رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فشل نتنياهو يسيطر على حكومة الاحتلال.. ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة؟

خلاف نتنياهو مع حكومته
خلاف نتنياهو مع حكومته

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على تهديدات بيني جانتس الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بالاستقالة من الحكومة بحلول 8 يونيو، إن لم يضع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خطة لمستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.

 

موجة غضب إسرائيلية جديدة

وأفادت الصحيفة بأن تصريحات جانتس تأتي امتدادًا لأسبوع مضطرب بالفعل في السياسة الإسرائيلية العليا في وقت أصبحت فيه الحرب في غزة أكثر حدة، مع احتدام القتال العنيف في عدة مناطق في أنحاء القطاع وإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على الإخلاء.

وتابعت أن الأزمات لم تتوقف عند جانتس، حيث انتقد وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت الذي يعد العضو الثالث لحكومة الحرب بجانب جانتس ونتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال علانية واتهمه بالفشل في التخطيط لوضع غزة بعد الحرب، والذي قال إنه يترك إسرائيل أمام خيار بين احتلال عسكري غير مرغوب فيه أو العودة إلى حكم حماس.

وأضافت أن تعليقات جانتس وجالانت كانت من بين أقسى الانتقادات العلنية للنقد الداخلي الموجه لنتنياهو منذ بداية الحرب، حيث قال جانتس في ذلك الوقت إن جالانت يقول الحقيقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهر الإحباط التي أبداها كبار المسئولين تعكس استياء واسع النطاق بين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وعامة الإسرائيليين إزاء فشل حكومة نتنياهو في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح بعض المحتجزين المتبقين في غزة.

وأضافت أن كل التصريحات تعد ورقة ضغط جديدة على حكومة نتنياهو المتطرفة قبل زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لإسرائيل، حيث من المتوقع أن يجتمع مع رئيس وزرا الاجتلال وجالانت ومسئولين آخرين لمناقشة التوغل الإسرائيلي الأخير في مدينة رفح المزدحمة بجنوب غزة، بالإضافة إلى خطط ما بعد الحرب.

ويشكل غياب خطة سياسية لغزة ما بعد الحرب إحدى نقاط الاحتكاك الحادة مع الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجي الحاسم لإسرائيل. 

وحث كبار المسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بما في ذلك سوليفان، إسرائيل على وضع خطة، مشيرين إلى اندلاع العنف في المناطق التي تم تطهيرها سابقًا في قطاع غزة، وحذروا من أن البلاد لا يمكنها الفوز بالقوة وحدها.

ورفض نتنياهو المطالب الأمريكية يوم الأربعاء، قائلًا إنها ستكون "مجرد ثرثرة" بينما تظل حماس صامدة.

وتعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق دبلوماسي طويل الأمد من شأنه مبادلة الالتزامات الإسرائيلية بإقامة دولة فلسطينية مقابل اعتراف المملكة العربية السعودية دبلوماسيًا بإسرائيل، وهو جهد لإيجاد حل طويل الأمد للصراع. 

ومساء السبت، أعلن الجيش عن أنه انتشل من غزة جثة الرهينة الإسرائيلي رون بنيامين البالغ 53 عامًا، الذي قالت إسرائيل إنه قُتل خلال هجوم حماس الأولي، وقد قدر مسئولون إسرائيليون سرًا أن عشرات المحتجزين لقوا حتفهم، ويفضل الرأي العام الإسرائيلي بشكل متزايد التوصل إلى اتفاق لتحرير المحتجزين الأحياء بدلًا من العمل العسكري، قائلين إن وقتهم ينفد.

ويحتل حزب نتنياهو أكبر عدد من المقاعد البرلمانية في ائتلافه، لكن حقائق السياسة الانتخابية الإسرائيلية لا تزال تجعل رئيس الوزراء يعتمد بشكل كبير على حزب اليمين المتطرف.

ومن المرجح أن يترك انسحاب جانتس لتلك الأحزاب اليمينية المتطرفة تأثيرًا أكبر في حكومة نتنياهو، ويحتفظ ائتلافه المخفف بقبضة ضيقة على السلطة، وقد يضطر إلى خوض الانتخابات بخسارة خمسة فقط من المشرعين الإضافيين.