مصطفي عبادة: مشروع "ديوان الشعر المصري" يسد فجوة بحجم عصور الأدب الحديث
قال الكاتب مصطفي عبادة، خلال إطلاق مشروع سلسلة ديوان الشعر المصري، ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب 2024: “مصر الثقافية تنتصر وتبدع، حين تأخذ زمام المبادرة، تعرف من يحاول التسلل إليها خفية، وتتركه يلعب حتى حين، ثم حين تقرر الفعل يتلاشى كل ما ظنه الآخرون صمتًا أو ضعفًا، مصر الآن تملك روحها، وتعود إلى نفسها، تنقب عن كنوزها وتتولاها بالرعاية والمحبة، شعر مصر، روح مصر، نَفَسُها في صباح الكون، وعطرها في بستان الزمان”.
آن أن نقدِّر أنفسنا ونفخر بما لدينا
وأوضح مصطفي عبادة: "فكل تفجر ثقافي - كما نشهد الآن - مسبوق بتعبئة، أي بتقارب روافد ثقافية متعددة في نقطة متميزة. وها هو التفجر الثقافي يستمر، مشكلا نهرا كبيرا فياضا، وها هي النقطة المتميزة الحاضنة لهذا النهر الدفاق تصبح الآن: "الهيئة المصرية العامة للكتاب" بقيادة د. أحمد بهي الدين، ومعه الرجال الذين اختارهم لقيادة السلاسل وجميعهم أصحاب باع طويل في الثقافة والشعر والكتب والنشر، لنعود كما كنا، لا. بل لنصبح ما نريد، لنصبح ما نحلم ونتمنى، بعد أن ارتهن أدبنا وثقافتنا لشرطين غريبين من خارج الأدب والثقافة هما: الترجمة والجوائز".
ولفت “عبادة” إلي أن مصر الثقافية، ترسخ الآن عودتها بسلسلة جديدة مهمة، تسد فجوة اتسعت بحجم عصور الأدب الحديث كله، هي سلسلة "ديوان الشعر المصري"، وهى السلسلة التي تعمل على إبراز جماليات وتاريخ الشعر المصري القديم على مدار ألف سنة، وتكتسب أهميتها من أن تاريخ الشعر في مصر يتضمن أسماءً كثيرة تم إهمالها، أو تجاهلها، ولم تحظ بما حظي به الشعراء العرب الكبار من دراسات أكاديمية جادة، ومتعمقة لمنجزها الكبير، ليأتي هذا المشروع الطموح ليعيد إليها بعضًا من حقها المهضوم، وها نحن نبدأ بدواوين الشعراء الكبار: البهاء زهير، وابن سناء الملك، وابن النبيه، وابن الكيزاني، وابن نُباتة المصري، وابن قلاقس.
سلسلة ديوان الشعر المصري فاتحة لإعادة نشر ما أُهْمِلَ
وشدد مصطفي عبادة: "لتكن هذه السلسلة فاتحة لإعادة نشر ما أُهْمِلَ ونُسِي من شِعْرٍ يدلُّ على الشخصيةِ المصريةِ التي نبع منها – كما يقول أحمد الشهاوي مشرف السلسلة - لأنَّ هناك فرُوقًا يمتازُ بها الشِّعْرُ المصريُّ إذا ما قُورن بشِعْرٍ عربيٍّ خاص موجُودٍ في أيِّ بلدٍ عربيٍّ آخر، تم تدريسه في المناهج الدراسية الثانوية والجامعية في مصر.
وتابع: إن ما نحتاجه الآن – بعد خروج هؤلاء الشعراء إلى النور من جديد – هو أن يتولى النقاد إظهار ما لدينا من إبداع، يخصنا في هذا الشعر، وبيان الروح المصرية، توهجها وفرادتها، على غرار ما فعل العقاد بكتابه المهم: "شعراء مصر وبيئاتهم في القرن الماضي"، فما أحوجنا اليوم إلى بيان هذه الروح، وتجليتها لنا ولغيرنا.
واختتم مصطفي عبادة مؤكدا علي: الآن نعود إلى روحنا، وإلى وجداننا من دون استلاب أو تغريب، بإطلاق سلسلة ديوان الشعر المصري، التي يشرف عليها واحد من أعلم الناس بالشعر، فقد جاب العالم شرقًا وغربًا ممثلًا مصر دائمًا، وممثلًا نفسه أحيانًا بما حققه من نجاح وسعي ودأب، وقد أنتج أكثر من خمسة وعشرين كتابا، ما بين الشعر الذي أهله لنيل العديد من الجوائز، وبين أدب العشق، والمجالات، وأدب الرحلة، والشئون الفكرية والثقافية بعامة، فالشكر والتقدير له، والامتنان للدكتور أحمد بهي الدين الذي أحسن اختيار من يتولون صياغة وتنفيذ إستراتيجيته الثقافية، والشكر للأصدقاء الذين يشرفوننا بالحديث اليوم وهم: رئيس الهيئة د.أحمد بهي الدين، والمشرف على السلسلة أحمد الشهاوي، ود. محمد عمر، ود. منير فوزي.