رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة إلى البرلمان..وأم وزوجة الشهيد


إن مجرد طرح مثل هذه الأفكار الشيطانية سيفتح الباب أمام أعداء الداخل والخارج للحديث عن الجيش وخصوصياته..وهذا الكلام ممنوع منعاً باتاً..وأرجو من رئيس البرلمان د.على عبد العال.. وجميع الأعضاء الذين يمثلون الشعب أن يتخذوا موقفاً حازماً من صاحب فكرة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد.

لم أصدق نفسى وأنا أتابع الإعلامى وائل الإبراشى على قناة «دريم» صباح الأحد الماضى.. ضيوف الحلقة :عضو برلمانى برتبة لواء شرطة متقاعد.. ولواءان سابقان بالقوات المسلحة..موضوع الحلقة كان مستفزاً للغاية.. «البرلمانى» لديه عدة أفكار لحل مشكلة البطالة.. من ضمن هذه الأفكار «إعفاء أبناء الأثرياء القادرين من الخدمة العسكرية مقابل مبلغ 50 ألف جنيه للدولة» !!..كلام فى منتهى الخطورة ولايجب إغفاله أو تركه يمر مرور الكرام..خصوصاً إذا خرج من عضو برلمانى ومسئول سابق بجهاز سيادى..كلام فى باطنه «سم قاتل».. وفى ظاهره تحريض واضح على أهم وأقدس مؤسسة وطنية محترمة.. كانت ومازالت وستظل منذ الفرعونى العظيم أحمس الأول وحتى يومنا هذا.. هى الدرع والسيف لهذا الشعب الذى أنهكته خيانة وعمالة فئةضالة من أبنائه.

يحضرنى فى هذا المشهد المؤسف والطرح المخزى.. ما سبق وصرح به المجرم الأمريكى بول بريمر-الحاكم العسكرى للعراق الشقيق- عام 1991بعدما أطاحت بلاده ومعها قوى الشر العالمية بصدام حسين..يقول راعى البقر : «عندما وصلت إلى بغداد وقابلت عدداً من قيادات الجيش العراقى.. كنت خائفاً مذعوراً من حديثهم عن تدميرنا لبلادهم.. لكن خوفى قد زال واطمأننت جداً بمجرد أن رأيتهم يتجاهلون قضيتهم الأكبر (احتلال أرضهم) ويتحدثون عن رواتبهم الضعيفة فى ظل الظروف المعيشية القاسية التى يواجهونها» !!..كلام هذا الملعون له معنى ومغزى لا يخفى على عاقل.. وبعد هذا الموقف بدأ «بريمر» يخطط لتفكيك جيش أرض الرافدين بمساعدة عملاء عراقيين ينتمون لإيران.. وقد كان له ما أراد..واستكمل هذا المجرم مخططه «القذر» بحل جهاز الشرطة العراقية أيضا.. ومنذ هذا التاريخ وجميعنا يتابع كيف دمروا ثرواث العراق وسرقوا آثاره وقسموا أرضه.. هذه هى رسالتى للعضو البرلمانى صاحب الاقتراح المدمر للبنية الاجتماعية المصرية..هذا أولاً.

ثانياً..كنت أتمنى من «الإبراشى» ألا يتطرق إلى مناقشة هذا العبث من رجل لايقدر ولا يعى خطورة آرائه التى أدلى بها ثم أنكرها ثم أكدها مجددا..حتى وإن كانت قد نُشرت فى بعض المواقع الالكترونية.. كما كنت سعيداً جداً من النقد اللاذع لضيفى الحلقة المنتمين للقوات المسلحة قلباً وقالباً على هذا «الخرف».. وكذلك كثرة مداخلات المشاهدين التى «وبخت» هذا العضو وطالبته بالاعتذار للشعب عما بدر منه..لكن للأسف الشديد لم يعتذر وظل متمسكاً برأيه بحجة أنه حريص على حل مشكلة البطالة بأى شكل كان !!!!.

