رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بعيد دعوة الرسل

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بعيد دعوة الرسل، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:إن الكنيسة التي إليها كلّنا مدعوون في  المسيح، والتي فيها نحصل على القداسة بنعمة الله، لن تبلغ التمام إلاّ في المجد السماوي عندما تأتي "أَزمنَةِ تَجديدِ كُلِّ ما ذَكَره اللّهُ بِلِسانِ أَنبِيائِه الأَطهار في الزَّمَنِ القَديم" ، كما يتجدد تمامًا في المسيح العالم بأسره مع الجنس البشري، ذلك العالم الذي يتَّحد اتحادًا وثيقاً بالإنسانِ وبه يبلغ إلى غايته...

فالتجديد الذي وعدنا به ونترجّاه، قد ابتدأ في الرّب يسوع المسيح، وتواصل بإرساله الرُّوح القدس وبه يُكَمَّل في الكنيسة، حيث يُعلمنا الإيمان أيضاً معنى حياتنا الزمنية، بينما نتمِّمُ العمل الذي أوكله الآب إلينا، راجين الخيرات المقبلة وعاملين هكذا خلاصنا .

هكذا إذاً قد بلغ إلينا مُنتَهى الأَزمِنَة. وتجديد العالم قد بدأ بدون رجعة، وبصورةٍ حقيقيةٍ قد سبق ظهوره منذ الآن: فالكنيسة على هذه الأرض تتميز بالقداسة الحقيقيّة، وإن كانت غير كاملة. إنَّما إلى أن يتحقّق وعدُ الله: "سَمَواتٍ جَديدةً وأَرضًا جديدةً يُقيمُ فيها البِرّ" ( فالكنيسة في غربتها تحملُ، في أسرارها ومؤسساتها المنوطة بهذا الدهر، وجهَ هذا الدهر الزائل. إنَّها تعيش بين الخلائق التي تئن وتتمخض حتى الآن وتتوقع تجلي أبناء الله .

إنّ الباري لم يخلقنا لنحيا حياة جنينيّة وحسب؛ فغاية الطبيعة لا تقف عند مرحلة المواليد الجدد، ولا تستهدف الأعمار المتوالية التي يلبسها مع مرور الزمن مسار النموّ بأشكاله المتغيّرة؛ كما لا تستهدف انحلال الجسد بعد الموت. إنّ هذه الحالات كلّها ما هي إلاّ مراحل في الطريق الذي نسلك. 

أعلن المسيح بصراحة أنّه سوف يموت على الصليب قبل أن تتّقِد البشريّة بنار حبّه هذا. بالفعل، إنّ آلام المسيح هي التي جعلت البشريّة مستحقّة لهذه النعمة الكبيرة، وإنّ ذكرى هذه الآلام، قبل أي شيء آخر، توقد الشعلة في قلوب المؤمنين. وتابع الربّ قائلاً: "وَعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً"، وبكلامٍ آخر، فإنّ معموديّتي بالدم باتت حتميّة، بتدبير من الله الآب، أي أن أغطس في دمائي فوق الصليب كما لو كنت أغطس في الماء، لكي أفتدي العالم بأسره.