رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيفيلين عشم الله: "ساويرس" يحاول مد يده للمثقفين

جريدة الدستور

إيفيلين عشم الله، من أبرز فنانات جيل السبعينيات اللواتي تركن بصمة في الفن التشكيلي المصري حيث أتسمت أعمالها بمحاكاة الأساطير والسحر وتعطي إيحاء دائماً بأن هناك حكاية ما رسمت من أجلها اللوحة محافظة دائماً على الطابع الشرقي الأصيل في لوحاتها.

والتقت "الدستور" بالفنانة والمدير الأسبق لمتحف الفن المعاصر، للتعرف على أبرز ما يستطيع أن يقدمه الفنان بفنه لمواجهة التطرف، استمراراً لسلسلة لقاءات أجرتها لبحث ذات المشكلة مع كل مبدع متحقق في مجاله سواء سينما أو مسرح أو موسيقى أو أدب أو فن تشكيلي أو تمثيل، بدأتها بالسينما مع المخرج الكبير داود عبد السيد، والموسيقى مع الموسيقار الكبير عمر خيرت، والتمثيل مع الممثلة الكبيرة إلهام شاهين.

ويتلخص التطرف من وجهة نظر "عشم الله" في أنه حالة من الشلل الفكري تدفع الفرد أن يصدق نفسه بنسبة مئة بالمئة وبالتالي لا يقبل الآخر، مشيرة إلى أن الكارثة الحقيقية حين يصيب التطرف المثقفين أنفسهم حيث أنها تفترض أن المثقف شخص يمتلك العديد من المواهب المتدفقة فحينما تتداخل مواهبه يصبح عديم الرؤية بالحياة وبذلك تصبح المسألة أكثر تعقيدا لإن من المفترض أن هؤلاء هم قادة الرأي في المجتمع، مشيرة إلى أن المثقفين في مصر أكثر ناس يسبون الشعب ويتعالون عليه.

كما ترى أن المؤسسات الدينية في مصر من الأزهر والكنيسة ساهمت كثيرا في التطرف والتخلف المجتمعي بسبب سوء الخطاب الديني، ولا ألوم الناس، الإعلام متخلف وإعلانات العلاج الروحي والدجل أنتشرت على القنوات الفضائية، فلا توجد في وزارة الثقافة بعد نظر، مشيرة إلى أن الناس لو عرفت قيمة كنوزها الداخلية سوف تحافظ على ذلك.

وتوضح التشكيلية البارزة أن سبب التطرف في مصر يكمن في الرأسمالية الطفيلية التي تدير البلاد، مشيرة إلى أن ثورات الربيع العربي اندلعت نتيجة لهذا السبب حيث أنها حركات جماهيرية صادقة ومعبرة عن حالة سخط وغضب تجاه أداء النظم السياسية.

وتضيف "عشم الله" أن وزارة الثقافة تتصرف بعشوائية متهمة أياها بأنها غير مستقلة ومسيسة، وأن أداء بعض المؤسسات المستقلة أفضل منها مشيرة إلى أن أكثر رجل أعمال تحترمه هو المهندس نجيب ساويرس موضحة أنه يحاول أن يمد يده للمثقفين، من خلال تدشين عدد من الجوائز الناجحة من أبرزها جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، وتناشد جميع رجال الأعمال بسلك مسلكه مشيرة إلى أن ساويرس على رغم أنه رأسمالي مثل باقية الرأسماليين إلا أن هذا المجهود إيجابي ويجب تشجيعه.

وعن دور الفنان في مواجهة التطرف، ترى أنه يجب أن يشعر أنه جزء من المجتمع من هنا يصبح عالمياً، مضيفة أن ما يهمها كفنانة هو التعبير عما يؤرق ذاتها بمنتهى الصدق والشفافية، فمن هنا تنشأ علاقة تواصل صادقة بينك وبين المتلقي مشيرة إلى أن لوحاتها تعتمد بشكل أساسي على عنصر التجريب ومع ذلك تجد تأثيرا وتواصلا جيدا مع المتلقي العادي، حيث أن طريقة التعبير تلك هي في حد ذاتها حائط صد في مواجهة التطرف كما ترى أن الاستقلالية المجتمعية وعدم الاندراج نحو تقليد الغرب يساعد على محاربة التطرف.

لمتابعة الجزء الأول من الموضوع:

لمتابعة الجزء الثاني من الموضوع:

لمتابعة الجزء الثالث من الموضوع: