جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بورسعيد تناشد الرئيس

استكمالًا لما كتبته في الأسبوع الماضي عما يحدث لأرض المتحف القومي، أود أن أضيف ما استجد:
صبر أهالي المدينة الباسلة علي وعود المسئولين في وزارة السياحة والآثار بإعادة بناء المتحف القومي في نفس مكانه المميز بمدخل قناة السويس "الذي يضم تاريخ المدينة وأكثر من ٩٠٠٠ قطعة أثرية".. تكررت الوعود ببنائه مرة أخرى على أحدث طراز.. واستمر صبر المواطنين منذ هدم المتحف القومي عام ٢٠٠٩ وحتي بداية هذا العام أي أكثر من ١٤ عامًا.. ثم فوجئت المدينة بأن الأرض المخصصة للمتحف سيقام عليها مشروع استثماري يضم شققًا فندقية بأسعار تبدأ من ١٠ ملايين جنيه للشقة غرفتين وصالة.
وزاد الطين بله بيان الوزارة الأخير المنشور علي موقعها الرسمي، والذي ينص على أن وزارة السياحة والآثار محتفظة بحقوقها كاملة في الجزء المملوك لها من أرض المتحف ولم تتنازل عنه، مشيرة إلي أن ملكية هذه الأرض مقسمة لأجزاء فيما بين هيئة قناة السويس ومحافظة بورسعيد ووزارة السياحة والآثار !!!
البيان ببساطة يشير إلي عدم تمسك وزارة السياحة والآثار بإعادة بناء المتحف القومي ببورسعيد.. وكل ما يعنيها هو المقابل المادي لنصيبها من الأرض أو من المشروع الاستثماري المزمع إنشاؤه.. دون النظر للمسئولية الوطنية للأسف الشديد.
الغليان اجتاح المدينة بالفعل وقامت جمعية بورسعيد التاريخية الممثلة للمجتمع المدني بعقد اجتماع عاجل مع جميع النواب بمجلسي النواب والشيوخ أسفر عن مناشدة فخامة السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي "رئيس الجمهورية"، ودولة رئيس الوزراء المهندس/ مصطفى مدبولي "رئيس وزراء مصر"، والأجهزة السيادية المصرية بوقف هذا المشروع السكني المزمع إقامته بأرض المتحف، على أن تكون أرض المتحف للمتحف واستثمارها وفقًا لمخطط يتم إعداده على مستوى عالمي، وذلك تماشيًا مع ما أعلنه فخامة الرئيس أثناء الاحتفال على أرض بورسعيد بعيدها القومي في عام 2017 بضرورة إقامة متحف قومي واستثمار المنطقة سياحيًا على المستوى اللائق لجذب السياحة العالمية.
بورسعيد علي صفيح ساخن يا سيادة الرئيس وتشعر بوجود معاول هدم تعمل علي طمس تاريخها وثقافتها سواء عن عمد أو عن جهل.. بدءًا من هدم كازينو بالاس وكازينو الشاطئ وكل دور السينما والمسرح وتهميش دار الأوبرا وتأجير قاعاتها الفخمة لطلاب المدارس وهدم استاد النادي المصري وسرقة تمثال ديليسيبس وهدم المتحف القومي ومعظم مبانيها الأثرية.. ولا أبالغ عندما أقول إن الوضع الحالي يتطلب تدخلكم الشخصي قبل أن تتفاقم الأمور.