رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى النكبة.. كيف حافظ الفلسطينيون على تراثهم طوال هذه السنوات ؟

فلسطين
فلسطين

اليوم يمر 76 عامًا على نكبة فلسطين، التي أخذ اليهود فيها ديارهم بغير حق فهجروا ودمروا أكثر من 531 قرية من أصل 774 قرية هم قوام دولة فلسطين بالكامل.

ورغم هذا اليوم، استطاعت إسرائيل فيه القضاء على معالم فلسطين الاقتصادية والسياسية والحضارية، إلا أن الفلسطينين حملوا هويتهم في قلوبهم تتنقل معهم أينما ذهبوا ويزرعونها في قلوب أطفالهم الصغار متمسكين جميعهم ومؤمنين بحلم العودة، في يوم قريب مهما بعد. 


كيف حافظ الفلسطنيون على تراثهم طوال هذه السنوات؟ 
قال أشرف عكة، الباحث السياسي الفلسطيني، إن في ذكرى النكبة الشعب الفلسطيني الآن يخوض نضال حقيقي من أجل العودة وحق تقرير المصير، وتطبيق القرار رقم 194، وهذا النضال الفلسطيني يتوج الآن بقرار الجمعية العامة الذي يعبر عن انتصار الحق الفلسطيني وصرخة في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب بأننا في مرحلة جديدة، تعبر عن وحدة وكفاح الشعب الفلسطيني. 


وأضاف الباحث السياسي لـ"الدستور"،  أن تجمعات الشعب الفلسطيني في الضفة والشمال والقدس، تخوض معركة نضال حقيقي هذه المعركة تؤتي ثمارها عبر هذا التأيد الدولي العام والشامل، مواقف دولية مختلفة مؤيدة وداعمة، أخرها أسبانيا وغيرها من الدول أدت إلى خلخلة في وحدة المواقف الأوروبية بل سيكون هذا الاعتراف مقدمة لمواقف أخرى أكثر دعما للقضية الفلسطينية. 

مظاهرات بالشرقية لدعم فلسطين وموقف مصر فى القضية


وأكد "عكة"، أننا نحن أمام مرحلة مختلفة، أهلنا في 1948 أمام معركة وجود ومساواة للحصول على حقوقهم المدينة في ظل وجود القوانين والقرارات العنصرية التي بدأها الاحتلال منذ ذلك الحين، وهو يحاول تكريث الهوية اليهودية بمفهومها العنصري القومي وهذا يواجه بنضال فلسطيني عبر العمل السياسي والفهم لمجيرات الأمور في الداخل وكيف يكون النضال السياسي ضد إسرائيل. 


وتابع الخبير السياسي، أن أهلنا في 1948 يتعرضون لأبشع محاولات الحصار والتضييق والعنصرية، والتي تترجم عمليًا بأقوال وتصريحات الجانب الآخر وما حدث في معركة سيف القدس ووحدة ساحات العمل الوطني الفلسطيني، وكيف هب أهلنا في حيفا ويافا وغيرها في مواجهة الاحتلال ودفاعًا عن المسجد الأقصى كانت خير دليل على تلك الوحدة وذلك الصراع المتنامي في داخل المجمتع الإسرائيلي وتلك التصدعات، وكافة النظريات التي يؤمن بها المجتمع الإسرائيلي لم تفلح في توحيد صف إسرائيل وإنما عززت الهوية الوطنية للوجود الفلسطيني، الشعب ملتصق بكل القضايا الوطنية الفلسطينية ويعبر عنها من خلال برلمان هذا العدو الصهيوني، إضافة إلى محاولات الاحتلال إغراق أهلنا في الجريمة عن طريق العصابات والمافيا وتجار المخدرات. 


وأضاف، إذا أردنا أن نقسم المهام والقضايا التي يدافع عنها الفلسطينين، فالأولى هي قضية المساواة ويدافع عنها أهل 1948، وفي الضفة وغزة قضية تحرير الأرض، وفي الشتات يعبرون عن حقهم في العودة وتقرير المصير. 


وتابع، أن إخفاق الاحتلال في وضع قوانين وتشريعات قومية وعنصرية، يحاول الاحتلال من خلال تدمير التراث العمراني، ولكن تلك الأثار في حيفا ويافا وعكة وغيرها، يجدها واضحة شامخة راسخة واضحة المعالم بانها عربية فلسطينية، وأهنا هناك يتمسكون بعروباتهم وتراثهم، عبر تشكيلات سياسية وحزبية في هذه المناطق في غالبيتها تناضل من أجل الهوية الوطنية والمدنية ويعتبرون معركتهم مع الاحتلال ليست معركة مواطنين يعيشون درجة تانية، بل عرب يطالبون بضرورة الحل السياسي والشامل. 


آمال الأغا رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية في القاهرة، قالت إن المرأة الفلسطينية كان ومازال لها دور بالغ الأهمية في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، واستمرار تواجدها في نفوس الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم، فهي تخوض حربها الخاصة من خلال تربية مواطن فلسطيني قادر على التمسك بوطنه مهما كانت نقطة تواجده الحالية، ويؤمن بضرورة تحرير الوطن وأنها مسألة قادمة لا محالة مهما طال الزمن أو قصر.


وأضافت رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية في القاهرة لـ"الدستور" أن الأم والجدة لا تمل من سرد الحكايات حول الوطن وتعزز هذه الحكايات بتوفير كافة الأشياء التراثية والتي يمكن أن يقع عليها عين الابن والبنت من خلال الملابس التراثية والأشغال اليدوية الفلسطينية. 


وتابعت "الأغا"، أن الفلسطينين انتقلوا بالعادات من موطنها الأصلي في فلسطين إلى مواطن الشتات، حتى لو حاول الإسرائيلين محو هذا التراث في فلسطين ذاتها ومحاولة طمس الحقيقة والهوية وادعاء أن لهم ما ليس لهم، موضحة أن إسرائيل هي الأخرى تعمل على تهديد كل شيء حتى النبات والحيوان والشجر، لكن التاريخ باق مهما حاولوا طمسه والهوية الوطنية تستظل في عقول وقلوب أهل فلسطين مهما غربهم الزمن، واليوم العالم أصبح أكثر وعيا بالقضية الفلسطينية وتم فضح أفعالهم خاصة ما قاموا به خلال الحرب الأخيرة.

مظاهرة حاشدة فى الإسماعيلية لدعم موقف مصر من القضية الفلسطينية