رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتور عبدالمنعم سعيد: «الإخوان اليهود» مَن يحكمون إسرائيل الآن ولا يختلفون عن «حماس»

الدكتور عبدالمنعم
الدكتور عبدالمنعم سعيد

- قال إن التدمير الذى أحدثه الاحتلال فى غزة سيظل عارًا يلاحقه

- توقعت أن تكون الحرب بين الجانبين طاحنة لأنها تشبه اشتباكًا بين الفيل والناموسة

- ما فعلته «حماس» فى 7 أكتوبر مروّع ودخولها بين المدنيين واختطافهم تم وفق استراتيجية إيرانية

- الاستجابة لاستفزازات بعض العرب أو المصريين لإلغاء اتفاقية السلام ستظهرنا كأن «حماس» أو إسرائيل أملت علينا قرارنا الاستراتيجى

رأى المفكر السياسى الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، أن من يحكم إسرائيل الآن هم «الإخوان اليهود»، الذين يشبهون إلى حد كبير حركة «حماس» التى فرّطت فى ٣٤ ألف فلسطينى على أساس أنهم «هيدخلوا الجنة».

وأضاف «سعيد»، خلال حواره مع الدكتور محمد الباز عبر برنامج «الشاهد»، على قناة «إكسترا نيوز»، أن ما فعلته «حماس» فى ٧ أكتوبر حدث مروّع، مشيرًا إلى أن الدخول إلى مناطق المدنيين واختطافهم خلال هذا الهجوم كان استراتيجية إيرانية.

وتابع أن التدمير الذى أحدثته إسرائيل فى غزة سيظل عارًا يلاحقها، لافتًا إلى أن نظرية الردع الإسرائيلية فشلت، وهذا ما دفعها لإطالة مدة الحرب وإحداث تدمير كبير لخلق حالة الردع من جديد وإعادة ترميم صورتها.

■ بعد أشهر من العدوان على غزة.. ما تصوراتك عما حدث؟ وما توقعاتك لما سيحدث؟

- بعد ما حدث فى ٧ أكتوبر، توقعت أن نشهد حربًا طاحنة بين حماس وإسرائيل لفترة طويلة، لأن أى اشتباك بين الفيل والناموسة من الطبيعى أن يكون صعبًا، ومع ذلك كان الوضع أصعب مما توقعت.

وتقديرى أن ما حدث فى ٧ أكتوبر له علاقة بدولة ليست صغيرة، وهى إيران، وبالنسبة لى أرى أن هذه الحرب نشبت لكى تحطم فكرة التطبيع السعودى الإسرائيلى.

وهذا التطبيع كان مرتبطًا باتفاقية معروفة ومُعلن عنها بين الرياض وواشنطن، وتضمن الالتزام الأمريكى بتقديم الرعاية والحماية للمملكة.

وحركة حماس فى الأول والآخر «ميليشيات» لكن أُجيد إعدادها، وحتى الآن هناك أسرار حول كيفية دخول صواريخ حماس إلى غزة، وكيف أعيد تجميعها فى الورش الموجودة فى القطاع.

وإسرائيل لم تستفد من الحروب الأربع السابقة مع «حماس»، وحرب غزة الحالية هى الجولة الخامسة، والجولات السابقة كانت عبارة عن بروفات تقول لنا «إحنا رايحين على فين».

وحروب إسرائيل مع حماس وحزب الله كانت دائمًا تنتهى بشكل غير كامل، وإسرائيل تقول الآن إن قضيتها الأساسية هى رفح لأن بها ٤ كتائب لـ«حماس»، وإن الكتائب الباقية قد انتهت، وهذا كلام فارغ، لأن هناك عمليات تتم من منطقة شمال ووسط غزة.

والأمر غير الواضح بالنسبة لنا ما نتائج القصف الصاروخى لـ«حماس» تجاه إسرائيل؟ فالصور التى رأيتها فى التليفزيون تظهر تل أبيب مدينة مضيئة جدًا، ويقال لك «اتضربت بالصواريخ»، لكن لا تجد بيتًا تحطم على طريقة غزة.

