رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاريزما رئيس الوزراء


لا أتفق مع الأستاذ مكرم محمد أحمد فيما ذهب إليه من أن المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ينقصه الكاريزما والتواصل مع المواطنين كما كان يفعل إبراهيم محلب.. كان من الممكن أن أتفق مع الأستاذ مكرم إذا وصف رئيس الوزراء بأوصاف أخرى أو وجه إليه انتقادات فى اتجاه آخر.. يعنى مثلا لو قال إنه رئيس وزراء مركزى فى الإداره فهذا مقبول، وإذا قال إن هناك تعثر فهذا طبيعى، وإذا قال إن الأوضاع التى نعيشها تتطلب إعادة النظر فى طريقة الأداء خاصة فى المجموعة الاقتصادية، وإننا مقبلون على كارثه اقتصاديه إذا استمر الحال كما هو عليه، وإذا استمرت نفس الوجوه فهذا محل اتفاق من الجميع.. وإذا قال أن الأزمات التى نعيشها من تدهور فى السياحة وانخفاض فى قيمة الجنيه وتوقف جذب الاستثمارات الخارجية وتراجع حاد فى حجم الصادرات وارتفاع قياسى فى الأسعار وزيادة معدلات الفقر والبطالة فهذا هو كبد الحقيقة بعد أن يضيف على هذا أنها كلها موروثات من حكومات ما بعد الثوره الأولى ومن أحداث دفعت بهواة وفشلة إلى رئاسة الحكومة أمثال شرف وقنديل والببلاوى ومحلب.. أما حكاية الكاريزما فإن الأمر يختلف.

والكاريزما لها معانى كثيرة ولا أدرى أى معنى يقصد الأستاذ مكرم.. فإذا كان يقصد مثلاً المقومات الشخصية فإن المهندس شريف إسماعيل يمتلك الحد الأدنى من هذه المقومات.. أما إذا كان يقصد التواصل مع المواطنين وزيارات السداح مداح فإننى أقول من موقع المتابع إن رئيس الوزراء يتحرك فى هذه الزيارات بحساب وبطريقة تحقق التفاعل الميدانى ولا تمس هيبة المنصب الذى يشغله.

أذكر أننى كتبت مقالاً أثناء رئاسة الدكتور أحمد نظيف للحكومة انتقدت فيه الرجل وقلت إنه لم يحافظ على هيبة المنصب كسابقيه الدكتور عاطف عبيد والدكتور كمال الجنزورى، وأذكر أننى قلت وقتها إن الدكتور كمال الجنزورى حافظ على هيبة المنصب عندما كان فى السلطة وحتى بعد أن غادرها، وقلت إنك حينما تقابل الدكتور الجنزورى فى واجب عزاء مثلا تشعر بأن هيبة المنصب لم تفارقه بعد.. والسبب الذى دفعنى إلى كتابة هذا المقال كانت زيارة قام بها نظيف إلى مصنع صغير تابع لمحلات بيع وجبات جاهزة.. وأذكر أن المقال أثار حفيظة الرجل الذى كان يعيش أيامه وقتها كالطاووس، وكنت وقتها محرراً لشئون مجلس الوزراء وتدخل بعض القريبين منى ومنه لتلطيف الأجواء بعدها.

وأنا هنا أتحدث عن الدكتور نظيف الذى أعتبره آخر رئيس وزراء وإن كان ذلك على مضض، وعن زيارة ربما جاءت على سبيل المجاملة.. أما ما شاهدناه من المهندس إبراهيم محلب وتحدث عنه الأستاذ مكرم فهى زيارات على مستوى مستودعات بيع أنابيب البوتاجاز.. زيارات تمس هيبة رئيس الوزراء ويمكن أن يقوم بها رئيس الحى أو المحافظ.

هذا عن الكاريزما التى تحدث عنها الأستاذ مكرم فى حواره مع الإعلامية رشا بيومى على قناة «دريم».. أما ما قاله من أن رئيس الوزراء يحتاج إلى معاونين شباب لديهم حماس التغيير، فإننى أرى أنا هذا القول صواب إذا كان يقصد الوزراء والمحافظين.. أما إذا كان يقصد معاونين من داخل المطبخ الحكومى فإننى أختلف معه فيما ذهب إليه لأنه على ما يبدو أن الأستاذ مكرم غير متابع للتفاصيل داخل مجلس الوزراء لأنه لو تابع ما قال هذا.. فرئيس الوزراء بجانبه مجموعة من الشباب الذين يجمعون بين الخبرة والكفاءة حتى إننى أعتبره أكثر رؤساء الوزراء حظاً فى هذا الأمر.. فهناك ثلاثه على الأقل أخذهم رئيس الوزراء جاهزين.. ثلاثة من الكفاءات الذين تربوا فى مجلس الوزراء واقتربوا من رؤساء الوزراء السابقين الجنزورى وعبيد ونظيف، وفى مقدمة هؤلاء الثلاثه تامر عوف الذى أشرت إليه فى المقال السابق فهو يمتلك الخبرة والكفاءة والذكاء والدهاء السياسى ومواصفات أخرى كثيرة مكنته من دخول دائرة صنع القرار فى العصر الذهبى لمجلس الوزراء.. أما الثانى فهو أسامة عبد العزيز المستشار الإعلامى ابن «الأهرام» وابن مجلس الوزراء الذى قضى أكثر من 10 سنوات محرراً لشئون مجلس الوزراء وعاصر أحداثاً وشخصيات واكتسب خبرات ربما لن تتاح لصحفى آخر على المدى القريب.. فقد جمع بين الخبرة والكفاءة ومن قبل ذلك وبعده دماثة الخلق والتفانى فى العمل .

لقد نجح المهندس شريف إسماعيل فى اختيار معاونيه، ولا يبقى إلا أن يدقق فى اختيار مجموعته الاقتصاديه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.