الإعلاميون و«إقالة الزند».. «الحديدي»: الأمر أعمق بكثير من مجرد «زلة لسان».. و«أحمد موسى» يوجه سهام نقده لـ«السيسي».. ويوسف الحسيني: «ربنا وقعه في شر أعماله»
بين السخرية والشماتة والاستنكار.. تناوبت ردود أفعال الإعلاميين والمشاهير، حول إقالة المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، من منصبه، بعد تلك الموجة الجدلية التي أثارها، بتصريح له أُخذ على أنه تطاول على ذات النبي محمد الشريفة، والتي أدت في نهاية المطاف إلى إعفائه من منصبه، بقرار من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء.
كان لقاء الزند، في برنامج «نظرة»، هو بداية الأزمة حيث أشار الزند إلى أن السجون خلقت من أجل هؤلاء، في إشارة للصحفيين، وأنه لن يتنازل ضد من أخطأ في أهل بيته قائلًا :«السجون خلقت من أجل هؤلاء، وهحاكم أي حد يخطئ حتى لو النبي هحبسه».
وعلى الفور، تفجرت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، أدت في النهاية إلى إعفائه من منصبه.
وعلق المستشار عبدالله فتحي، رئيس نادي القضاة، على القرار بأن هناك أزمة من ناحية المشهد والأسلوب والمبرر والمناسبة التي خرج بسببها الزند من الوزارة.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «آخر النهار»: «هذا ما أحزن وأغضب القضاة، لأن وزير العدل السابق معروف بمواقفه الوطنية، وخلفيته الدينية، وحبه لرسول الله، كل ما في الأمر هو خطأ عفوي صدر عنه واستغفر الله عنه في وقته».
ووصفت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا، قرار الإقالة بالسياسي الخاطئ، قائلة: «هو قاضى جليل وترك بصمة في التاريخ لدوره وقيادته للقضاء المصري، وهناك حالة تربص شديدة تحدث في مصر، مما يسمى بميليشيات الفيس بوك وتويتر».
وإزاء ذلك، خرجت بالأمس تعليقات عديدة حول قرار إقالته، فالبعض استنكر القرار واصفًا إياه بالمتسرع، أمثال الإعلامي خالد صلاح، الذي اعتبر القرار انتصارا للإخوان في معركة، الدين منها براء.
وكتب صلاح على حسابه بموقع «تويتر»: «اللي حصل مع الزند مخيف، إحنا بنسيب الناس في زلة لسان، أسجل فزعي من هذا القرار، شريف إسماعيل انتصر للإخوان في معركة الدين بريء منها».
وشاركته استنكاره الإعلامية، لميس الحديدي، مؤكدة أن زلة لسانه عن النبي، ليست السبب الحقيقي لإقالته، وأن السبب أعمق من ذلك بكثير.
وأوضحت أنها لم تكن مع قرار الإقالة، بتلك الطريقة، رغم سياسة الزند غير الإيجابية داخل الوزارة، مشيرة إلى أنه أطلق عدة تصريحات منذ أن تولى الوزارة، بعضها شوه صورة مصر خارجيًا، وتكرارها جعل الحكومة تفكر في إقالته.
كما استنكر الإعلامي أحمد موسى، قرار إقالة الزند، مؤكدًا أنه لم ير من قبل بلدا تدار من خلال "فيس بوك"، ومواقع التواصل الاجتماعي أو حسب المزاج.
وتابع: «إن إقالة الزند خطأ كبير من رئيس الدولة ورئيس الحكومة، اللي بيخدم البلد بصدق مصيره بيبقى كده، في ناس عملوا كوارث أكتر من كده ومحدش قرب منهم».
كان النائب البرلماني، محمد أبو حامد أحد المستنكرين للقرار، حيث أكد أن هناك جهات ترصد كل تصريح يُصدر من أي مسئول وتستخدمه ضد الدولة، والزند فضح جماعة الإخوان، لذلك يحاولون إثارة الرأي العام ضده .
على الجانب الآخر، أشاد الإعلامي يوسف الحسيني، بقرار الإقالة، قائلًا: «وجود الزند في منصب وزير العدل غير موفق على الإطلاق، لأنه لم يستوعب أنه يتولى شؤون وزارة سيادية، ربنا وقعه في شر أعماله».
وعلقت الإعلامية إيمان الحصري على القرار، برسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء قائلة: «يجب الحد من ظهور الوزراء الذين يتولون حقائب سيادية، عبر الفضائيات، ظهور الوزراء يجب أن يكون بمعيار ومتطلبات والأفضل ألا يتحدثوا».
وأضافت: «البرامج تبحث عن السبق، وكثير من الوزراء يقعون في هذه المشكلة حبا في الظهور أو الخروج على شاشات الإعلام والشو الإعلامي، وتكون النتيجة كما شاهدنا مع المستشار أحمد الزند».
كما أيد الإعلامي عمرو أديب، قرار الإقالة، قائلًا: «الزند جه للوزارة بعد ما الوزير اللي قبله غلط نفس الغلطة وقولنا عليها برضه زلة لسان».
وأضاف: «أنا عايز أعرف اللي قاله الزند ده يعتبر ازدراء أديان ولا لأ، ولا طالما اعتذر ميبقاش ازدراء أديان، يعني فاطمة ناعوت أخدت سنتين حبس عشان اتكلمت على ذبح الخرفان، طيب وزير العدل اللي اتكلم عن النبي بالشكل ده يبقى إيه».
وأكد علاء الأسواني، الكاتب الصحفي، عبر "تويتر"، أن إقالة الزند تدل على أن الثورة مستمرة ، قائلًا: «رغم القمع، مازال الرأي العام مؤثرا على صانع القرار، امتثل لضغط الرأي العام، من قبل تمت محاكمة مبارك والنظام مُكره، لضغط الرأي العام، ومازال لدينا القدرة على فرض إرادة الثورة.
كانت أكثر التعليقات غرابة، هو تعليق الإعلامي الساخر باسم يوسف، الذي تداوله النشطاء عبر «تويتر»، متسائلين عن قصده، بعدما كتب ساخرًا كعادته: «الزند لازم يمشي.. عندك بديل؟».