أمسية شعرية حوارية بين جيلين في ثقافي أبو رمانة

جمعت أمسية شعرية حوارية بين جيلين استضافها البيت الثقافي أبورمانة بدمشق مساء أمس لدعم للمواهب الشابة بمشاركة سليمان السلمان وآمال شلهوب وقصي إبراهيم.

وألقى الشعراء المشاركون بعضًا من نتاجهم الشعري تضمن مجموعة من القصائد حملت لونين من الشعر الكلاسيكي والحديث فى مواضيع شملت الغزل وبعض الحالات الاجتماعية والإنسانية والوطنية.

والقى الشاعر قصي إبراهيم مجموعة من القصائد الغزلية بعنوان اشتاق إليك والتى امتازت بمعان بسيطة تخللها شيء من الموهبة الواعدة التى اعتمدت على العاطفة ورد الفعل محاولًا نسج عباراته على نظام البحر الخليلي إلا ان الوزن انفلت كثيرًا فى جوانب عديدة من قصائده التى كادت تكون كلمات مرصوفة أخذت رؤية قافية فقط الا الموضوع الذى ظل وحده عبارة عن فكرة تعبر عن حالة حب.

يقول في قصيدة اشتاق إليك:

يشتاقك قلبي قبل عيني يا امرأة ما عرفت لها مثيلًا

تراني أصبر على فراق يضيق به جسدًا وقلبًا عليلًا

بدورها قرأت الشاعرة شلهوب قصيدتين نثريتين بعنوان”بعثت مسيا” و”سراديب المعابر”اعتمدت خلالهما على الرمز والإيحاء دون ان تغرق كثيرًا بالمعاني الغربية على الرغم من الرموز التى استخدمتها تاركة مسافة للمتلقى تصله بالقصيدة التى امتازت بحالة شعرية قوامها النثر والتعبير عن رؤى إنسانية امتزجت بالكون وما فيه من أدوات استخدمتها الشاعرة فى وسائلها التعبيرية وانجزت من خلالها نصوصها المتوهجة بتلك الأدوات والمعانى معبرة عن رواءها الاجتماعية والإنسانية.

كما جاء فى قصيدتها “بعثت مسيا”

هدأت الريح .. واستكانت .. فى بوتقة مربع الحسد

تنوء فى عتمة الزوايا .. ترمقنى الف مرة بشر النظر

من جانبه ألقى الشاعر السلمان مجموعة من قصائده الاجتماعية الساخرة والتى اخذت بعدًا سياسيًا طال كثيرًا من الذين تأمروا على سوريا حيث أخذت هذه القصائد اشكالًا متنوعة من خلال الأداء الشعري منها أسلوب الشطرين والتفعيلة محاولًا الاعتماد على ألفاظ سهلة تدفقت مع العاطفة التى انتقت وزنها الموسيقى الملائم واعتمدت فى أسلوبها التعبيري سردًا يشبه القص فى أغلب القصائد الذى يؤدى إلى توازن فى المعنى والموضوع.

ويقول فى قصيدة “طبع الدنيا”:

من طبع الدنيا ان يأتي الآتي .. تحمله الدنيا حتى يعود دون قيود

لكن الماضى حين يعود .. تتكسر أجنحة النحل على قدميه ويلتهم العسل الدود.