هذه نقطة ناقصة فى المعلومات، فما نتائج العمليات العسكرية التى نفذتها «حماس» فى إسرائيل، فنحن نعلم نتائج صواريخ حزب الله التى أدت إلى إجلاء عدد من سكان المنطقة الشمالية فى المدن الإسرائيلية.

وفوجئت بما حدث فى أمريكا من رد فعل طلاب الجامعات تجاه ما يحدث فى غزة، وذكرنى بأيام الحرب الفيتنامية، وأرى أنه حدث نوع من صحوة الضمير، وشعرت بأننا مقصرون ونهتم فقط بتصريحات الأحزاب و«بايدن» و«ترامب»، لكن الشارع ليس فى الحسبان.

والناس أصبحوا يعرفون العديد من الأمور من خلال «السوشيال الميديا» التى ننتقدها دائمًا، وكل فيديو كارثى حدث فى غزة وصل إلى أمريكا، وهذا خلق صحوة كبيرة جدًا داخل الطلاب العرب، لنكتشف أن أعداد الطلاب العرب والمسلمين فى أمريكا أصبحت كبيرة جدًا.

والإحصائيات التى تقول إن العرب المسلمين ١٪ من تعداد أمريكا غير دقيقة، الرقم أكبر، فأعداد المسلمين تضاعفت بشكل كبير على عكس ما تظهره الإحصائيات.

وهناك فيديوهات لمشاهد مرعبة حدثت فى حرب غزة؛ مشاهد الأطفال داخل الحضانات والأسرى العراة فى الشوارع، ومشاهد تحطيم المنازل، ما فعلته إسرائيل فى قطاع غزة من تدمير عار كبير سيظل يلاحقها، وللأسف الشديد نحن لم نفعل ما فعله الطلاب العرب فى أمريكا.

وما عدا صحيفة «هآرتس»، هناك قلة قليلة فى الإعلام الإسرائيلى لديها شعور بحجم المأساة التى تحدث فى غزة، إنما الأغلبية فى الإعلام الإسرائيلى فوق الـ٥٠٪ لا تزال الصورة الذهنية لديها هى صورة أحداث ٧ أكتوبر، وهى الصورة التى رسمتها إسرائيل بالحديث عن حوادث اغتصاب وقتل لكبار السن والتمثيل بالجثث.

وهناك بيان لـ«حماس» لم يتناوله أحد، وقالت فيه إن أى أخطاء فى يوم ٧ أكتوبر لم تكن مقصودة، وإنها لم تفعل ذلك، لكن لم تعلن عن نتائج التحقيق مع من ارتكب أخطاء.

هناك مسافة واسعة بين هذا الاعتراف النسبى بوقوع أخطاء من حماس، وما فعله الإسرائيليون، وتحقيق الأمم المتحدة حول ٧ أكتوبر جاء بناء على رواية إسرائيل وبعض الصور التى صدّرتها، وقالت إن هناك مصيبة إنسانية حدثت هناك، لكن الآن هناك مراجعات للرواية الإسرائيلية.

ما حدث يوم ٧ أكتوبر من «حماس» مروّع، والدول العربية التسع التى أصدرت بيانات أدانت أى اعتداء على المدنيين من حيث المبدأ، وكان هذا جزءًا من استراتيجية إيران التى تنفذها «حماس»، «إنك تدخل وسط المدنيين وتخطفهم»، والورقة الأساسية فى يد «حماس» الآن هى الرهائن الإسرائيليون.

■ هل حدث تغير فى العقيدة الإسرائيلية بخصوص تحرير الرهائن؟

- إسرائيل تغيرت من حيث التعامل مع اختطاف الرهائن، وأصبح لديها «الإخوان اليهود» الذين يحكمون الآن داخل مجلس الوزراء، يتصرفون مثل «حماس» التى فرّطت فى ٣٤ ألف شخص على أساس أنهم «هيدخلوا الجنة».