إن مجرد طرح مثل هذه الأفكار الشيطانية سيفتح الباب أمام أعداء الداخل والخارج للحديث عن الجيش وخصوصياته..وهذا الكلام ممنوع منعاً باتاً..وأرجو من رئيس البرلمان د.على عبد العال.. وجميع الأعضاء الذين يمثلون الشعب أن يتخذوا موقفاً حازماً من صاحب فكرة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد فى التجنيد مثلما فعلوا مع توفيق عكاشة بسبب زيارة السفير الإسرائيلى له فى منزله..فمن وجهة نظرى المتواضعة أن جُرم «عكاشة» أقل بكثير مما طرحه هذا الرجل الــ«........».. ولمن يتجاهل دور قواتنا المسلحة فى هذه الفترة الحرجة من تارخ مصر..لابد وأن أذكره بالآتى: فى الوقت الذى تحمى فيه قواتنا المسلحة حدودنا الشرقية من مرتزقة وعملاء الداخل والخارج.. تابعنا جميعاً جزءاً بسيطاً من هذه القوات تساند و تشارك ضمن مناورات «رعد الشمال» فى المملكة العربية.. جنباً إلى جنب بجوار الأشقاء العرب..وقد شهد الجميع بكفاءتهم القتالية..كما كانت هذه التدريبات رسالة واضحة بالقدرة العالية على الإمداد والتموين بنقل كل هذه القوات إلى الخليج فى زمن قياسى حسب تأكيد الخبراء الاستراتيجين..وليس هذا فحسب..بل قامت قواتنا المسلحة فى الوقت نفسه بمناورات عسكرية مع فرنسا (القوى العظمى) فى عرض البحر المتوسط لأساب معروفة للصديق قبل العدو.

ومن يتابع الأحداث الدامية فى اليمن الذى دمرته إيران عن طريق عملائها الحوثيين المرتزقة بالتعاون مع الخائن على عبد الله صالح..سيجد قواتنا المسلحة تحمى مضيق باب المندب من أطماع «المجوس» كما تشارك أيضاً ضمن القوات الخليجية التى تحارب بشراسة فى هذا القطر الشقيق..هذا على المستوى الخارجى..أما فى الداخل فلا يمكن إغفال الدور العظيم الذى تقوم به عناصر الجيش المدربة تدريباً عالياً فى مساندة جهاز الشرطة ضمن خطة كبرى لتأمين البلاد والعباد من العناصر الإجرامية التى تقوم من وقت لآخر بعمليات إرهابية هنا وهناك.

وسط كل هذه المهام الجسيمة نرى بأم أعيننا إنجازات الجيش غير العادية للانتهاء من أغلب المشاريع التى تتم الآن.. مثل الطرق الرئيسية والفرعية وبناء المساكن التى تلائم المواطن وتحفظ له كرامته.. و قناة السويس والتفريعات واستصلاح الأراضى.. وكلها أعمال ملموسة ومعروفة للجميع ولا ينكرها إلا جاحد بنعمة الله وفضل جيشه الذى يقدم الشهداء الأبرار يومياً على الحدود حتى ننعم نحن بالاستقرار والأمن والأمان.. وليت الأمر قد وقف عند هذا الحد..بل نجد الجيش أيضاً يحرص – كل الحرص- على القيام بدور «صمام الأمن» لمواجهة أباطرة السوق معدومى الضمير والوطنية.. وذلك من خلال طرح منتجات غذائية ولحوم جيدة بأسعار مخفضة للشعب.. وقد قرأنا وسمعنا جميعاً عن الغضب الذى أبداه اللصوص من هذه المبادرة الكريمة.

ولعل تصريحات الرئيس الأخيرة عن تبرع القوات المسلحة بمليار جنيه لصندوق تحيا مصر» من إجمالى مبلغ يقدر بأربعة مليارات وسبعمائة مليون تقريباً.. قد كشف أكاذيب العديد من رجال الأعمال الذين سبق وأدلوا بتصريحات تؤكد تبرعهم لنفس الصندوق بمليارات الجنيهات.. مع العلم بالشىء أن ميزانية كل جيوش العالم تكون عبئاً ثقيلاً على دولها..وقد نجحت قواتنا المسلحة فى أن تكون منتجة ولها ميزانيتها الخاصة التى تساندها وقت الأزمات بعدما فرط نظام مبارك فى القطاع العام وباع عدداً لا بأس به من أصول الدولة بتراب الفلوس ضمن برنامج الخيانة والعار المُسمى «الخصخصة» !!..ومن فضل الله على مصر أن استطاعت قواتنا المسلحة الفكاك من هذه المؤامرة التى كانت تدبر لها فى ليل أسود.. واستطاعت الحصول على أحدث الأسلحة المتطورة من الدول الكبرى لتردع من تسول له نفسه المساس بأمن مصر.

وأخيراً..أقول للأم المصرية فى عيدها: «كل عام وأنت ومصر الحبيبة بألف بخير»..وأقول لأم وأخت وزوجة وابنة شهيد الواجب: «كل عام وأنت ومصر بخير..كل عام ونحن بجوارك أهل وعزوة.. وإن شاء الله كل شهدائنا الأبرار فى الفردوس الأعلى».