم أن يقوم بها تدخله الجنة كما تدل عليها الآيات والأحاديث، نذكر منها: «من لقى الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة». أو «من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة». وكذلك «من بنى مسجداً يبتغى به وجه الله بنى الله له مثله فى الجنة». أو «من صلى البردين دخل الجنة». وكذلك «من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح». وكذلك «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة». ومنها أيضا «من قال مثل ما يقول المؤذن من قلبه دخل الجنة».ومن تلك الطرق كما جاء فى الحديث «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلى ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة». وكذلك «من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ وجبت له الجنة».وأيضا «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة». وأيضا «من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة فى الجنة». ومنها «من مات وهو برىء من ثلاث : الكبر، والغلول، والدّين دخل الجنة». وأيضا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة».

قد يستسهل الإنسان ذلك، ويتعجب من بعض تلك الأحاديث لسهولة المطلوب منها، ولكن المداومة عليها بعد الاخلاص والتصديق يقود إلى الجنة. انظر أيها القارئ هذه الأحاديث: «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة». و«من عاد مريضاً أو زار أخاً له فى الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً». وكذلك «إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة».وأيضا «تكفل الله لمن جاهد فى سبيله لا يخرجه إلا الجهاد فى سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة». و«أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

ومن أحاديث الترغيب العظيمة «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». ومنها «إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة». وأيضا «لقد رأيت رجلاً يتقلب فى الجنة فى شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس». وختاما للمقال، فإن التوجه الى الله تعالى بهذا الدعاء العظيم، فهو من السبل والطرق العديدة إلى الجنة: «اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبى فاغفر لى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». ومن اليقين قوله تعالى «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىءٍ ». والله الموفق.