والردع الإسرائيلى فشل و«دى كانت حاجة رهيبة جدًا بالنسبة للإسرائيليين»، وهذا أدى إلى إطالة مدة الحرب مع حجم تدمير كبير لخلق الردع من جديد بشكل يعيد مرة أخرى ترميم الصورة، والتأكد من أن هذا الاعتداء لن يتكرر مجددًا، وهذا ما أقوله؛ الحروب الأربع السابقة قالت إن هذا الأمر سيتكرر.

وحسن نصر الله قال إن الإيرانيين حلفاء، لكنه قال أيضًا: «لكن إحنا نتصرف من دماغنا»، وأنا أكذبه فى هذا الكلام بسبب الترابط بين الميليشيات الموجودة وإيران، وحجم الصواريخ لديها يدل على ذلك، وأيضًا دخول «الحوثى» فى هذا التوقيت فى البحر الأحمر وتوقيف الملاحة والتجارة العالمية، وأيضًا الضربات التى تمت على القواعد الأمريكية فى العراق والأردن تمت بحساب، وكل ذلك يأتى ضمن استراتيجية إيرانية.

ثم وصلنا إلى نقطة المواجهة بين إيران وإسرائيل المتفق عليها، والهدف كان ألا توسع إيران عملية تحالفها مع الميليشيات.

■ كيف ترى الظهور المفاجئ للميليشيات فى بعض الدول العربية؟

- هدفنا الرئيسى من التصعيد المصرى، بالتعاون مع السعودية والإمارات والأردن، هو استقرار الإقليم بأكمله، فمن غير الممكن تحقيق الاستقرار دون حل القضية الفلسطينية بشكل نهائى، لكن أيضًا يجب ألا تدير الميليشيات العسكرية أمور الدول وتتحكم فى مستقبل الشعوب، ولا توجد دولة وطنية بها ميليشيات ذات طبيعة معينة.

وقضايا الحرب والسلام هى أخطر القرارات التى تتخذها أى دولة فى العالم لشعوبها، وتحتاج إلى دول مكتملة المؤسسات، وأن تكون الدولة موحدة ولديها ثقة فى قواتها المسلحة، فضلًا عن تكامل الدبلوماسيين بها والقيادات السياسية.

وكل الميليشيات التى ظهرت فجأة فى بعض الدول، مثل فلسطين والعراق ولبنان واليمن وغيرها، مربوطة بخيط واحد فى النهاية، وكان هذا الترابط كاشفًا للغاية، وإيران نشرت النسخة الشيعية الإسلامية من الميليشيات، ونجحت فى توطيد علاقاتها مع الصين وروسيا، بسبب مواقفهما ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

■ ما تقييمك للمواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل؟ ولماذا تحولت من حوار سياسى إلى حوار ساخر؟

- يجب علينا أن ندرك أن الرؤية السينمائية للحرب غير حقيقية، فالحرب قضية كبرى ومن أكبر القضايا الإنسانية فى العالم، لذا من الضرورى عدم الانسياق وراء الأقاويل التى تتردد حول وجود اتفاقيات ومسرحيات بين الدول قبل الدخول فى معركة، كما حدث فى ٧ أكتوبر الماضى، وحدث مرة أخرى فى المواجهات الإيرانية الإسرائيلية.

الحرب عملية معقدة تخضع للاختبار دائمًا، فالطريقة العسكرية التى اتبعتها إيران ضد إسرائيل كانت للاختبار فقط، من أجل مواجهة الطرف الآخر وتدميره فيما بعد، وكانت تلك العملية مجرد بروفة، كما أن جيش الاحتلال الإسرائيلى رد عليها بنفس الطريقة.

والرسالة الموجعة الوحيدة من الهجوم الإيرانى على إسرائيل كانت إثبات قدرة القوات الإيرانية على الاقتراب من جيش الاحتلال الإسرائيلى، والعكس، فالرسالة كانت متبادلة من الطرفين لبعضهما البعض، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورًا فى تلك المعركة من جانب المناورة السياسية؛ لأن الانفجار الإقليمى سيشكل خطرًا كبيرًا على التفاعلات العسكرية المتواجدة فى الحرب.

والأمريكان لا يريدون هذه الحرب، وإسرائيل لديها درجة كبيرة من الاستهتار، وترغب فى ضرب إيران ولبنان، وإذا وصل الأمر إلى إلغاء معاهدة كامب ديفيد، قد ترغب فى توجيه ضربات لمصر.

■ ما تحليلك لرؤى كتّاب ومحللين سياسيين كبار حول الصراع الإسرائيلى بأنه مسرحية؟

- الكيان الصهيونى يعتقد دائمًا أنه يمتلك صكًا إلهيًا يجعله من طائفة خاصة وله الحق فى النصر، ولكن على أرض الواقع من يتحكم فى ذلك الأمر هو القوى العسكرية لكل دولة، مثلما حدث فى حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وأحداث السابع من أكتوبر الماضى أيضًا، الأمر الذى يشير إلى أنه فى كل الأحوال هناك قدرة ما على المناورة حتى إن كنت الطرف الأضعف.

أتعجب دائمًا حين أرى كتّابًا ومحللين سياسيين كبار يقولون إن الصراع الحالى مجرد مسرحية، وأتمنى ألا يتمادوا فى ذلك الأمر، فالمهمة الخاصة بنا هى الاتصال وإيصال المفاهيم الواضحة لظاهرة الحرب، التى تعد غنية للغاية ورأيناها كثيرًا فى الحروب السابقة عبر التاريخ.

يجب أن يكون دائمًا التفكير عقلانيًا، وأن نعود إلى السوابق ونمتلك تصورات معينة حول أسباب ودوافع كل طرف فى الحرب، حتى وإن كانت العملية معقدة، ولكن ما يحدث حاليًا هو نوع من «الكسل الفكرى»، ولا يتناسب إطلاقًا مع الأمور بالغة الخطر التى تهدد المنطقة بأكملها.

■ ما المتغيرات التى حدثت بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضى؟

- الأحداث التى تشمل حروبًا تكون فارقة فى مصير الدول، ولكن أرى أن دول العالم ليست مهتمة بما يحدث فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وعلى سبيل المثال، روسيا، التى تكتفى فقط بإصدار بيانات رسمية وشكوك متتالية حول مجلس الأمن، والصين أيضًا تسير على نفس النهج، لكن هناك تغيرات لن تتضح إلا بعد اكتمال المشهد فى نهاية الحرب الدائرة.

إسرائيل حتى الآن لا تزال تسير فى خط الحماقة، من خلال استخدام رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، تطبيقات خاطئة، وفى الوقت نفسه استغلال حالة الكراهية الشديدة والمشاعر الغاضبة لجماهيره، واعتقادى الشخصى أنه منذ يوم السابع من أكتوبر الماضى هناك حالة من المبالغة الشديدة فى تقديرات العالم بأكمله.

■ ينظم أهالى المحتجزين والأسرى مظاهرات دائمة.. كيف ترى المجتمع الإسرائيلى من الداخل؟ وهل لهذه المظاهرات تأثير على صاحب القرار؟

- لقد حدث تغيير فى النخبة السياسية الإسرائيلية التى قبلت من قبل الانسحاب الكامل من الأراضى المصرية، نتيجة ما فعله المصريون من سياسة ودبلوماسية، وهنا تتضح العبقرية الرئيسية التى كان يمتلكها الرئيس السادات.

والرئيس السادات كان يمتلك الثبات الانفعالى، رغم أن العرب أخرجوا مصر من الجامعة العربية، وحدثت استفزازات كثيرة للقاهرة.

وحتى الآن لا يدرك أحد مدى العبقرية من الناحية الاستراتيجية لزيارة الرئيس السادات للقدس، وقبل تحضير «السادات» للحرب أعلن عن أنه سيفتح قناة السويس، أى أنه كان يتحدث عن مستقبل به نوع من الرخاء وتبادل المصالح.

والخطاب الذى ألقاه الرئيس السادات فى الكنيست لم تكن به ذرة ضعف واحدة، ونحن مؤيدون للفلسطينيين وحقهم فى تقرير المصير وحقهم فى الدولة، وإذا تم إقرار حل الدولتين ستكون هناك حالة من الاستقرار الإقليمى.

وقد تم بذل جهد فى مخاطبة المجتمع الإسرائيلى فى وقت الحرب، فما حدث بعد ذلك هو أن العسكرية الإسرائيلية «الجنرالات» قد أسسوا لفكرة السلام، وكانوا جنرالات حاربوا فى حرب أكتوبر، الحكاية أنهم دائمًا يخدعوننا وبعد ذلك يريدون قتلنا، لكن الرئيس السادات نجح فى أن يعطى رسالة بها قدر كبير من المصداقية فى أنه يرغب فى السلام بشكل حقيقى، وأعتقد أن هذا جزء من التفكير والاستراتيجية المصرية.

وكل الاستفزازات التى تتم، سواء من عرب أو من مصريين أو من غيرهم، بأن نلوح بإلغاء اتفاقية السلام فى الوقت الحالى، هى كأننى جعلت «حماس» وإسرائيل تملى علىّ قرارى الاستراتيجى، لكن الدولة المصرية تتخذ قرارها الاستراتيجى الذى فيه مصلحة مصر.

■ استراتيجية الرئيس السادات لا تزال ممتدة فى أن صاحب القرار المصرى لديه ثبات انفعالى أى أنه لا يخضع لابتزاز ولا للاستفزاز.. كيف ترى ذلك؟

- نعم كان لديه ثبات انفعالى وثبات فى الهدف، والرئيس السادات كان لديه مشروع أعتبره عودة إلى المشروع الآسيوى، ففى ذلك التوقيت كان الآسيويون كلهم شيوعيين وشيوعيين صينيين، لكن من البداية قال «ليكوانيو»، الذى كان فى الحزب الشيوعى السنغافورى، إن عملية البناء لها قواعد تبدأ بعمل هوية وطنية وأن ترى ما يميزك وتدخل فى التنافسية الدولية، ثم أتى بعده «هيتساوبينج» فى الصين، ثم ابتدأ الماليزيون يتعلمون، وبالتالى الآن لا توجد حروب فى جنوب شرق آسيا، والرئيس السادات كان متجهًا نحو هذا النموذج.

■ ماذا خسرت إسرائيل فى هذه الحرب؟

- إسرائيل فاقدة لعقلها، ودخول الدين فى التفكير الاستراتيجى يمثّل ضبابًا، فالدين يذكر الإنسان بأنه سيُحاسب فى الحياة الأخرى، وبالتالى يصبح جزءًا من الأخلاقيات.

الإيمان بالحقيقة الدينية السماوية يعطى إحساسًا جبارًا وقوة غير موجودة على الأرض، فالعقلانية الشديدة التى كانت من الناحية العسكرية البحتة تميز إسرائيل، بمعنى أنها دولة فى محيط معادٍ، والتوازن الجغرافى والديموغرافى غير متكافئ، لكنها تنجح فقط عبر استخدام العقل، ولذلك فإن المؤسسة الأمنية فى إسرائيل هى الوحيدة التى بها بعض العقلانية، وهى التى تقبل المقترح المصرى، بينما تجد «نتنياهو وبن غفير وسموتريتش»، هم من لديهم مشكلات معه، ويتمنون أن ترفض حماس الموضوع، حتى يستأنفوا الضرب من جديد.